اسطنبول - حصلت صحفية هولندية على أول اعتراف ببراءتها من اتهامات بنشر دعاية إرهابية في قضية، ذكرت منظمة العفو الدولية، أنه لا أساس لها ويتعيّن إسقاطها. وطلب ممثل إدعاء تركي، أمس، إلغاء المحاكمة وأعلن القاضي أنه سيتم النطق بالحكم في 13 أبريل. وأوضحت الصحفية أن "كبير القضاة لم يكن موجودا في الجلسة والقاضي الذي كان حاضرا لم يكن يملك تفويضا بتبرئتي. سيكون الأمر رسميا الاثنين". وكتبت الصحفية فريديريك غيردينك على حسابها على تويتر بعد اليوم الأول من محاكمتها أن "المدعي طلب تبرئتي ومحامي الدفاع عني قال إن ذلك سيكون أمرا سارا". وفي حال إدانة الصحفية بحسب الاتهامات الموجهة لها، وهي دعم حزب "العمال الكردستاني المحظور "بي.كيه.كيه". يمكن أن يحكم عليها بالسجن خمس سنوات كحد أقصى. وكانت غيردينك قد خضعت للاستجواب في السادس من يناير الماضي بينما قامت شرطة مكافحة الإرهاب التركية بمداهمة شقتها لنشرها على شبكات التواصل الاجتماعي رسائل اعتبرتها السلطات "دعاية لمنظمة إرهابية"، في خطوة وصفتها بأنها مثيرة للصدمة، مشيرة إلى أنها المحاكمة الأولى من نوعها لصحفي أجنبي في تركيا منذ تسعينات القرن الماضي، وقالت في المحكمة بدياربكر، أمس الأربعاء، "لم أرتكب أي جريمة في مقالاتي، مثل الدعوة إلى العنف". وكتبت الصحفية المقيمة في جنوب شرق البلاد الذي تقطنه أغلبية كردية قبل محاكمتها، أنها مصرة على خوض معركة قضائية للدفاع عن قضيتها. وقالت "إنني أدافع عن عملي" نافية أنها كانت تنشر أي دعاية لصالح الجماعة الكردية المسلحة. وغيردينك هي صحفية مستقلة متخصصة بالأقلية الكردية وتقيم منذ 2006 في تركيا، وهي مراسلة لعدد من وسائل الإعلام الهولندية والأجنبية. وأطلقت المنظمات غير الحكومية للدفاع عن حرية الصحافة انتقادات عديدة للحكومة في هذا المجال، حيث كان عدد كبير من الصحفيين الأتراك قد سجنوا أو لوحقوا بسبب صلاتهم من بعيد أو قريب بالقضية الكردية. وكثيرا ما يواجه الصحفيون ووسائل الإعلام في تركيا اتهامات بدعم الإرهاب، فقد فتحت السلطات في تركيا تحقيقا بحق أربع صحف تزعم أنها تروّج للإرهاب والعنف وذلك لنشرها صورا للمدعي العام الشهيد محمد سليم كيراز، وهو رهينة في قبضة الإرهابيين اللذين احتجزاه ثم قتلاه في مقر عمله بالقصر العدلي في إسطنبول الأسبوع الماضي. يذكر أن تركيا حققت بعض المكاسب المهمة في الحريات خلال العقد الماضي، لكن الخطوات التي اتخذها مؤخرا الرئيس رجب طيب أردوغان ضد الصحفيين أثارت قلقا مجددا، حيث جاء تصنيف البلاد في المرتبة رقم 149 ضمن مؤشر حرية الصحافة الدولي.