فى إطار التصعيدات التى تتخذها القوى الوطنية والمعارضة الكويتية بقيادة عدد من النواب البرلمانيين السابقين، تم تنظيم تجمع كبير بساحة الإرادة اعتراضاً على تعديل النظام الانتخابى فى البرلمان، ورغم أن هذا التجمع لا يعتبر الأول من نوعه، حيث سبقه عدة تجمعات ومسيرات حدثت فيها اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوى الأمن التى استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفرقة المتظاهرين، إلا أن هذا التجمع الذى أطلق عليه اسم «إرادة الأمة» له خصوصية شديدة، حيث إنه أول تجمع مرخص من الأمن، وبالتالى توقعت قوى المعارضة أن تزداد بشدة أعداد المشاركين فيه الذين رفضوا المشاركة فى التجمعات السابقة خشية عنف قوات الأمن، وقد اتخذت وزارة الداخلية الكويتية إجراءات أمنية مشددة لتأمين التجمع، كما نقلت صحيفة «القبس» عن مصادر أمنية قولها إن التعليمات قد صدرت لرجال الأمن بضبط النفس وعدم الاحتكاك بالمجتمعين ومنع أى مسيرة مخالفة للقانون بحكمة وهدوء. وفى تصريح ل«الوطن» قال محمد هايف المطيرى النائب السابق بالبرلمان الكويتى: «من الطبيعى مشاركة أعداد كبيرة فى تجمع «إرادة الأمة» لأن قوى المعارضة حصلت على ترخيص به من السلطات وهو ما شجع الكثيرين على المشاركة، ولن تقتصر تصعيدات المعارضة على التجمعات والمسيرات بل سنواصل اللقاءات والمؤتمرات الصحفية»، أما عن البرلمان الجديد الذى تم إغلاق باب الترشح له يوم الجمعة الماضى، ولم يتقدم للترشح به أى من نواب المعارضة، وهو ما يمكن اعتباره نجاحاً حقيقياً لقوى المعارضة فى توحيد كلمتها فقد قال المطيرى: «إن البرلمان القادم يعتبر برلماناً موالياً للحكومة بنسبة مائة فى المائة». وتشهد الكويت منذ أسابيع توتراً متصاعداً بين السلطة والمعارضة ومظاهرات احتجاجية بسبب صدور مرسوم أميرى بتعديل النظام الانتخابى الشهر الماضى فى ظل غياب البرلمان وهو ما اعتبرته المعارضة «انقلاباً على الدستور» ودعت المواطنين للتظاهر ومقاطعة الانتخابات التى من المقرر أن تقام الشهر المقبل. وكانت الكويت قد احتفلت أمس بمرور 50 عاماً على المصادقة على دستور البلاد، وتم تنظيم عرض هائل للألعاب النارية حضره الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح ورئيس الوزراء جابر المبارك.