وزارة العمل تعلن عن 120 وظيفة بشرم الشيخ ورأس سدر والطور    برلماني: تنفيذ مخرجات الحوار الوطني أولوية علي أجندة الحكومة الجديدة    حملات مكثفة لمتابعة تطبيق غلق المحال التجارية بالإسماعيلية    أسعار اللحوم والأسماك اليوم 2 يوليو 2024    ألقى بنفسه من على السلم.. انتحار روبوت في كوريا الجنوبية    مستشار سابق بالبنتاجون: العالم كله سئم منا وأمريكا ستفقد الهيمنة على العالم (فيديو)    كوريا الشمالية تختبر صاروخا بالستيا ضخما بوزن 4.5 طن    تقرير عبري: نصر الله غير مكانه بعد تلقيه تحذيرا من المخابرات الإيرانية بأن إسرائيل تنوي تصفيته    حدث ليلا.. ارتفاع عدد قتلى وجرحى الاحتلال إلى أكثر من 4 آلاف ووباء يهدد مليار شخص    واشنطن: حادثة طعن في إحدى محطات المترو    من حيث توقفت، استكمال مباراة بيراميدز وسموحة اليوم بالدوري المصري    بيراميدز يقرر رفع دعوى قضائية ضد ثروت سويلم المتحدث باسم رابطة الأندية    اليوم.. طلاب الثانوية العامة يؤدون امتحان اللغة الأجنبية الأولى    ارتفاع جديد، درجات الحرارة اليوم الثلاثاء 02-7-2024 في مصر    مصرع شخصين وإصابة 10 في انقلاب ميكروباص بطريق مصر الفيوم    اليوم.. أولى جلسات محاكمة المتهمين بقتل «طفل شبرا الخيمة»    الثانوية العامة 2024| اليوم.. طلاب بني سويف يؤدون امتحان مادة اللغة الإنجليزية    خالد داوود: جمال مبارك كان يعقد لقاءات في البيت الأبيض    أبطال فيلم «عصابة الماكس» يحضرون عرض مسرحية «ملك والشاطر»    أمين الفتوى: وثيقة التأمين على الحياة ليست حراما وتتوافق مع الشرع    ملف يلا كورة.. موقف ثنائي الأهلي من الأولمبياد.. رحيل لاعب الزمالك.. وأزمة بيراميدز    مفاوضات مع جورج كلوني للانضمام إلى عالم مارفل    فودة يفتتح أول مطعم أسيوي بممشي السلام في شرم الشيخ    طرح شقق الأوقاف 2024.. المستندات المطلوبة وشروط الحجز    نتنياهو: المرحلة الرئيسية من الحرب ضد "حماس" ستنتهي قريبا    كوبا أمريكا.. أوروجواي 0-0 أمريكا.. بنما 0-0 بوليفيا    خلال أيام.. البترول تعلن مفاجأة بشأن إلغاء تخفيف الأحمال نهائيا في فصل الصيف (تفاصيل)    رئيس حزب «الغد»: يجب على الحكومة الجديدة إعطاء الأولوية لملفي الصحة والتعليم    الفنان أحمد أمين: سعيد جدا إنى أكون رئيس مهرجان نبتة الأول للأطفال    أرملة عزت أبو عوف تحيى ذكري وفاته بكلمات مؤثرة    أحمد حجازي يحسم مصيره مع اتحاد جدة.. ويكشف تفاصيل عرض نيوم السعودي    «الإفتاء» توضح حكم تغيير اتجاه القبلة عند الانتقال إلى سكن جديد    الأزهر يعلن صرف الإعانة الشهرية لمستحقي الدعم الشهري اليوم    مخاطر الأجواء الحارة على مرضى الصحة النفسية.. انتكاسة العقل    3 مشروبات عليك تجنبها إذا كنت تعاني من مرض القلب.. أبرزها العصائر المعلبة    حيل ونصائح تساعد على التخلص من النمل في المنزل بفصل الصيف    متى تنتهي أزمة نقص الدواء في مصر؟..البرلمان يجيب    الزمالك يتقدم بشكوى رسمية لرابطة الأندية ضد ثروت سويلم    «نيبينزيا» يعطي تلميحا بإمكانية رفع العقوبات عن طالبان    قضايا الدولة تهنئ المستشار عبد الراضي بتعيينه رئيسًا لنيابة الإدارية    جامعة الأزهر تعلن تسخير جميع الإمكانات لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد جنوده وإصابة آخر في انفجار قنبلة بالضفة الغربية    موعد الإعلان عن الحكومة الجديدة وأداء اليمين الدستورية.. أحمد موسي يكشف (فيديو)    عبدالله جورج: الزمالك سيحصل على الرخصة الإفريقية    دولتان تتصدران مشتريات خام الأورال الروسي في يونيو    خالد داوود: أمريكا قررت دعم الإخوان بعد أحداث 11 سبتمبر (فيديو)    تهانينا للنجاح في امتحانات الدبلومات الفنية لعام 2024    ناقد فني: شيرين تعاني من أزمة نفسية وخبر خطبتها "مفبرك"    فى ذكرى ميلاده ال«80».. وحيد حامد الذى «كشف المستور»    العالم علمين| عمرو الفقي: المهرجانات محرك أساسي لتنشيط السياحة وترويج المدن الجديدة.. وتخصيص 60% من أرباح مهرجان العلمين لفلسطين    استخراج الجثة السابعة لفتاة إثر انهيار منزل بأسيوط    ميدو: الكرة المصرية تستند على لوائح جار عليها الزمن    تنسيق الثانوية 2024.. تعرف على أقسام وطبيعة الدراسة بكلية التربية الموسيقية حلوان    تعرف على توقعات برج الثور اليوم 2 يوليو 2024    برلماني: المكالمات المزعجة للترويج العقاري أصبحت فجة ونحتاج تنظيمها (فيديو)    انطلاق فعاليات المسح الميداني بقرى الدقهلية لاكتشاف حالات الإصابة بالبلهارسيا    أمين الفتوى عن الهدايا بعد فسخ الخطوبة: «لا ترد إلا الذهب»    غدا.. "بيت الزكاة والصدقات" يبدء صرف إعانة يوليو للمستحقين بالجمهورية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
نشر في الأخبار يوم 13 - 03 - 2010

هل كل هذه الاكتشافات والفتوحات العلمية مازالت في بدايتها؟ تري كيف سيكون عالم الغد؟
الأجيال القادمة.. الذكية
السبت:
استطلاع للرأي عبر الانترنت، اجرته جامعة ايلون في نورث كارولينا ومؤسسات اخري، شمل 895 مستخدما وخبيرا في الشبكة الدولية.. توصل الي نتيجة هامة هي أن الانترنت ستجعل الناس اكثر ذكاء في السنوات العشر المقبلة.. الأمر الذي يعني زيادة قدرات الذكاء البشري. هذا هو رأي أكثر من ثلاثة أرباع الذين شاركوا في الاستطلاع.
أصبحت الانترنت أهم وسيلة اخترعها العقل البشري، حتي الآن للتقارب بين الشعوب.
وها هي ثقافة التواصل والمعارف التي لاتقدر بثمن.. تسود العالم، وتقتحم البيوت، ولا تكف عن التدفق علي نحو قد يفوق القدرة علي الاستيعاب والتحليل.
وغالبية الاجابات في الاستطلاع تؤكد ان الانترنت ستؤدي الي تحسين وتطوير القراءة والكتابة ورفع مستوي المعارف بحلول سنة 2020، فهي الوسيلة الوحيدة التي تجمع الكلمة والصورة والصوت في قناة واحدة وتنقلها معاً بسرعة خيالية.
وفي البداية كانت الانترنت تقتصر علي القطاع العسكري والاستخباراتي الامريكي.. فهي مثل كل الانجازات العلمية الكبري يمكن أن يكون لها جانبها السلبي.
فهذا الانجاز الباهر هو أحد أرقي اشكال التجسس الامريكي.. فهناك مراقبة لرسائل الانترنت المتبادلة في العالم.
.. ولكن عزاءنا أن أمريكا لم تعد تحتكر شبكة الانترنت العالمية.. ولم تعد شركات الاتصالات الامريكية الكبري وحدها التي تمر من خلالها الرسائل الالكترونية العالمية.
وتبقي التوقعات المتفائلة أن يكون البشر أكثر ذكاء مما يعني أن الاكتشافات والفتوحات العلمية والمثيرة.. مازالت في بدايتها وتخطو خطواتها الأولي..
تري.. كيف سيكون عالم الغد؟
الانسان ليس أنانياً !
الأحد:
يقول الباحث الامريكي »داشر كيلتنر« في مركز بيركلي للعلوم في كاليفورنيا ان الانسان ليس أنانيا بطبعه، وانما يتطور ليصبح أكثر تعاطفاً وتعاوناً مع الآخرين وأكثر ترفقاً ورحمة بهم.. في سعيه للبقاء علي قيد الحياة، بل إن سبب استمرار البشرية هو تعزيز الانسان لقدراته في الاهتمام بالآخرين.. فالتعاطف هو أقوي غريزة عند الانسان في رأي هذا الباحث.
وعندما قرأت ما يقوله هذا الباحث تذكرت صديقا لي يدمن التشاؤم الي حد انه يعتبر ان الجنس البشري مازال يعيش في عصور الهمجية والبربرية، وانه أناني وعدواني ومدمر.. بطبعه.
الآن.. يقول علماء ان ثمة مناطق معينة في الدماغ والجهاز العصبي تحتوي علي چينات تتواجد بشكل خفي في مجري الدم وتعمل علي تنشيط التفاعل الاجتماعي والرغبة في الرعاية والحب عند الانسان.
ويبدو ان العلماء يتجهون الآن إلي دراسة اسرار صمود الانسان - في مواجهة عوامل الفناء - وتفاؤله..
فالعالم النفسي والاجتماعي »روب ويلر« يري انه كلما كان الانسان سخياً وكريماً في تعامله مع الآخرين.. كان تأثيره أكبر في المحيط الذي يعيش فيه.. وتمتع بقدر أكبر من الاحترام.
وكان العالم الكبير تشارلز دارون قد ذكر منذ حوالي 130 سنة ان التعاطف من أقوي الغرائز لدي الانسان.
وأجد من واجبي الآن أن انقل نتائج هذه الدراسة إلي صديقي الذي يعتبر بني البشر مجرد وحوش يقتل بعضها بعضا ويتآمر بعضها ضد البعض الآخر إلي أن ينقرض الجميع من علي ظهر البسيطة !
من يدري؟ قد يستعيد بعض تفاؤله!.
مفاجأة من شاعرة
الاثنين:
الشاعرة السعودية »حصة هلال ريمية« فاجأت آلاف العرب والخليجيين بإلقاء قصيدة علي مسرح »شاعر المليون« في أبوظبي تنتقد فيها فوضي الفتاوي التي تشهدها الساحة العربية.
وتقول لجنة تحكيم مسابقة الشعر أن هذه القصيدة جاءت في وقتها للرد علي الفتوي التي اطلقها الشيخ السعودي »عبدالرحمن البراك« بقتل من يسمح بالاختلاط بين الجنسين في اماكن العمل والتعليم !.
تقول الشاعرة »ريمية« انها تعلن رفضها لفوضي الفتاوي التي تزايدت في الفترة الاخيرة وتبيح سفك الدماء، ومنها فتاوي يستخدمها البعض لتحقيق مصالحهم ومكاسب شخصية.
وتري الشاعرة ان هذه الفتاوي الاخيرة تحولنا الي مجتمع كهنوتي، وتخلق نوعا من الرهبانية بيننا، لأن من يطلقون هذه الفتاوي لايسمحون للآخرين بمناقشتهم والرد عليهم رغم أن هذه الفتاوي تمس حياتنا الخاصة، وهو أمر مرفوض لأنه - علي حد تعبيرها- يخنق إرادة الانسان وتقول الشاعرة »ريمية« انها ضد الفتاوي التي تحجر علي عقل المسلم لصالح التطرف والتشدد.
واعتبرت لجنة التحكيم ان القصيدة تتناول أحد هموم الأمة في هذا الزمن، وتطرح قضية مهمة وحساسة بجرأة.
ويبدو ان الشاعرة السعودية حرصت علي ان تلقي قصيدتها وهي منتقبة حتي تتفادي حملة هجومية متوقعة ضدها.
ومع ذلك فقد تعرضت لاتهامات قاسية في منتديات الكترونية سعودية وخليجية لانها سمحت لنفسها بإلقاء القصيدة من وراء النقاب دون أن تراعي أن صوت المرأة.. عورة !!
معيار للرقي
الثلاثاء:
الباحثة الامريكية »سانجا كيلي« نشرت دراسة عشية الاحتفال باليوم العالمي للمرأة جاء فيها ان حقوق المرأة لم تسجل سوي تقدم متواضع في السنوات الخمس الاخيرة في 15 دولة فقط من دول العالم العربي.
وتلاحظ الباحثة أن التونسيات يتمتعن بأعلي درجة من الحرية في المنطقة تليهن المغربيات والجزائريات واللبنانيات، بينما تأتي كل من اليمن والسعودية في المرتبة الاخيرة، كما ساءت أحوال النساء في العراق والاراضي الفلسطينية غير أن الباحثة ترصد حصول النساء في الكويت علي حقوق سياسية مع انتخاب اربع سيدات في البرلمان عام 2009 للمرة الأولي في تاريخ البلاد.
اما النساء العاملات (أو الناشطات اقتصادياً) في المنطقة، فإن نسبتهن لاتتجاوز 28 في المائة، وهي أدني نسبة في العالم.
تقول »سانجا كيلي« ان العنف الاسري ضد النساء يمثل مشكلة كبيرة في المنطقة حيث لاتوجد قوانين كافية لحماية النساء من عنف الازواج.
الموقف من المرأة اصبح من معايير الرقي والتمدن في عالم اليوم.
تمييز واستبعاد
الأربعاء:
في دراسة بعنوان »حقوق الانسان للنساء« يقول »الحبيب الحمدوني« و»حفيظة شقير« ان النساء العربيات في غالب الدول محرومات من التمتع ببعض الحقوق أو بكثير منها ومن ممارستها.. اذ لاتزال المسافة طويلة لبلوغ المساواة مع الرجال رغم أهمية الدور الذي تلعبه النساء في هذه المجتمعات.. وفي الاعلان العالمي لحقوق الانسان عام 1948 تأكيد علي ان لكل انسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المذكورة في هذا الاعلان دون تمييز من أي نوع، وخاصة التمييز بسبب العنصر او اللون او الجنس او اللغة او الدين او الرأي، سياسيا أو غير سياسي، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو المولد أو أي وضع آخر.
وجاء في نفس الاعلان انه »لايعقد الزواج إلا برضا الطرفين المزمع زواجهما رضا كاملاً، لا إكراه فيه«.
وهناك مجموعة الاتفاقيات الدولية الخاصة بالنساء ومنها اتفاقيات 20 ديسمبر 1952 التي تعترف بحق النساء في التصويت في جميع الانتخابات وبأهلية الانتخاب في جميع الهيئات المنتخبة بالاقتراع العام، وتقلد المناصب العامة وممارسة جميع الوظائف العامة، وكل ذلك بشروط تساوي بينهن وبين الرجال دون أي تمييز.
والمشكلة انه يوجد في مجتمعاتنا رجال لايؤمنون بذلك، ولا يوافقون علي ما التزمنا به أمام العالم أو علي ماتطبقه سائر الدول.
وفي العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية سنة 1966 اعتراف بجميع الحقوق والحريات الأساسية للنساء والرجال دون تمييز، وتعهد الدول الاطراف »بضمان مساواة الذكور بالاناث في التمتع بجميع الحقوق«.
وفي المؤتمر الدولي في نيومكسيكو عام 1975 تركيز علي ضرورة الارتقاء بالنساء إلي صفة المواطنة والاعتراف لهن بجميع الحقوق والحريات، كما تم في مؤتمر كوبنهاجن عام 1979 إقرار مشروع اتفاقية تنص علي إلغاء كل مظاهر التمييز ضد النساء واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه الاتفاقية في 17 سبتمبر عام 1979.
وفي برنامج عمل ڤيينا الصادر عام 1993 ان حقوق المرأة هي »حقوق عالمية وأساسية للانسان، وهي حقوق متكاملة ومرتبطة ببعضها البعض وغير قابلة للتجزئة أو التقييد«.
ومعني ذلك ان حقوق المرأة لاتنفصل عن حقوق الانسان، وان العالم كله اصبح يرفض التفرقة والاستبعاد، سواء علي اساس الدين أو الجنس.
ومع ذلك يقول »أحمد زكي عثمان« الباحث المصري في العلوم السياسية، في كتاب اصدره قبل ثلاث سنوات ان حالة النساء المصريات متردية من جراء تمييز في مجالات مختلفة وفي الحقوق المدنية، وان مصر في المركز 75 (من بين 87 بلدا) في العالم فيما يتعلق بمؤشرات التنمية البشرية، وان دراسة دولية في عام 2005 للمنتدي الاقتصادي العالمي، شملت 58 دولة في العالم كشفت ان مصر في المركز الأخير فيما يتعلق بمؤشرات تمكين المرأة.
ورغم تقدم المرأة المصرية في مجالات التعليم، فانها لاتزال -في رأي الباحث- أسيرة إقصاء فعلي في المجال السياسي وفي الجهاز القضائي.
لغات.. تختفي
الخميس:
تحذر منظمة الامم المتحدة للثقافة والعلوم »اليونسكو« من أن نصف عدد لغات العالم البالغ 6500 لغة سوف تختفي مع نهاية هذا القرن.
وهناك 200 لغة اخري تعتبر من اللغات المحتضرة و502 لغة من اللغات المعرضة للخطر الشديد و632 لغة اخري معرضة للخطر »ليس الشديد« و607 لغات من اللغات »الهشة«.
ويقول اطلس »اليونسكو« ان هناك 199 لغة ينطق بها أقل من عشرة أشخاص في العالم! و178 لغة اخري ينطق بها ما بين عشرة وخمسين شخصاً فقط.
انها ظاهرة مقلقة للغاية.. لأن اللغات حين تندثر.. تزول معها أساليب في النظر إلي العالم وفي الاتصال ومعارف قيمة وكنوز فكرية..، أي ان الاندثار لايقتصر علي الكلمات.
والسيد »ايرينا بوكوفا« مديرة اليونسكو، علي حق عندما تقول أنه اختفاء لغة من اللغات يؤدي ايضاً الي اختفاء العديد من اشكال التراث الثقافي غير المادي، وخاصة ذلك التراث الثمين القائم علي التقاليد وعلي أشكال التعبير الشفهي من قصائد وأساطير وأمثال ونكات لدي المجتمعات التي تتداولها، كما ان فقدان اللغات يجري علي حساب العلاقة التي يقيمها الانسان مع التنوع البيولوجي حوله، لأن اللغات تنقل، في الحقيقة، الكثير من المعلومات عن الطبيعية والكون.
ومنذ فترة قصيرة، احتفل العالم باليوم الدولي الحادي عشر للغة الأم. واعلنت الامم المتحدة ان يوم 18 ديسمبر من كل عام سيصبح اليوم العالمي للإحتفاء باللغة العربية.
العالم يحتفي بالتعدد اللغوي والتنوع الثقافي ولدينا -في بلادنا- من يكرهون التعدد في أي شئ ويفضلون نفي واستبعاد واقصاء من عداهم، وكل من نرجوه الا يستبعدوا أو يقصوا لغتهم، وان يحتفوا بها كما يحتفي بها العالم، وان يقللوا من استعمالهم لبعض الكلمات الأجنبية، وخاصة انهم لايتقنون -حقاً- تلك اللغات التي يلوكون بعض الفاظها لكي يتقمصوا ثياب »المثقفين« الذين يتعالون علي لغتهم ويتظاهرون بأنهم يعرفون الكلمة الاجنبية ويجيدون التعبير بها ولا يعرفون الكلمة العربية!! ولا يجيدون التعبير بها!!
أساطير.. نهر السين
الخميس:
اسم نهر »السين« في اللغة الفرنسية مؤنث واسم »باريس«.. مذكر ويقال ان هذا النهر تحول من »نبع« الي مجري مائي كبير.. كيف حدث ذلك؟ ولماذا اسم »السين« مؤنث؟
شغلني هذا التساؤل لفترة عشت فيها بمدينة باريس خمسين يوما متصلة.. كان الصديق »باهي محمد« مراسل احدي المجلات اللبنانية يقيم في العاصمة الفرنسية منذ سنوات طويلة اقامة دائمة.. وقدم لي دراسة حول هذا الموضوع اثارت اهتمامي.
عرفت انه بعد مرور دهور طويلة علي المرحلة التي كان يغطي فيها الماء ارض المدينة (الموقع الذي شيدت فوقه باريس فيما بعد - وهو في الجنوب الشرقي منها وبعيد عنها الآن) بدأت ولادة خيط مائي رقيق لايشكل نهراً.. ولا حتي ترعة.
المؤرخون اللاتينيون الاوائل، الذين كانوا اول من وصفوا ذلك الخيط المائي، تحدثوا عن حورية متواضعة تدعي »سيكوانا« كانت توجد في هضبة »اللانجر« علي بعد عشرة كيلو مترات من بلدة »سانت سين لا باي«، ومعناها لايمكن اداؤه في اللغة العربية دون الاخلال بقواعد النحو.. وما يهمنا من هذه التسمية هو عطف صفة التأنيث علي النهر، مما يؤكد ان أنوثة النهر تعود الي اشتقاق اسمه من اسم الآلهة الوثنية »سين«.
يخرج النبع الاصلي من احشاء الارض علي ارتفاع 471 مترا عن مستوي سطح البحر وسط غابة من الصنوبر والبلوط والصفصاف.. أصبحت، منذ القرن الماضي، ملكية قانونية لمدينة باريس.
زيارة المنطقة متاحة لكل الراغبين فيها، بل ان القسم التاريخي في بلدية باريس.. كثيرا ما ينظم رحلات الي هناك للباحثين وهواة السفر ومتذوقي الجمال الطبيعي.
تخرج العين الرئيسية للنهر.. فوارة من كهف كبير تصطف حواليه مجموعة من الصخور الجرانيتية تحت قبة حانية تشير الي ان الارض التي انجبت »السين« تصر علي ان تخرج المياه من رحمها الي سطحها طاهرا نقيا وباردا مثل الثلج.
تحت هذه القبة البسيطة يقوم حوض متواضع ابدعته انامل الطبيعة.. تنام في احضانه حورية مرمرية نصف عارية، متمددة كما لو كانت تريد ان تغتسل من خطيئة قاتلة ارتكبتها، وهي تحمل في يسراها مغرفة من الحجر الصوان يتدفق منها خيط مائي رفيع، وفي يمناها باقة من الزهور والفواكه تمثل الرمز المزدوج للخصوبة في الحياة والفن. انها تنظر بعينين حنونتين الي المياه التي تسيل من يدها.
هذه الحورية اللطيفة التي تضطجع في الكهف - المهد.. من صنع فنان نحّات في عهد نابليون الثالث وكان قد اقتبسها من تمثال للفنان العظيم »لوبرادييه«.. ومع ذلك، فانها لا تساوي شيئا في نظر العارفين من نقاد الفنون ومؤرخيها.. بالمقارنة بنسخة الحورية »سيكوانا« الاصلية، وهي الإلهة الوثنية الرومانية الغالية التي تم العثور عليها في سنة 1836 اثناء اعمال حفر في اطلال معبد قديم كان مخصصا لها.
ويستطيع عشاق التماثيل القديمة مشاهدة هذه النسخة الاصلية لالهة »السين« في متحف الآثار القديمة بمدينة »ديجون« القريبة من النبع.. انها تشكل واحدة من المقتنيات الثمينة لذلك المتحف، الذي رفض القائمون عليه - بمساندة من المجلس البلدي - ان تنقل الي متحف اللوڤر في باريس.. حفاظا علي هذه الثروة الفنية في مكانها الاصلي.
وتوجد »سيكوانا« الاصلية الآن فوق قطعة أثرية اخري، تم اكتشافها بالقرب من منابع النهر، تمثل زورقا رومانيا من البرونز يحمل كتابات باللغة اللاتينية تشير الي ان القدماء، وخاصة في العصور السابقة علي دخول المسيحية، كانوا يعبدون النهر الواهب للحياة، وربما كانوا يقدمون له القرابين.. وربما كان هذا الزورق البرونزي احد القرابين الرمزية التي قدمها اشخاص اثرياء الي الالهة »سيكوانا«.
تري هل استعار القدماء في تلك المنطقة من فرنسا نفس الموقف الذي اتخذه المصريون القدماء من نهر النيل؟
تستطيع ان تري هناك عند النبع.. اشخاصا يملأون عددا من الأواني من المياه.. كما لو كانوا حجاجاً مسلمين يعودون وهم يحملون معهم كميات من مياه زمزم.
ولكن.. هل هذه الآلهة او الحورية المرمرية.. آلهة قومية تنتمي الي بلاد الغال القديمة أم آلهة أجنبية رومانية؟
هنا يدور النقاش الذي يرمز الي البحث عن جذور الهوية في تلك القرون السحيقة.
المهم ان ما يبرز من خلال النقاش.. ان منابع نهر السين، صانع الحضارة، كانت وماتزال من المزارات المقدسة وكان الناس - ومايزالون - يحجون اليها للتبرك والشفاء، رغم الوعورة النسبية للطرق المؤدية اليها.
وثمة كهف صخري تاريخي في مدينة »بورجوني« التي يجتازها نهر السين وسط عيون عديدة صغيرة، تزوده بكميات غزيرة من المياه.. وقال ان المتمردين من »الغاليين« - بلاد الغال - في عهد الامبراطور الروماني سابينيوس آووا اليه. وتقول الاسطورة التي تدور حول هذا الكهف ان »ابونين«، زوجة هذا المتمرد المهزوم، اختفت مع توأمين بضع سنوات في الكهف وعكفت علي رعايتهما الي ان شبّا عن الطوق، ثم اختارت اليوم الذي تقرر فيه اعدام زوجها، وتقدمت الي الامبراطور مع ولديها.. وقالت: »انظر أيها القيصر الي هذين الطفلين.. لقد ربيتهما بالهموم والدموع لكي يكون عددنا كبيرا حين نطلب مغفرتك«.
لماذا لاننظم رحلات الي منابع نهر النيل؟
أتصور ان هناك فوائد كثيرة لمثل هذه الرحلات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.