حذر منتصر الزيات، رئيس المنتدى العالمي للوسطية، الجماعات الإسلامية من نشوة السلطة، مطالباً إياهم بضرورة التوافق والتقارب لمصلحة الوطن. وقال الزيات في كلمته بمؤتمر "الإسلاميون وتحدي السلطة" الذي يعقد لمدة يومين، ويحضره عدد من قيادات التيار الإسلامي في مصر وتونس والأردن إنه على القوى الإسلامية أن تبحث عن أرضية مشتركة بين جميع التيارات كبديل عن الاستقطاب والاتهامات، موجها رسالة لهم قال فيها: "انقذوا الرئيس لكن لا تعطلوه ولا تسبوه، افتحوا أبواب الحرية واطلقوا سراح المسجونين". وشن الدكتور ناجح إبراهيم، القيادي بالجماعة الإسلامية، هجوما حادا على المطالبين بتطبيق للشريعة، بقوله إن هناك رغبة لدى البعض في تطبيق الشريعة بمزايدة على الرئيس مرسي، فلو طبقت الشريعة بهذه الطريقة ستطبق بعشوائية تكرّه الناس في شريعة الله. وقال إبراهيم إن تطبيق الشريعة يكون حسب وسع المجتمعات، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ولا مجتمعا إلا وسعها، فتطبيق الحدود حتى أيام النبي كان آخر ما كان يطبق وآخر ما نزل من الأحكام، ومعظم الشريعة مسؤولية المجتمع الذي يفر منها ويرميها على الحاكم والشريعة مسؤولية مجتمعية. كما شن إبراهيم هجوماً على أصحاب الفكر التكفيري بقوله: شاع فكر التكفير حتى وصل إلى أن البعض يكفر بعض الحركات الإسلامية، مضيفا أن شيوع فكر التفجير خطر على الدول العربية خاصة مصر وتونس، فإذا لم يحارب فكر التكفير والتفجير فسيؤدي إلى مشكلة كبيرة في مصر والتكفير منتشر في مصر بعد الثورة، خاصة سيناء. ومن جانبه، قال الدكتور طعلت عفيفي، وزير الأوقاف، إنه لا يخفى على أحد أن الإسلام يتميز بكثير من الخصائص منها الوسطية، فقضية الوسطية تبناها الإسلام في كل قضاياه، ولم يدع جانبا من الجوانب واخذ فيه بالوسطية، والانحراف عن الوسطية خروج عن الصراط السوي الذي رسمه الله، والاعتدال الذي جاء به الإسلام، فلو تُرك البشر لاختيار أنفسهم سيضلون، والله رسم لنا طريقا لا زيف فيه ولا عوج. وأكد الدكتور عبدالفتاح، مورو، أحد مؤسسي حركة الهضة بتونس، أن إعادة بناء الأمة مسؤولية الرجال والنساء والشيوخ والشباب، فقطار التغيير لن يسير في أمتنا إلا لو اتحدنا في قطار واحد، مضيفاً: لأول مرة تجد الشعوب العربية نفسها أمام مصيرها بعد أن كان الحكام يعتبرونها، رعية لا يستشارون ولا يحكمون، فأصبحت الشعوب تباشر مهمة صنع قراراها بيدها بعد 6 قرون من التخلي عن الحياة والبعد عنها. وأوضح الدكتور سمير حبشنة، وزير الثقافة في الأردن، أن الأمة تعاني من إشكاليات كبيرة، فالربيع العربي هو مرحلة تضافر كل الجهود على مستوى الأمة الإسلامية والعربية، فالأمة العربية اليوم هي المعلب لفرق إقليمية ودولية تتبارى على الأرض العربية وتتنازع على إمكانياتها.