قام الرئيس السوداني عمر البشير بعدة جولات خارجية منذ إصدار مذكرة الاعتقال بحقه من المحكمة الجنائية الدولية في مارس 2009، منها زيارات إلى دول منضمة لمعاهدة تأسيس المحكمة الجنائية الدولية مثل "تشادوكينيا وجيبوتي وملاوي ونيجيريا"، ومؤخراً دولة جنوب إفريقيا، حيث حطت طائرة الرئيس البشير صباح الأحد بالعاصمة جوهانسبرج للمشاركة في أعمال القمة العادية الخامسة والعشرين للاتحاد الإفريقي، رفقة وزير خارجيته ووزير رئاسة الجمهورية. وصدرت مذكرة توقيف أولى بحق البشير في الرابع من مارس 2009، وأصدرت المحكمة الجنائية مذكرة توقيف ثانية في 12 يوليو بتهمة ارتكاب أعمال إبادة، وهي أول مذكرة توقيف تصدرها المحكمة الجنائية بتهمة الإبادة منذ بدء عملها في 2003، ويُلزم النظام الأساسي للمحكمة أي دولة عضو فيها باعتقال البشير إذا ما قام بزيارتها، وهو ما ينطبق على "تشادوكينيا وجيبوتي وملاوي ونيجيريا، ومؤخراً دولة جنوب إفريقيا"، وهي الدول الموقعة على "وثيقة روما" التي أسست المحكمة الجنائية الدولية. وترصد "الوطن" أبرز الدول الأعضاء بالجنائية الدولية التي زارها البشير بعد صدور مذكرة اعتقاله: البشير يزور تشاد في يوليو 2010 في أول زيارة له منذ مذكرة التوقيف الأولي بحقه: في أول زيارة يقوم بها البشير منذ صدور مذكرة التوقيف الأولى بحقه في 2009 إلى بلد يعترف بالمحكمة الجنائية الدولية، وصل الرئيس السوداني عمر البشير إلى عاصمة تشاد "نجامينا"، في 21 يوليو 2010، لحضور اجتماعات مجموعة الساحل والصحراء، وأعلنت السلطات التشادية، في ذلك الوقت، التزامها بقرار الاتحاد الإفريقي عدم التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية في شأن مذكرة التوقيف الصادرة بحق الزعيم السوداني لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور. البشير يزور كينيا في أغسطس 2010 للمشاركة في احتفالات إصدار دستورها الجديد: زار الرئيس السوداني عمر البشير في أغسطس 2010 كينيا، بناءً على دعوة وجهتها له الحكومة الكينية للمشاركة في احتفالات إصدار دستورها الجديد، وقبل وصول البشير لكينيا طلب الاتحاد الاوروبي لتوقيف البشير، كما دعا ناشطون من منظمة "هيومان رايتس ووتش" السلطات الكينية ل"توقيفه أو منعه من دخول البلاد". ودافعت كينيا عن دعوتها الرئيس السوداني للمشاركة في احتفالات إصدار دستورها الجديد رغم إدانته بارتكاب جرائم حرب وإبادة من قبل المحكمة الجنائية الدولية، وصرح وزير الخارجية الكيني "موسى ويتانجولا" بأن "الرئيس البشير متواجد هنا اليوم بناء على دعوة من الحكومة". البشير يزور جيبوتي في 8 مايو 2011 لحضور حفل تنصيب رئيس جيبوتي: زيارة ثالثة قام بها البشير بعد صدور مذكرة التوقيف الأولى بحقه من "الجنائية الدولية"، وقام بها في 8 مايو 2011 بزيارة جيبوتي لحضور حفل تنصيب رئيس جيبوتي إسماعيل عمر غيله بعد إعادة انتخابه، ومن جانبها أكدت جيبوتي أنها لن تلتزم بميثاق المحكمة للتعاون وتسليم الرئيس البشير، وقال وزير العدل الجيبوتي "نرحب بزيارة الرئيس البشير في أي وقت"، وأكد أن "جيبوتي تلتزم بتأمين زيارته دون أي تداعيات سلبية على السودان، وأن جيبوتي ستكسر التزامها مع المحكمة بزيارة الرئيس". البشير يزور ملاوي في أكتوبر 2011 للمشاركة في قمة "الكوميسا" : وصل البشير للعاصمة الملاوية "ليلونجوي" في أكتوبر 2011 للمشاركة في القمة السنوية للسوق المشتركة لجنوب وشرق إفريقيا "كوميسا"، وهي الزيارة الرابعة التي يقوم بها البشير لدولة مصدقة على اتفاقية روما لتأسيس المحكمة الجنائية. وطالبت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ومنظمات غير حكومية باعتقال البشير خلال زيارته، وطالبت ملاوي بالمساعدة في تطبيق قرار المحكمة باعتبارها من الدول التي صادقت على اتفاقية روما التي أسست المحكمة الجنائية الدولية، لكن رئيس البرلمان الملاوي "هنري باندا شيمونتو" وعدد من الوزراء استقبلوا الرئيس السوداني على مدرج المطار وسط رقصات تقليدية، وصرح مسؤول في الخارجية الملاوية أن بلاده لن توقف البشير. البشير في نيجيريا لحضور القمة الإفريقية يوليو 2013: وصل الرئيس السوداني عمر البشير في 14 يوليو 2013 إلى مطار أبوجا العاصمة القومية لنيجيريا على رأس وفد رفيع المستوى للمشاركة في أعمال القمة الإفريقية الخاصة بأمراض الإيدز والسل والملاريا، التي استمرت يومين، وغادر البشير نيجيريا بشكل متعجل بعد أقل من 24 ساعة من وصوله، فيما رفضت نيجيريا مطالبات اعتقال البشير، وقالت الحكومة النيجيرية إنها اتبعت توجيهات من الاتحاد الإفريقي لدوله الأعضاء الثلاثة والخمسين بعدم اعتقال البشير. من جانبه، قال الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي العام، في تصريحات ل "الوطن"، إن البشير سافر لنيجيريا في يوليو 2013 لحضور القمة الإفريقية التي كانت تعقد هناك في ذلك الوقت، وبعد اليوم الأول تقدمت منظمات حقوق الإنسان بطلب للمدعي العام النيجيري لتنفيذ القرار الذي صدر عن المحكمة الجنائية الدولية باعتقال البشير لارتكابه جرائم حرب، ولذلك نصحت السلطات التنفيذية الرئاسة النيجيرية بمطالبة البشير بمغادرة نيجيريا فوراً وإلا سيتم تنفيذ أمر الاعتقال الذي صدر عن "الجنائية الدولية"، لذا غادر البشير نيجيريا فوراً ولم يكمل إقامته التي كانت مقررة لحضور القمة العربية. دول غير أعضاء بالجنائية الدولية زارها البشير بعد صدور مذكرة اعتقاله: البشير يزور مصر في أكتوبر عام 2014 لأول مرة بعد 30 يونيو : وصل الرئيس السوداني عمر البشير للقاهرة في أكتوبر عام 2014، في زيارة إلى مصر هي الأولى له منذ ثورة 30 يونيو. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي على رأس مستقبليه بالمطار، وتم خلال الزيارة الاتفاق بين السودان ومصر على ترفيع اللجنة الوزارية العليا المشتركة إلى لجنة رئاسية يتزعمها الرئيسان عمر البشير وعبدالفتاح السيسي، في الوقت الذي أكد فيه البلدان أنه حان الوقت لإيجاد علاقات تكاملية متميزة ونموذجية في كل المجالات. 3 زيارات قام بها البشير للسعودية منذ مذكرة "الجنائية الدولية": وصل البشير في 30 سبتمبر 2014 إلى مدينة جدة السعودية لأداء مناسك الحج في زيارة تم الترتيب لها مسبقًا، وأجرى مع الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي مباحثات رسمية بقصر الشاطئ، قبل بداية شعائر الحج. و في 25 مارس الماضي، زار البشير السعودية في زيارة أجرى خلالها مباحثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، تم خلالها بحث التعاون الثنائي بين البلدين وسبل دعمه وتعزيزه في مختلف المجالات، ومستجدات الأحداث الإقليمية والدولية. وفي مايو الماضي، وصل البشير للمملكة العربية السعودية في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها في وقت سابق، أجرى خلالها مباحثات خاطفة في المملكة، واجتمع خلالها بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس اليمني عبد ربه منصور، كل على حدة. البشير يزور الإمارات أواخر فبراير 2015: قام الرئيس السوداني عمر البشير أواخر فبراير الماضي بزيارة للعاصمة الإماراتية أبو ظبي على رأس وفد كبير يضم 7 وزراء بدعوة من قيادة الإمارات استمرت نحو 5 أيام، وجاءت زيارة البشير للإمارات بعد تغيير الموقف السياسي للسودان من النظام المصري، والتحول من اعتباره انقلابًا عسكريًا إلى نظام منتخب، ومن احتضان للإخوان الهاربين من المطاردات إلى التعاون الأمني والسياسي مع القاهرة. البشير يزور الصين في يونيو 2011: بعد عامين من إصدار "الجنائية الدولية" مذكرة اعتقال بحق البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور، وصل الرئيس السوداني للعاصمة الصينيةبكين في 27 يونيو 2011، بعد يوم على الموعد الذي كان يفترض أن يلتقي فيه الرئيس الصيني هو جينتاو. يشار إلى أن الصين ليست عضواً في المحكمة الجنائية الدولية، وقد حذرت مراراً من أن اتهام البشير سيؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.