تنظم المعارضة اليسارية في مقدونيا، اليوم، تجمعا كبيرا في سكوبيي للمطالبة باستقالة الحكومة المحافظة في هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة التي تهزها أزمة سياسية خطيرة، وشهدت قبل أسبوع مواجهات دامية. ويتوقع مشاركة آلاف الأشخاص في هذه التظاهرة، لكن رئيس الوزراء نيكولا غروفسكي المتهم بالفساد وبالتنصت غير المشروع على نطاق واسع تحدى المعارضة بتأكيده أمس أنه لا يعتزم قطعا الاستقالة. في المقابل قدم ثلاثة من أقرب معاونيه استقالتهم، وهم وزيرا الداخلية والنقل ورئيس الاستخبارات. وتشهد هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة التي تعد 2.1 مليون نسمة غالبيتهم من السلاف، ربعهم من الألبان، منذ بداية السنة أزمة سياسية خطيرة بسبب خلافات بين التشكيلات السلافية الرئيسية. وتتهم السلطة من جهتها المعارضة ب"التجسس" و"الرغبة في زعزعة استقرار البلاد"، وتم التجديد لغروفسكي رئيس الحكومة منذ 2006 وحزبه، لولاية من 4 سنوات أثناء الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في أبريل الماضي. لكن المعارضة ترفض منذ ذلك الحين المشاركة في أعمال البرلمان، وتندد بعمليات "تزوير" ارتكبت أثناء الاقتراع وكذلك باستبداد غروفسكي، ودعا زعيم المعارضة زوران زايف المواطنين إلى التظاهر في هدوء وكرامة. وكتب حزبه في بيان نشر عشية التجمع، "لنكن جميعا موحدين ضد العنف ومن أجل عودة الديمقراطية". أكد بورس، (مهندس - 56 عاما)، "سأذهب إلى التظاهرة لأنني أريد أن أكون من الأصوات التي تطالب بتغييرات". لكن فيرا (37 عاما)، التي تعلم اللغة الانكليزية، اعتبرت تنظيم هذه التظاهرة غير مقبول، وقالت "مستاءة لكنني لن أذهب للتظاهر، فذلك لا معنى له لأننا أجرينا انتخابات العام الماضي". ويأتي هذا التجمع بعد أسبوع من مواجهات عنيفة بين قوات الأمن المقدونية ومجموعة من أصل الباني، ما أسفر عن سقوط 18 قتيلا بينهم ثمانية شرطيين في كومانوفو (شمال). وأثارت أعمال العنف المخاوف من نزاع مشابه لما حصل في 2001 في هذا البلد الواقع في البلقان، عندما تمردت مجموعة البانية على السلطات للمطالبة بمزيد من الحقوق للأقلية الألبانية.