أشادت مؤسسات مالية عالمية بجهود البنك المركزى والقطاع المصرفى وصلابته فى مواجهة الأزمات، حيث قال صندوق النقد الدولى إن البنك المركزى مستمر فى جهوده لتعزيز عملياته وتعزيز التقدم نحو نظام استهداف التضخّم الكامل. صندوق النقد يشيد بجهود «المركزى» وأشار الصندوق إلى أن ظروف التمويل تحسّنت منذ توحيد سعر الدولار الأمريكى أمام الجنيه فى مارس الماضى، بالإضافة إلى إشادة إيفانا فلادكوفا هولار، رئيسة بعثة الصندوق فى مصر، بالجهود التى تبذلها السلطات للحفاظ على الاستقرار الاقتصادى الكلى من خلال الانضباط المالى والسياسة النقدية الصارمة والتحول إلى نظام سعر صرف مرن، حسب بيان للصندوق الدولى فى يونيو الماضى. وفى شهر يوليو الحالى، أشاد بنك مورجان ستانلى بارتفاع التدفّقات الأجنبية بعد توحيد سعر الصرف فى مارس الماضى، موضحاً أن هناك تحسّناً ملحوظاً فى الاحتياطيات الرسمية وصافى الأصول الأجنبية لدى البنوك، مضيفاً أن الموقف النقدى المتشدّد من «المركزى»، والمزيد من مرونة سوق العملات أسهما فى استقرار سعر الدولار الأمريكى أمام الجنيه المصرى، الأمر الذى أدّى إلى دعم انخفاض التضخّم، وتحسّن رصيد المالية العامة. وفى شهر مايو الماضى، عدّلت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتمانى نظرتها المستقبلية إلى أربعة بنوك محلية فى مصر من مستقرة إلى إيجابية، وأكدت تصنيفاتها الائتمانية طويلة الأجل عند «-B»، والبنوك الأربعة هى «الأهلى المصرى، وبنك مصر، والقاهرة، والتجارى الدولى - مصر»، وذلك نتيجة انخفاض مخاطر التمويل الخارجى على المدى القريب على خلفية تدفّقات النقد الأجنبى من اتفاق رأس الحكمة وتحرير صرف الجنيه ورفع أسعار الفائدة وتضاعُف حيازات الأجانب. وفى مارس الماضى، أكدت وكالة «موديز» للتصنيف الائتمانى، تغيير النظرة المستقبلية لتصنيفات الودائع طويلة الأجل لتصنيفات 5 بنوك مصرية من سلبية إلى إيجابية، وهى بنوك «الأهلى المصرى، ومصر، والقاهرة، والتجارى الدولى، وبنك الإسكندرية»، وجاء ذلك بعد قرار «موديز» بتأكيد تصنيف مصر Caa1 وتغيير نظرتها المستقبلية إلى إيجابية من سلبية. ونوّهت المؤسسة المالية «جولدمان ساكس» فى أبريل الماضى، بارتفاع العروض المقدّمة فى مزادات أذون الخزانة إلى مستويات وصفتها بالتاريخية، وذلك بعد قرار «المركزى» فى مارس، مع تلاشى مخاطر انخفاض سعر العملة بشكل أكبر وارتفاع علاوة الاحتفاظ بها إلى مستوى قياسى، مقارنة بأوراق الأسواق الناشئة الأخرى. وكشف تقرير مؤسسة «بلومبرج» العالمية عن القائمة الخاصة بأداء القروض المشتركة، التى حصل فيها البنك الأهلى المصرى، وهو أكبر بنك حكومى فى مصر، على المركز الأول كأفضل بنك فى السوق المصرفية المصرية عن قيامه بالأدوار المختلفة، سواء كوكيل التمويل ومرتب رئيسى وبنك المستندات ومسوق للقروض المشتركة، وذلك عن النصف الأول من عام 2024. «خضر»: تقليل العجز المالى وزيادة الإيرادات غيّرا نظرة المؤسسات الدولية إلى الاقتصاد الوطنى وقال السيد خضر، الخبير الاقتصادى، إن الإشادات الدولية بالاقتصاد المصرى، نتيجة الجهود التى بذلتها الحكومة المصرية فى السنوات الأخيرة لتعزيز الإصلاحات الاقتصادية وتحسين البيئة والمناخ التشريعى الاستثمارى، وبالتالى اتخذت الدولة المصرية الكثير من الإجراءات التى تُسهم فى تعزيز تلك الإشادات من كبرى المؤسسات المالية والاقتصادية. وأكد «خضر» أن ما قامت به الحكومة من تنفيذ برنامج واسع النطاق للإصلاح الاقتصادى، بما فى ذلك إصلاحات فى السياسات المالية والنقدية والاستثمارية، التى شملت تحرير سعر الصرف وتقليل الدعم الحكومى وتحسين مناخ الاستثمار، وتحسين الميزانية والدين العام من خلال تحقيق تحسّن كبير فى موازنة الدولة المصرية وتقليل العجز المالى عبر الاتجاه إلى تنفيذ سياسات التقشف وزيادة الإيرادات خلال المرحلة المقبلة، كل هذا دفع إلى تغيير نظرة المؤسسات الدولية إلى الاقتصاد المصرى.