وصل أمس وفد عسكرى أمريكى مصرى مشترك إلى مدينة شرم الشيخ فى زيارة لتفقد الأوضاع الأمنية فى سيناء. وقالت مصادر فى المطار إن الوفد غادر على متن طائرة السفارة الأمريكية، وهى صغيرة الحجم من طراز كوبرا، حيث يضم الوفد 7 أفراد، بينهم مدير مكتب التعاون العسكرى الأمريكى لدى مصر. وحسب المصادر، سيتفقد الوفد الأوضاع الأمنية فى سيناء والاحتياجات اللازمة لتوفير الأمن ومواجهة التهديدات الإرهابية فى ضوء التطورات الأخيرة التى شهدتها مدينة العريش وعلى ضوء الزيارات الأمريكية الأخيرة لمصر، ومن أبرزها زيارة ديفيد بترايوس، مدير المخابرات المركزية الأمريكية، وروبرت هاورد، نائب قائد القيادة العسكرية المركزية الأمريكية. وفى هذا السياق، كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى عن أن زيارة الوفد الأمريكى تأتى فى إطار التعاون الاستخباراتى والمعلوماتى بين الجانبين المصرى والأمريكى، خاصة فيما يخص عناصر تنظيم القاعدة وبعض الجهاديين الذين تمكنوا من دخول مصر، وتحديداً فى سيناء عقب ثورة 25 يناير. وقالت المصادر إن السلطات المصرية أكدت للوفد الأمريكى رفضها التام لأى تدخل عسكرى أو وجود لأى قوات أجنبية لمعاونة القوات المصرية فى عملياتها بسيناء. وقالت المصادر إن الوفد الأمريكى قدم قائمة بعدد من العناصر التكفيرية التى رصدتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وأماكن تمركزها على الحدود الشرقية لمصر والتى تتعاون مع الجهاديين الموجودين فى غزة وأن أغلبهم ينتمون لتنظيم القاعدة. فى سياق متصل، كثفت القوات المسلحة وقوات الشرطة، أمس، من وجودها فى مناطق سيناء المختلفة فى إطار محاولتها للسيطرة على الأوضاع عقب الأحداث التى شهدتها محافظة شمال سيناء بعد استشهاد 3 من عناصر الشرطة فى هجوم مسلح. وقالت المصادر إنه تم الدفع بعدد كبير من الأسلحة الثقيلة، متمثلة فى دبابات ومدرعات وضباط وجنود، علاوة على رجال من الشرطة العسكرية وسيارات «جيب» لتكثيف الدوريات الأمنية. فى السياق ذاته، أكد العقيد أركان حرب أحمد محمد على، المتحدث الرسمى للقوات المسلحة، أن ما ورد من أنباء بعدد من المواقع الإلكترونية ووكالات الأنباء وبعض الجهات غير الرسمية حول فرض الجيش حظر التجوال فى سيناء، أو أن سيناء منطقة عسكرية، أمر عارٍ تمام عن الصحة، وهذه المعلومات تأتى فى إطار استغلال البعض للإجراءات الأمنية المشددة التى اتخذتها وزارة الداخلية فى أعقاب حادث استشهاد 3 من رجال الشرطة، وإصابة آخر بمدينة العريش، بالتزامن مع حوادث قطع الطرق من قبل بعض مواطنى شمال سيناء للمطالبة بإسقاط الأحكام المدنية الصادرة ضد عدد منهم. وأوضح المتحدث العسكرى، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، أن الحالة الأمنية فى شمال سيناء الآن فى صورتها الطبيعية وتعمل الشرطة بكامل طاقتها بالتعاون مع رجال القوات المسلحة بكل إصرار للحفاظ على أمن وسيادة الدولة على بقعة غالية من أراضيها. وأشار إلى أن سيناء جزء غالٍ من أرض مصر، وقدمت مصر وجيل من القوات المسلحة الكثير من التضحيات لاسترجاعها والحفاظ عليها، والقائد العام للقوات المسلحة أعلن من قبل عن أن سيناء أمانة فى أعناق رجال القوات المسلحة.