برأت محكمة تركية، اليوم، صحفية هولندية من تهمة نشر "دعاية إرهابية" لصالح المتمردين الأكراد في حزب العمال الكردستاني. واحتجزت الصحفية فريديريكي جيردينك المقيمة في مدينة دياربكر جنوب شرق تركيا، لفترة وجيزة في يناير عندما داهمت شرطة مكافحة الإرهاب التركية شقتها ما أثار القلق في تركيا والخارج. ووجهت إليها تهمة نشر "دعاية لصالح منظمة إرهابية" في سلسلة من المداخلات، التي نشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت تواجه حكماً بالسجن لمدة خمس سنوات كحد أقصى لو أنها أدينت، وبرأت محكمة ديار بكر الصحفية جيردينك من التهم الموجهة إليها في الجلسة الثانية من المحاكمة. وجاء الحكم بعد أن طالب الإدعاء في خطوة مفاجئة الأسبوع الماضي بإسقاط التهم عنها. وجيردينك صحفية مستقلة متخصصة بالأقلية الكردية وتقيم منذ 2006 في تركيا التي تراسل منها عددا من وسائل الاعلام الهولندية والأجنبية. وقد انتقلت للعيش في دياربكر منذ 2012، وسلطت قضية غيردينك الأضواء على حرية الصحافة في تركيا في ظل رئاسة رجب طيب أردوغان. وتواجه تركيا باستمرار انتقادات من قبل المنظمات غير الحكومية للدفاع عن حرية الصحافة، وقد سجن عدد كبير من الصحفيين الأتراك أو لوحقوا بسبب صلاتهم بالقضية الكردية، وتنشر مقالاتها في وسائل الإعلام التي تصدر باللغتين الهولندية والانجليزية وكذلك على موقع ديكين التركي المعارض للحكومة. وتأتي القضية فيما تسعى الحكومة التركية وقادة الأكراد إلى إنهاء التمرد المستمر منذ عقود في جنوب شرق تركيا حيث يخوض حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية منذ 1984 تمردًا ضد الجيش التركي وأسفر عن سقوط 40 ألف قتيل. وبدأت الحكومة الإسلامية التركية خريف 2012 محادثات سلام مع المتمردين لم تسفر عن نتيجة.