سلطت الصحف العالمية، اليوم، الضوء على الهجمات الإرهابية الأخيرة التي وقعت في سيناء الأسبوع الماضي، حيث قالت وكالة أنباء "رويترز" البريطانية إن تنظيم "داعش" الإرهابي يحاول التمدد في مصر بعد سيطرته على أراض واسعة في سوريا والعراق. وأشارت الوكالة البريطانية إلى أن "مصر باتت تواجه تهديدا خطيرا ومتزايدا من جانب الجماعات الإرهابية، والمسؤولين الامريكيين كانوا قلقين منذ أكثر من شهر بسبب مخاوف من زيادة نشاط التنظيم الإرهابي في سيناء، إلا أن الأمور تفاقمت خلال الأسبوعين الماضيين، وباتت الضغط تتصاعد على الرئيس الأمريكي باراك أوباما لاتخاذ قرار حاسم لحل أزمة تمدد داعش في الشرق الأوسط بأكمله". وقالت "رويترز": "إسرائيل اتهمت حركة (حماس) بدعم الهجمات التي نفذها أنصار (داعش) ضد كمائن الجيش المصري في سيناء مؤخرا، وقالت إن الهدف كان تسهيل عملية تهريب السلاح إلى قطاع غزة". وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون في بيان أمس الأول، إن "حماس تحارب (داعش) داخل غزة لكن من ناحية أخرى هناك تعاون بين عناصر من (حماس) و(داعش) في سيناء". ونقلت الوكالة البريطانية عن مصدر عسكري إسرائيلي مسؤول عن مراقبة الحدود مع مصر وغزة، قوله إن "حماس دعمت هجمات سيناء بهدف فتح قناة لعمليات تهريب جديدة". من جانبها، أشارت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، إلى أن "مصر تواجه مهمة صعبة في القضاء على تنظيم "داعش" في سيناء". وقالت الشبكة الأمريكية، في تقرير أمس، إن "النشاط الإرهابي يواصل الارتفاع في الاسابيع الاخيرة في مصر"، مستشهدة بالهجمات الأخيرة في سيناء. وتابعت أن تنظيم" داعش" يحاول كسب المزيد من القوة والنفوذ وتوسيع نطاق ما يسمى ب"الخلافة" مثلما فعل في ليبيا. ونقل التقرير عن أورين كيسلر نائب مدير الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، قوله إن الحكومة المصرية ترى نفسها محصورة بين "داعش" سيناء و"داعش" ليبيا، وفي الوقت نفسه تتعامل مع الاضطرابات التي تثيرها جماعة الإخوان في جميع أنحاء البلاد. ويرى "كيسلر" أن القاهرة ترى أن "واشنطن" لم تعد حليفا موثوقا به. وفي الوقت ذاته، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن خبراء، قولهم إن "مصر في صراع حياة أو موت، على الرغم من استقرار نظام الحكم بها". ونقلت الصحيفة عن البروفيسور يورام ميتال رئيس مركز "حاييم هرتسوج" لدراسات الشرق الأوسط والدبلوماسية في جامعة بن جوريون، قوله إن "الرئيس السيسي عازم على كسب الحرب ضد تنظيم "داعش" في سيناء"، مشيرا إلى أن إسرائيل ومصر تنظران إلى جماعة الإخوان والجهاديين كأنهما وجهان لعملة واحدة. وتابع أن "إرسال مصر لقوات وأسلحة إلى سيناء على الرغم من تعارض ذلك مع اتفاق السلام يبين كيف تتعاون مصر واسرائيل تعاونا وثيقا بشأن الإرهاب في سيناء". وأشار إلى أن الحكومة المصرية ليس لديها خيار سوى أن تلعب دورا متزايدا في الحرب ضد "داعش" في المنطقة، وخاصة في ليبيا. ونقلت الصحيفة عن صامويل تادرس زميل معهد "هادسون" للحرية الدينية، قوله إن "مصر مشغولة في حربها الخاصة ضد الإرهاب في الداخل وغير قادرة على محاربة الإرهاب خارج حدودها"، وتابع إن مصر قد تنفذ ضربات في ليبيا، ولكن فقط كخطوة تكتيكية لضمان أمن حدودها الغربية. وأشارت الصحيفة إنه رغم الانتهاكات الخطيرة للحريات الشخصية بما يعد أسوأ من عهد حسني مبارك، ومع وجود الإرهابيين في سيناء، اتفق جميع الخبراء على أن نظام "السيسي" لا يزال مستقرا. من جانبها، أشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إلى إنه بعد أسبوع من الهجوم الإرهابي في شمال سيناء لا تزال الصورة غير واضحة تماما، فتنظيم "داعش" لم يتمكن من الاستمرار في محاولات السيطرة على الشيخ زويد. وأشار التقرير إلى أنه على افتراض أنه لا إسرائيل ولا مصر لديها علم مسبق بالهجوم الذي وقع الاسبوع الماضي، فإن هذا يدل على وجود فجوة في الذكاء، فإسرائيل تفتقر إلى المعلومات حول الجماعات السلفية مثل ولاية سيناء، لأنهم أعداء جدد نسبيا مقارنة، مثلا بحركة "حماس" أو تنظيم "حزب الله" الذي تم جمع المعلومات الاستخباراتية عنه لسنوات، كما أن تهديد "داعش" على الحدود المصرية يختلف عن ذلك على الحدود السورية في الشمال، حيث نادرا ما تقترب "داعش" من الحدود، التي يسيطر عليها المتمردون السنة أكثر اعتدالا. ولكن من ناحية أخرى، فقدت الحكومة السورية السيطرة تماما على المنطقة، ولا يمكن قياس ذلك بمصر حيث ان الحكومة المصرية أقوى، ولكن ولاية سيناء أقرب إلى الحدود الإسرائيلية والقاهرة لم تلحق الهزيمة به.