تفاصيل حائرة بين أبطال السير الشعبية، وأجواء أسطورية مليئة بالصراعات، والقوى السحرية الخارقة، كلها عناصر درامية اعتمد عليها مسلسل «العهد»، الذى يعزف منفرداً هذا العام، بعيداً عن الكم الكبير من المسلسلات الاجتماعية والكوميدية، ولا يقتصر التفرد على القصة الأسطورية للكاتب محمد أمين راضى، أو الإخراج المتميز لخالد مرعى، وكتيبته من الممثلين الذين يمتلكون قدرات تمثيلية ضخمة، ولكن امتد هذا التفرد للملابس والديكورات، التى دفعت القائمين على العمل، لتصميم ثلاثة كفور كاملة، لتمتلئ بشخوص وعلاقات متشعبة، تشهد صراعاً على السلطة، وهو ما نجح فيه فريق العمل الذى دخل بالمشاهد لثقب أسود، وخرج منه لأماكن لا تنتمى لهذا الوجود، ولا علاقة لها بالتاريخ المعروف. وقال منتج المسلسل طارق الجناينى ل«الوطن»: مسلسل «العهد» يعد بالنسبة له مغامرة كبيرة ومحسوبة، نظراً لأن المسلسل يضم عدداً كبيراً من النجوم، ويدور فى إطار درامى مختلف كلياً عما تعود عليه المشاهد المصرى والعربى، وجزء كبير من نجاح المسلسل اعتمد على الديكور والملابس، الذى تطلب تكلفة إنتاجية ضخمة لتتماشى مع طبيعته ومجهود طويل، ونجح فى تحقيق ذلك فريق متميز يتكون من الإستايلست دينا نديم، ومهندس الديكور محمد أمين، وغيرهم من الفنيين الذين نجحوا فى تشكيل الصورة التى رأيناها بطريقة مميزة، وبدرجة غير عادية من التناغم الفكرى والفنى، ففى البداية قام المهندس محمد أمين بتصميم الثلاثة كفور بمنازلها وسجونها وشوارعها، بتفاصيل خاصة تميز كلاً منهم عن الآخر، وهو ما لاحظه المشاهد». وفيما يتعلق بالملابس قال «الجناينى»: «معرفتى بدينا نديم بدأت منذ عام 2001، إلا أن اختيارى لها فى المسلسل جاء نتيجة يقين قوى بقدرتها على تقديم شىء مميز يناسب طبيعة المسلسل، فبدأنا بجلسات عمل يومية مع المخرج خالد مرعى، للوقوف على تفاصيل الملابس، وجمعت من خلالها «دينا» مجموعة كبيرة من صور للملابس، التى تعود إلى مراحل زمنية مختلفة، لتخلق منها عالماً جديداً، لا وجود له إلا من خلال تفاصيلها الخاصة، فصممت الملابس ونفذتها بالتعاون مع فريق عملها، وقدموا ملابس ل 18 ممثلاً رئيسياً، بالإضافة إلى الممثلين المساعدين، كما عملت دينا بنفسها على الإكسسوارات الخاصة بالعمل لتخرج بصورة مناسبة، تعكس اللازمان واللا مكان فى «العهد». وأشار مهندس الديكور محمد أمين، إلى أن العمل على ديكور المسلسل بدأ منذ أكتوبر الماضى، وهو الأمر الذى استغرق وقتاً طويلاً لتقديم العمل بشكل جيد، وقال «أمين»: «واجهت فى البداية عدداً من الصعوبات، فى اختيار مكان بناء الديكور، فكان هناك اقتراح بالتصوير فى منطقة الواحات، وهو الأمر الذى كان فى منتهى الصعوبة، حتى توصلنا فى النهاية لبناء الديكور فى أحد الأماكن الصحراوية، ليتوالى التصوير بينها وبين ومدينة الفيوم». وأضاف «أمين»: «فى جلسات مبدئية مع المخرج والمنتج، وقفنا على التفاصيل الخاصة المميزة لكل كفر، لإظهار الطابع الخاص به، وما يجمع الكفور من ملامح، فبالرغم من أن الكفور لها طبيعة صحراوية، تنعكس على طبيعة شخصيات «كفر القلعة» القاسية، إلا أن التفاصيل بينها تختلف، فكفر «نطاط الحيط» ذو طابع دينى مميز، وكفر «النسوان» له طابع مختلف فى ألوانه وإكسسواراته، وحاولنا من خلال الديكور تكوين شكل منفرد للكفور، خاصة مع عدم وجود أى مراجع تاريخية أو اجتماعية واضحة، لأننا نتناول حقبة غامضة بلا وجود، وقدمنا تفاصيل تتماشى مع الحلقات، وتساعد الممثلين على الاستغراق فى هذا الزمن المجهول، وإلقاء الضوء على أدائهم، وإبراز الفكرة فى عملية التصميم على اعتبار أنها خارج الزمن». وتابع: «المسلسل من أصعب الأعمال التى قدمتها، وكان تحدياً بالنسبة لى بتقديم عمل نوعى مختلف، يعتمد على التفاصيل والألوان فى صنع الموضوع، والمنتج طارق الجناينى، قام بدور كبير فى توفير جميع الإمكانيات الممكنة لفريق العمل، رافضاً أى تنازلات ليخرج العمل بشكل مثالى، إضافة إلى جهد فريق عمل الديكور، الذى أعمل معه منذ 20 عاماً، فالعمل لا يحتاج مجرد مهندس أو مصمم «شاطر» فقط، أو منفذين محترفين، بل يتطلب وجود فريق متناغم يعمل بفهم كيد واحدة».