لا تقف النساء أمام المرايا فقط لوضع مساحيق التجميل والاهتمام بنفسها فقط، لكنهن يصنعنها أيضاً، تلك الحرفة التي جذبت المهندسة أسماء المسيري بعد تعاملها مع خامات كثيرة مثل الفسيفساء والزجاج المعشق، وذلك بسبب دراستها في كلية الفنون الجميلة، إذ تعلقت روحها بخامة الزجاج واستخدمتها صناعة المرايا، من شدة حبها للتصوير أمامها، وكانت ترى أزمة في عدم توفر أشكال مختلفة ومبتكرة. أول خطوة في مشروع «أسماء» اتخذت «أسماء» أول خطوة في صناعة ما تحب: «كنت بنزل ورش علشان أتعلم صناعة المرايات وأعرف الخامات اللي أقدر أدخلها مع الزجاج وإزاي آخد المقاسات وأقطع الأدوات المستخدمة في المهنة». فتحت المهندسة الشابة أول ورشة لها، لتبدأ عملها منذ أن تحضر الخامة على هيئة لوح كبير، فتصمم وتأخذ المقاسات وتقطع الزجاج إلى أن يصل إلى الشكل الذي يريده العميل. لم ترَ «أسماء» مانعاً في التوفيق بين رعايتها لأبنائها وتحقيق حلمها داخل ورشتها: «لازم يكون فيه مساواة بين البيت والورشة، فبعمل جدول لتنظيم الوقت، الموضوع محتاج مجهود ومتعب، لكن أنا فرحانة بشغلي». تعرضت «أسماء» للإصابة، فازدادت حيطة: «كنت بقطع لوح كبير ودخل رزاز الزجاج في عيني ولكن الحمد لله كانت حاجة بسيطة وطول الوقت بتصاب وأنا باشتغل، التعامل مع الزجاج محتاج تركيز جامد علشان الواحد ما يخسرش الخامة ويحافظ على نفسه». ابتكار جديد لأشكال المرايات تحاول الشابة الثلاثينية أن تكون متفردة فيما تقدمه من منتج، وأن تعبر عما بداخلها وتبتكر أشكالاً جديدة للمرآة بعيدة عن التكرار، فأدخلت مادة «الريزن» والأحجار الصغيرة التس تزين بها أطرافها، كما أنها تعمل على تقليل الأسعار، فتدرس أسعار مثل هذه المنتجات في السوق وتقدم نفس المنتج بأسعار أقل لتحقيق الانتشار وتوسعة حلمها.