التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي، هيلا مريام ديسالين، بأعضاء مجلس الأعمال المصري الإثيوبي، والذى يضم 37 رجل أعمال مصري و27 رجل أعمال إثيوبي. واستعرض الرئيس السيسي خلال اللقاء الجهود التي تبذلها الحكومة من أجل تشجيع وتهيئة الظروف والبيئة الجاذبة للاستثمار، وتناول سبل تشجيع الاستثمارات المشتركة بين رجال الأعمال المصريين والإثيوبيين. وقال الرئيس السيسي، إن مصر وإثيوبيا تتخذان إجراءات لتجاوز "الحالة غير المريحة" التي كانت تشوب العلاقات بين البلدين، مضيفًا أن الإجراءات الإيجابية التي نقوم بها ستنعكس بشكل فعال على تطور حركة الاستثمار بين البلدين. وأوضح "السيسي"، أن عدد السكان في مصر والسودان وإثيوبيا يبلغ نحو 250 مليون نسمة مما يمثل سوقًا واسعًا تكون جذابة لتدفق الاستثمارات الكبيرة لأن شعوبنا تريد أن تتطور وتحسن مستويات معيشتها وتحقق طموحاتها في حياة كريمة. وأشار الرئيس إلى أن مشاعر التفاؤل التي نبنيها تزيد كل يوم، ووجه حديثه لرجال الأعمال الاثيوبيين قائلا:" تعالوا لمصر وسنخصص لكم مواقع تعد منفذا لإثيوبيا على العالم الخارجي من خلال المراكز والمواقع اللوجستية التي ننشأها". ومن جانبه قال رئيس الوزراء الإثيوبي هيلا ماريام ديسالين، في اللقاء، إن العلاقات الثنائية بين مصر وإثيوبيا في نمو متزايد وبشكل مستمر، وهناك فرصًا سانحة أمام القارة الإفريقية للتقدم والازدهار وتحقيق النمو، حيث أنها تشهد نموًا في اقتصاداتها وأصبحت تجذب استثمارات كبيرة متنوعة في مختلف المجالات، بحيث يمكن أن تصبح قارة واعدة للانطلاق إلى أفاق جديدة من النمو والازدهار. ووجه "ديسالين"، الشكر للسيسي، للسماح له للبدء في إلقاء الكلمة أمام الاجتماع بدلا منه، حيث تنازل الرئيس السيسي، عن كلمته الافتتاحية كنوع من الترحيب والود من الرئيس السيسي لديسالين. وقال "ديسالين"، في كلمته إن مصر وإثيوبيا دولتان كبيرتان تمثلان حضارة غنية موغلة في القدم كما أنهما ترتبطان بشريان النيل الذي يمثل شريانا للحياة وللحضارة، وبالتالي يجب عليهما أن يسهما في استمرار هذه الحضارة وتحقيق التقدم في جميع المجالات لصالح شعبيهما. وأكد "ديسالين" مساندة بلاده لمبادرة من جانب رجال الأعمال المصريين لتوسيع حجم التبادل الاستثماري، وقال إننا ناقشنا معنا التوسع في مشروعات البنية التحية وإقامة الطرق وهذا مجال مهم للتنمية والاستثمار إلى جانب مجالي الطاقة والاتصالات، وهذه هي نماذج من مجالات التعاون التي يمكن توسيعها وأن نعمل على تنفيذها معًا بشكل مشترك. وأشار "ديسالين" إلى أن بلاده تعمل على توفير بيئة مزدهرة للاستثمار، وأن هذا الاتجاه يتم مع دول الجوار مثل السودان، وجيبوتي، وكينيا، والصومال، مما سيسهم في النهاية على تحقيق تكامل في البنية التحتية لهذه الدول، إلى جانب دفع مشروعات الأعمال بين هذه الدول. وفي ختام كلمته، أشاد رئيس الوزراء الإثيوبي، بمساهمة الشركات المصرية في مشروعات التنمية بمختلف المجالات في أثيوبيا، بجانب إسهامات نقل التكنولوجيا التي قال إن مصر حققت تقدمًا فيها، ثم هتف قائلا: "تحيا الصداقة المصرية الإثيوبية". وبعد ذلك استمع كل من الرئيس السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي، لرجال الأعمال المصريين والإثيوبيين، الذين أعربوا فيها عن أملهم واستعدادهم للاستفادة من كل فرص الاستثمار المتاحة في البلدين وتدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية لتكون سندًا يدعم العلاقات السياسية. وطالب رجال الأعمال المصريون، بإنشاء منطقة صناعية مصرية في إثيوبيا يتم فيها تجميع كل المشروعات والاستثمارات التي تقوم بها مصر في إثيوبيا، الأمر الذي يسهم في التنسيق بينها وخفض التكلفة وتطوير الصناعات الإثيوبية ذاتها، كما طالبوا بإقامة منطقة تجارة حرة بين مصر وإثيوبيا ودعا البعض الرئيس السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى دعم تصدير اللحوم الإثيوبية إلى مصر حيث تجد اقبالًا لدى المصريين، وذلك عن طريق إيجاد طرق سهلة لنقل شحنات اللحوم بدلًا من الطائرات ذات التكلفة العالية. وعلق الرئيس السيسي، قائلا: "إن مصر تسعى إلى إقامة طريق بري وبحري يربط بينها وبين إثيوبيا يربط بين مصر وإثيوبيا، ليس فقط لتسهيل واردات اللحوم ولكل السلع والمنتجات"، واضاف مازحا: "نأمل في النهاية أن يؤدي هذا الطريق إلى خفض أسعار اللحوم في مصر"، بينما علق "ديسالين" قائلا: "إن اللحوم الإثيوبية ستكون أقل سعرًا من المنافسين الأخرين مثل الأرجنتين، واشار إلى أنه طلب من الشركات الإثيوبية المصدرة تذوق اللحوم قبل تصديرها للتأكد من جودتها". وأضاف: "نضع هنا حجر الأساس للتعاون المشترك لمجتمع الإعمال في البلدين كي نتعامل كبلد واحد وليس كدولتين" وقال، "إن هذه النظرة الاستراتيجية التي نتشارك فيها مع الرئيس السيسي ستساعدكم في أعمالكم كما أننا سنوفر لكم المساندة الدائمة". وردًا على مطلب إنشاء منطقة صناعية في إثيوبيا أكد "ديسالين" أن هذا المطلب سيوضع على رأس جدول أعمال اللقاء المقبل، للجنة العليا المشتركة بين مصر وإثيوبيا متمنيًا لنجاح مجتمع الأعمال في البدين.