التراث يكره المرأة، والدستور يكره المرأة، واللجنة التأسيسية تكره المرأة، وكنت قد ذكرت فى المقال الماضى أنه حتى اللغة العربية تكره المرأة ولكن لم تسعفنى الأمثلة ولم تسعفنى المساحة، وقد أرسل لى مدرس لغة عربية تأكيداً بالأمثلة على كراهية لغة الضاد وظلمها للمرأة، وهذه هى الأمثلة وأعتقد أنه بعدها ستزول دهشتكم وستقولون: إذا كانت اللغة تكره وتظلم المرأة إلى هذا الحد فلماذا تلومون اللجنة التأسيسية؟ أولا: إذا كان هناك مفردان أحدهما مذكر والآخر مؤنث، فإننا عند تثنيتهما نُغلِّب المذكر على المؤنث فمثلا: تثنية الشمس والقمر (قمران). وتثنية الأب والأم (أبوان). وتثنية الأذان والإقامة (أذانان). ثانيا: إذا خاطبتَ فتيات خاطبتَهن بالضمير (أنتن)، ولكن إذا حضر ذَكَر واحد فيجب تغيير الخطاب إلى الضمير (أنتم)!! ثالثا: أن غير العاقل فى اللغة يجمع جمعاً مؤنثاً سالماً (الحجارة قاسية أو قاسيات، والفتاة قاسية وهن قاسيات)، فكأن هناك إيحاء ما بالمساواة بين الأنثى العاقلة وبين الكائنات غير العاقلة!! وقريب من ذلك أن العَلَم المؤنث يُمنع من التنوين كالاسم الأعجمى (التنوين من علامات الاسم - زيدٌ، كتابٌ، سيارةٌ - ولكن يَمتنع تنوين العلم المؤنث والعلم الأعجمى مثل: سعادُ، إسماعيلُ...)، ويرى أحد الكتاب أن اللغة هنا تمارس عنصرية على المرأة كما تمارسها على الأقليات!! رابعا: هناك ألفاظ توحى بتفضيل الذكر على الأنثى: (فحول الشعراء) أى كبارهم. فهذا يعنى إعلاء لسمة الفحولة (أى الرجولة). (الجنس الآخَر) أى النساء. وهذا يعنى أن الرجال هم الجنس (الأول). خامسا: أن معظم الظواهر الطبيعية السيئة تحمل أسماء مؤنثة مثل (كارثة، زوبعة، عاصفة)، وعندما تكون مذكرة فإن جمعها مؤنث مثل (وباء/ أوبئة، إعصار/ أعاصير، زلزال/ زلازل)!! سادسا: أن الكلمات التى تدل على السلطة لا تؤنث بل تبقى مذكرة حتى عندما تحتل المهنة أنثى (وزير، مدير عام، نائب، رئيس). وقريب من ذلك أننا حين نسمع أسماء مذكرة مثل (طيار، صيدلى، غسال) فإن الصورة التى ترد لأذهاننا هى لرجل، بينما حين نسمع مؤنث تلك الأسماء (طيارة، صيدلية، غسالة) فإن الصورة التى ترد لأذهاننا ليست لامرأة وإنما ل(مركبة طائرة، محل الأدوية، آلة الغسيل)!!