«يا دكتور أنا كنت أفضل يجيلى سرطان ثدى ومايجيليش صدفية، على الأقل الثدى مستخبى لكن الصدفية ظاهرة للناس وما أقدرش أغطيها إلا لما أحبس نفسى أو أنتحر»!!، جملة قالها استشارى الجلدية الإنجليزى أنتونى بيولى فى الندوة التى أقيمت عن مرض الصدفية برعاية السفارة الدنماركية، جملة فى منتهى الخطورة نبهت الجميع إلى العبء النفسى الرهيب الذى يعانيه مريض الصدفية، فالجلد أكبر عضو فى جسم الإنسان وهو مرآة الإنسان فى عيون الآخرين وجسر التواصل الذى تعبر عليه مشاعر الفرح والحزن والحب والكره ورادار الرصد لكل ما هو داخلى وباطنى ومكبوت ومسكوت عنه، الجلد شارح وفاضح أيضاً!. الندوة التى كانت برعاية سفارة الدنمارك وتنظيم إحدى شركات الدواء الدنماركية حاضر فيها أساتذة من عمالقة طب الأمراض الجلدية فى مصر، وهم يتمتعون بسمعة طيبة على مستوى العالم نظراً لعراقة هذا التخصص وتميزه فى مصر منذ العمالقة شيوخ المهنة الأستاذ الظواهرى والأستاذ المفتى والأستاذ الحفناوى، كان على المنصة من المصريين د. السعد الرفاعى ود. مهيرة حمدى السيد ود. بكر الظواهرى، والجميع تحدث عن الصدفية من حيث الأسباب والعلاج ولكن ما استرعى انتباهى حقاً هو كمّ الأبحاث التى تبحث فى الأمراض النفسية المصاحبة لهذا المرض، فالعلاقة ما بين العظام والصدفية أو السكر والصدفية علاقة تقليدية والحديث فيها مهم ولكنه مكرر ومتوقع، ولكن العلاقة ما بين الصدفية والاكتئاب فهذا هو ما يستحق المزيد والمزيد من الأبحاث والتوعية والحوار، ومن أهم العبارات التى سمعتها فى هذه الندوة الثرية العبارة التى رددها د. السعد نقلاً عن أستاذه الظواهرى الذى قال له كنصيحة طبية ذهبية «المس عيان الصدفية، سلم عليه وطبطب عليه، هو محتاج ده كثقة وكجزء مهم من العلاج مايقلش أبداً عن المراهم والأقراص والحقن»!!، هذه هى خبرة السنين التى لا تكتب فى كتب ولا تدوّن فى مراجع. الصدفية مرض جلدى مزمن يغطى فيه الجلد بقشور مثل قشور السمك وعند حكها تنزف دماً ومن الممكن التحكم فيه بواسطة المراهم أو الأقراص أو الحقن أو الأشعة أو الجيل بالنسبة للشعر، ومرضى الصدفية فى مصر يحتاجون إلى دعم معنوى قبل الدعم المادى، ونتمنى توعية أكثر بهذا المرض وإحساساً أكبر بالمريض، والعلاج دائماً للمريض قبل المرض لأننا لا نتعامل مع ملف ولكننا نتعامل مع إنسان.