قال المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، المتخصص فى صد الهجمات الإلكترونية، إن عالم الدارك ويب ملىء بالجرائم والأعمال الاحتيالية التى يصعب على الدول تتبعها أو الوصول إلى مرتكبيها، مؤكداً أنه لا توجد دولة يمكنها التحكم فى هذا الفضاء المجهول. وأضاف «حجاج»، فى حواره ل«الوطن» أن مواجهة «الدارك ويب» بالتوعية من أفضل الحلول إلى جانب تدريب العنصر البشرى ورفع كفاءته لتفادى وتجنب الوقوع فى شباك شبكات الإنترنت المظلم.. وإلى نص الحوار: ماذا يعنى الدارك ويب؟ وما أشهر العمليات الإجرامية التى تحدث من خلاله؟ - الإنترنت يتضمن 3 مستويات النسبة الأكبر منها الإنترنت العميق ويتضمن جزءاً صغيراً يسمى الإنترنت المظلم، وهو أحد أنواع الشبكات التى تحتاج إلى متصفحات وأدوات وعناوين من نوع خاص غير المتعارف عليه، وبالتالى لا يمكن لأحد أن يدخل تلك المواقع عن طريق المصادفة، بل لا بد أن يكون قاصداً، وبالتالى لا يوجد رابط إلكترونى يرسله لك أحد لتدخل إلى الإنترنت المظلم، ومواقع الدارك ويب لها متصفحات خاصة تعتمد على إخفاء الهوية حتى لا يتمكن أحد من معرفة طريقة اتصالهم أو مكان اتصالهم فيعملون بشكل مجهول، يساعدهم على العمل فى التجارة غير المشروعة من تجارة البشر والمخدرات والأسلحة واستئجار القتلة وتسريب بيانات البنوك والثغرات الأمنية والمواقع المخترقة. وما الإجراءات الوقائية التى يمكن للأفراد والشركات اتخاذها لضمان أمن معلوماتهم الشخصية؟ - أمن المعلومات علم واسع وله العديد من المحاور ولكن المحور الرئيسى الذى يجمع كل عوامل التأمين هو العامل البشرى، الذى يتضمن التدريب والتوعية والتعرف على المستجدات فى مجال التكنولوجيا والتعامل الآمن والسليم معها، إلى جانب الأجهزة وأنظمة الحماية المتقدمة التى يتم العمل بها فى الشركات والمؤسسات الكبرى، ولكن دون العمل البشرى لا يصبح للحماية قيمة، فالتهديد الداخلى فى المؤسسات أكثر خطورة من الخارجى. حدثنا عن الخطوات الأساسية الواجب اتباعها عند اكتشاف تسرب بيانات على الدارك ويب؟ - فى حالة تسرب البيانات يتم التخطيط للإجراءات المتخذة وفقاً لأهمية البيانات ولكن لا يوجد حل لحذفها من الإنترنت، ويجب أن تكون هناك خطط للتعافى من الكوارث فى المؤسسات سواء كانت الكارثة فقدان بيانات أو تسريبها، وكل مؤسسة لها خطة خاصة تتناسب مع طبيعة عملها كالبنوك والشركات الأمنية والمؤسسات التعليمية وشركات القطاع الخاص، وتختلف إذا كانت بيانات تتعلق بالأمن القومى، إلى جانب بيانات الأشخاص والصور الخاصة والمعلومات السرية، فلكل نوع خصوصية معينة فى التعامل معه، فالبعض يكتفى بتقديم محضر لإثبات حالة، والبعض يتجاوز الأمر لعدم أهمية المعلومات. كيف يسهم عامل التوعية والتدريب فى الحماية من تهديدات الدارك ويب؟ - ننصح المواطن بشكل عام بالحرص فى التعامل مع وسائل الإنترنت والتكنولوجيا بشكل عام، وبخاصة مواقع التواصل الاجتماعى لأنها الأكثر عرضة للاختراق، ولمنع حدوث ذلك لا بد من ربط الحسابات برقم الهاتف المستخدم بشكل حقيقى، إلى جانب ربط الحسابات ببريد إلكترونى يعمل بالفعل، مع تفعيل المصادقة الثنائية والخطوة الثانية من التحقق، واستخدام كلمة سر قوية وتغيرها بشكل دورى وعدم استخدامها فى مواقع أخرى. برأيك هل المناهج الدراسية تضمن رفع مستوى الوعى المجتمعى؟ - بكل تأكيد المناهج الدراسية المتطورة لها دور كبير فى بناء وعى الطلاب والشباب فى مختلف المراحل التعليمية، ويجب أن تتضمن المناهج محتوى توعوياً بشكل عام حول استخدام التكنولوجيا لتجنب الوقوع فى فخاخ المخترقين والهاكرز، وإلى جانب المدارس والجامعات، فهناك دور كبير لمؤسسات المجتمع المدنى فى نشر التوعية وعقد البرامج والدورات التدريبية لمختلف فئات المجتمع، وأيضاً الإعلام تقع عليه مسئولية فى توعية المواطن البسيط وتسليط الضوء على مثل هذه الحوادث التى تقع من خلال عصابات الدارك ويب لتفادى الوقوع فى مثلها مرة أخرى.