"ما تلعب يا عم" جملة عادة ما نجدها لتعبر عن حماس لاعبي "الدومينو"، و"الشطرنج"، و"الكوتشينة"، و"البلياردو"، وما بين التقدم التكنولوجي وظهور هذه الألعاب على الكمبيوتر والإنترنت، أصبح الشباب لا يميلون إلى التجمع في الساحات، وتحول ذلك التجمع إلى الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر والموبايل لبدأ منافسات قد تمتد لساعات. ويندمج الشباب في لعب أكثر من "دور" على الإنترنت، لاقتناعهم أن للكمبيوتر دور فعال في تنمية ذكائهم بدلاً من اللعب مع شخص في نفس مستوى ذكائهم، بل وأقل منه، لتجدهم يعبرون عن سعادتهم بكلمة "أنا كسبت الكمبيوتر". على إحدى المقاهي، في حي حدائق القبة، أردنا معرفة الفرق بين لعبة الدمينو على القهوة، وبين لعبها على الكمبيوتر، قال أحمد إسماعيل (29 سنة)، "بلعب الاتنين بس العادية أكثر متعة، لأن بيكون قدامي الشخص الذي ألعب أمامه، لكن المنافس على الكمبيوتر، معتقدش إني بستمتع بيها أوي، لان مفيش حماس الفوز والخسارة". ووصف مصطفي يوسف، (23 سنة)، لعبة الدومينو على القهوة "بالروح" من خلال رمي الدمينو على الترابيزة، بينما قال حسين (22 سنة)، "بفضل ألعب على النت مع صحابي أكثر من ذهابي للقهوة". ووصف أحد كبار السن في القهوة فكرة لعب الدومينو بصفة عامة على القهوة، فقال "الرجالة الكبار بيضيعوا فيها وقتهم في رمي الورق". "لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع"، تلك المقولة التي ترتبط بالعديد من أمور حياتنا، فكل من لاعبي الدومينو له طبيعة خاصة، ولا يعني كثرة الألعاب على الإنترنت، قلتها على الواقع، فسيظل روح التنافس بين المكسب والخسارة، هو الدافع لاستمرار الدمنيو على المقاهي. جامعي الطريقتين هم الرابحون الحقيقيون، فاختلاف الطريقة بين الحين والآخر يظهر الاستمتاع باللعبة، والإقبال على طريقة مختلفة للعبة ذاتها، ينمي مدارك الشخص وذكائه، وهو ما يطبقه الكثير من الشباب.