توجه عدد متوسط من المواطنين بالتجمع الخامس والمقدرين بأكثر من 35 ألف ناخب، للإدلاء بأصواتهم فى ساعة مبكرة من صباح أمس بلجانهم الانتخابية وتحديدا مدرستا فاطمة عنان الابتدائية وسيزا نبراوى الإعدادية. واصطفوا فى ثلاثة صفوف أمام كل مدرسة بحسب عدد اللجان داخلها، كما نظم منسقو الطوابير والصفوف صفا رابعا لكبار السن والمسنين لتسهيل العملية الانتخابية عليهم. وتأخر التصويت فى مدرسة فاطمة عنان الابتدائية لمدة تصل ل10 دقائق بسبب الإجراءات الإدارية وتنظيم مندوبى المرشحين داخل كل لجنة، ووجود مندوبين لكل من المرشحين التاليين «مرسى وشفيق وأبوالفتوح وحمدين والأشعل» داخل كل اللجان الانتخابية الست بالتجمع الخامس الذين أكدوا مرور العملية الانتخابية بسلام حتى الآن. وأكد عدد كبير من المنتقبات مرور العملية الانتخابية بكل بساطة وعدم وجود تعنت من رئيس اللجنة أوالموظفات اللاتى أبدين تعاونا كبيرا -حسب تعبيرهن- خلال رؤيتهن لبطاقاتهن الشخصية أو الكشف عن وجوههن للتأكد من هويتهن. وحدثت مشادات بين بعض ناخبات ومؤيدات محمد مرسى وأحد رجال الشرطة لتوزيعهن زجاجات المياه على الناخبات ومطالبتهن بانتخاب مرشحهن وهوما اعتبره دعاية انتخابية وتجاوزا لتعليمات اللجنة العليا للرئاسة بالصمت الانتخابى، حيث قام بإبعادهن عن المقر الانتخابى موجها تهديدا لهن بعمل محاضر فى حالة عدم الكف عن ذلك. وبدأت أعداد الناخبين والناخبات فى الانخفاض بعد ظهر أمس نظرا لارتفاع درجة الحرارة التى أثرت بشدة عليهم، خاصة الناخبين والناخبات من كبار السن. ووصل المرشح الرئاسى عمرو موسى لمقر لجنته الانتخابية بمدرسة فاطمة عنان الإعدادية فى تمام الساعة الثامنة والنصف صباحا وسط مجموعة من أنصاره الذين حاولوا منع وسائل الإعلام من الوصول إليه، كما حرص على الوقوف بجانب المواطنين فى الصفوف الانتخابية. وأبدى بعض الناخبين سعادتهم لوجود المرشح الرئاسى بجانبهم، معتبرين ذلك بداية لطريق الديمقراطية التى يتم فيها انتخاب رئيس من الشعب، فيما أبدى البعض غضبهم من أنصار موسى، معتبرين أن ذلك يصنع فرعونا جديدا ورددوا بعض العبارات الساخرة لموسى مطالبين إياه بالوقوف فى صفوف المسنين وكبار السن. ووجود العديد من أصدقاء الشهداء بجانب موسى الذين رفعوا صورا لمينا دانيال وعلاء عبدالهادى الذين راحوا ضحايا فى أحداث ماسبيرو ومجلس الوزراء على الترتيب، وطالبوا بعدم انتخاب الفلول وانتخاب من يحقق مطالب الثورة ويأتى بحقوق الشهداء، ولم يعلق موسى عليهم مبديا فى كلمات مقتضبة ارتياحه لوجود أهالى الشهداء مشددا على أهمية القصاص للشهداء من القتلة من النظام السابق. ودخل موسى فى بعض المناقشات مع الناخبين الذين اشتكوا له من صعوبة الحياة وارتفاع أسعار المعيشة والسكن، وهو ما رد عليه موسى بأن الفترة المقبلة ستختلف عن سابقتها فى كل شىء. وقال موسى فى تصريحات صحفية بعد إدلائه بصوته الانتخابى فى اللجنة الرابعة، إنه سيعمل خلال المائة يوم الأولى على استعادة الأمن والأمان فى كل ربوع البلاد حتى يشعر المواطن بعودة مصر التى يرتضيها. وأضاف إنه سيعقد ورش عمل مع المفكرين والعلماء والخبراء فى شتى المجالات لبحث سبل النهضة بالبلاد خلال فترة وجيزة وبأساليب عملية. واختتم موسى تصريحاته بتوجيه التحية لكل الشعب المصرى لنزوله رغم ارتفاع حرارة الجو والزحام الشديد لتقرير مصير البلاد مؤكدا أن الشعب هو من سيختار رئيسه. وشهد رحيل موسى من مقر اللجنة الانتخابية فى الساعة العاشرة والنصف تقريبا بعض المشادات بين أنصاره وأحد الناخبين الذى أبدى غضبه لخرق موسى الصمت الانتخابى قائلا: هو دا الصمت الانتخابى ياموسى وهو مارد عليه أنصاره بأن الصمت الانتخابى انتهى بنهاية يوم الأمس. وحضر مهدى عاكف المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين بعد نصف ساعة فقط من رحيل موسى، للإدلاء بصوته الانتخابى بنفس المدرسة وذلك فى تمام الساعة الحادية عشرة صباحا، حيث أكد أن هناك فارقا شاسعا بين انتخابات النظام السابق وانتخابات ما بعد الثورة قائلا: انتخابات النظام اللى فات أعوذ بالله عليها. ورفض عاكف التعليق على إمكانية فوز مرشح الجماعة الدكتور محمد مرسى أم لا، لافتاً إلى أن الشعب المصرى الذى انتفض ضد النظام السابق قادر على اختيار قائده وممثله مطالباً الناخبين بقول: بسم الله مجراها ومرساها قبل بدء التصويت حتى يبارك الله للبلاد. وتبرأت حملة «مرسى» مما حدث أمام مدرسة سيزا نبراوى ومرور سيارة نصف نقل أمامها حاملة بعض الدعاية الانتخابية لمرشحهم مؤكدة أن السيارة مجهولة ولا تعنيهم فى أى شىء. وأبدى إيهاب عبدالرحمن مندوب الحملة بمنطقة التجمع الخامس استغرابه من محاولات البعض إلصاق التهم بمرشحهم وإفساد العملية الانتخابية. كما أبدى عبدالرحمن خلال تصريحات ل«الوطن» تخوفه من وجود كشفين لأسماء الناخبين فى دائرة التجمع والخاصة بالمرشحين الرئاسيين عمرو موسى وأحمد شفيق، قائلاً: لا أتهم بوجود تجاوزات ولكن أخشى أن يحدث ارتباك أثناء العملية الانتخابية فينتخب الناخبون لأكثر من مرة. كما حرص اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة على التوجه للجان الانتخابية بالتجمع الخامس لتفقد الحالة الأمنيه والعملية الانتخابية حيث أكد ل«الوطن» عدم وجود أى مخالفات حتى الآن وأن العملية الانتخابية تمر بسلام مشيدا بالشعب المصرى الذى يظهر معدنه فى المواقف الصعبة. وأضاف أن قوات الأمن بالتعاون مع القوات المسلحة تسعى لضبط الحالة الأمنية وملاحقة ومتابعة جميع المخالفات الانتخابية الخاصة بالحملات الانتخابية للمرشحين على مستوى الجمهورية لرصدها ورفعها للجنة العليا للانتخابات لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. وانتظر الناخبون ووسائل الإعلام وصول المرشح الرئاسى أحمد شفيق الذى كان من المفترض وصوله فى الساعة الثامنة من صباح أمس ليدلى بصوته فى اللجنة الرابعة بمدرسة فاطمة عنان -حسب حملته الانتخابية- إلا أنه لم يصل حتى الساعة الثانية ظهرا، وهو ما أثار تساؤلات واستفسارات الحاضرين. يذكر أن عدد الناخبين بمنطقة التجمع الخامس يصل لحوالى 35 ألف ناخب وناخبة، حيث تم توزيع الناخبين على مدرسة فاطمة عنان وتوزيع السيدات على مدرسة سيزا نبراوى حيث تم وضع عدد من السيدات داخل لجان السيدات بسيزا نبراوى لتسهيل العملية الانتخابية داخل لجان السيدات . وأشرف على اللجان الأولى والثانية والثالثة بمدرسة سيزا نبراوى كل من المستشار ريهام القياتى وعلى وهبى وهدى محمود ناصف على الترتيب، فيما أشرف على اللجان الانتخابية الرابعة والخامسة والسادسة كل من المستشار محمد جلال ومحمود أبورحاب وإسلام الهربيل على الترتيب.