"أصغر دولة مستقلة في أوروبا".. الوصف الذي ارتضاه "فيت جيدليكا"، المواطن التشيكي، للدولة التي أنشأها وأعلن نفسه رئيسًا لها، وتدعى "ليبرلاند" الواقعة في منطقة غير مأهولة بالسكان بين دولتي كرواتيا وصربيا، لتكون "أصغر دولة مستقلة بالعالم" بسبب مساحتها التي لا تتعدى ال7 كليو مترات مربعة. لكن وفقًا للأحداث التاريخية، فقد سبقت تجربته دولة "سيلاند" في هذا الوصف، واستحقته عند إنشائها عام 1967. "سيلاند".. اسم المنطقة العسكرية التي تبلغ مساحتها 550 مترًا مربعًا، وهي جزيرة اصطناعية عبارة عن قلعة بحرية سابقة قامت القوات البحرية الخاصة بالمملكة المتحدة ببنائها عام 1942، على أن تحتوي القلعة ما يلزم من مدافع رشاشة مضادة للطائرات ومؤونة تكفي لعشرات من الجنود، وبنيت كل هذه القلاع في الساحل الشرقي والجنوب شرقي من بريطانيا، وبنيت في المياه الإقليمية التابعة لها، ما عدا واحدة بنيت على بُعد 7 أميال من الساحل أي في المياه الدولية. بعد الحرب العالمية الثانية بسنوات تركت بريطانيا هذه القلاع، ولم يعد أحد يستخدمها، بعضها دمر وبعضها انهار في عواصف هوجاء، وكثير منها بقي شاهدًا على الأحداث، حتى هبط إليها بادي روي بايتس، الذي كان يخدم في الجيش البريطاني برتبة رائد، ثم عمل في إذاعات مختلفة، على قلعة منهم في العام 1967. وأوقفت السلطات البريطانية إذاعة بادي، فتحرك لاحتلال القلعة البحرية HM Fort Roughs، وبعد أحداث صغيرة ومعركة مع أشخاص آخرين، استطاع بادي التحكم بالقلعة البحرية، لكنه لم يبث إذاعته من هناك، بل أعلن أن هذه القلعة هي الآن "إمارة سيلاند"، وسمى نفسه "روي أمير سيلاند"، وفقًا للتقارير التي أشارت لنشأة هذه الدولة. من الناحية ،القانونية لا يعترف أحد بدولة "سيلاند"، كما هو الحال في الدولة التي تدشن حديثًا "ليبرلاند"، لذلك سيلاند لا تعد دولة، وقيل إن أميرها يعيش في إسبانيا، ومازال يأخذ الوضع بجدية هو ومن معه، حيث وضعوا شعارًا وعلمًا ودستورًا لإمارتهم وبطاقة هوية لمواطنيها. وزعم مؤسس "سيلاند" أنها دولة مستقلة ذات نظام ملكي وراثي، لغتها الإنجليزية، وتدعى عملتها ب"دولار سيلاند"، ولها نشيد وطني، وفي 23 يونيو 2006 تعرضت الجزيرة لحريق نتيجة عطل كهربي، وفي بداية عام 2007 تم عرض الجزيرة للبيع. وأعلان رئيس دولة "ليبرلاند" المفترضة، أن عدد المواطنين الذين سيستوطنون الجمهورية سيكون ما بين 3 آلاف إلى 5 آلاف شخص فقط، فيما يسكن دولة "سيلاند" من 5 أشخاص إلى 24 شخصًا فقط. وقال فيت جيدليكا، إنه سيعلن غدًا عن الخطوات المستقبلية التي ستطبق خلال الأيام المقبلة لدولته الجديدة، مضيفًا، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن الصحفيين والإعلاميين مُرحب بهم في دولته، مشيرًا إلى أن الموقع تخطى ال160 ألف طلب لجوء لدولة "ليبرلاند" الجديدة. ومن جهته، قال السفير بدر عبدالعاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، معلقًا على الأنباء المتواترة على ظهور دولة بأوروبا تدعو لحاجتها لمواطنين تدعى "ليبرلاند": "لأول مرة يسمع عن دولة بهذا الاسم". ولفت إلى أن عملية إعلان الدول يخضع لعدد من المعايير، وضرورة أن تتم في محافل دولية، وقبول عضويتها في الأممالمتحدة، وأن تكون دولة ذات سيادة.
