الفقاعات الجلدية عبارة عن انتفاخ يحدث على سطح الجلد، وهو عادة غير ضار إذا حدث نتيجة احتكاك، ولكنه يمكن أن يكون مرضا مناعيا خطيرا وله مضاعفات قوية، وتشبه الفقاعات نفسها تلك التي تحدث نتيجة الاحتكاك وتحتوي على سائل شفاف يشبه الماء، لكن فقاعات المرض المناعي تكون أكثر من واحدة ويحاوطها احمرار وتظهر على شكل فقاعة واحدة أو عدة فقاعات «مجموعات متباعدة ومتقاربة»، بأنحاء متفرقة بالجسم. ما هو مرض ذو الفقاع؟ مرض فقاعات الجلد يعرف ب«أبو الفقاع» أو «ذو الفقاع»، ويشمل مجموعة كبيرة من الأعراض التي تحدث نتيجة خلل في مناعة الجسم الذاتية، ويقوم الجسم بمهاجمة نفسه ونتيجة لتلك المهاجمة يحدث فقاعات تسمى Pemphigus vulgaris، بحسب الدكتورة إيمان سند أستاذ أمراض الجلدية والتجميل والليزر في تصريحات خاصة ل«الوطن». وأضافت أن «أبو الفقاع» هو مرض ذاتي المناعة يحدث فيه تكون أجسام مضادة في الدم، هذه الأجسام المضادة تهاجم مادة مسؤولة عن ارتباط الخلايا ببعضها وهي مادة «Desmoglien»، وينتج عن هذا حدوث تفكك في خلايا الجلد، وبالتالي تصبح الخلايا غير مترابطة ببعضها البعض، ومن هنا يحدث فقاعات مختلفة الحجم في طبقات الجلد وأيضًا في الأغشية المخاطية ومن أهمها الفم. سبب مرض ذو الفقاع وأكدت أستاذ أمراض الجلدية والتجميل والليزر، أن المرض غير معلوم السبب، ولكن بعض الدراسات وجدت أن المرض في بعض الأحيان يحدث نتيجة أورام سرطانية في الجسم، وأهمها تلك الخاصة بخلايا الدم. وعادة ما يعاني مريض الفقاعات من آلام شديدة جدًا في الجسم، وأيضًا آلام شديدة في الفم وصعوبة في الأكل والبلع، وهذه الحالات تحتاج إلى عناية خاصة للحفاظ عليها من التلوث والبكتيريا حتى تتحسن لأنه شبيه بمرضى الحروق. العلاج والوقاية من ذو الفقاع وحول طرق العلاج، أوضحت سند أنه يجري إعطاء المريض جرعات عالية من الكورتيزون لكي تضبط المناعة، وتقلل من إنتاج الأجسام المضادة التي تؤدي إلى مزيد من الفقاعات. ولكن الكورتيزون له آثار سلبية قد تؤدي إلى خطر الإصابة بمرض السكر، لذلك في كثير من الأحيان يتم إعطاء المريض أدوية غير الكورتيزون. واختتمت حديثها مؤكدة على أن الفقاعات مرض غير معدٍ، ولكن يتطلب عناية فائقة، ويفضل وجود المريض داخل مستشفى ولا يعالج في المنزل، كما أكدت أن العديد من الحالات قابلة للتحسن والشفاء الكامل، وحالات أخرى يحدث لها مضاعفات خطيرة، خصوصًا الحالات المرتبطة بوجود أورام سرطانية.
