قرر الاتحاد الأفريقى، تشكيل قوة عسكرية مشتركة بدعم دولى، لمواجهة جماعة بوكو حرام، خاصة مع تزايد خطرها بإعلان مبايعة تنظيم داعش الإرهابى، أمس الأول، وتباينت آراء خبراء وسياسيين حول القرار، حيث قال مؤيدون إنه «خطوة جيدة» توفر غطاءً إقليمياً ودولياً لمكافحة الإرهاب، فيما اعتبر فريق آخر أن الاتحاد «ضعيف وعاجز»، وينفذ عليمات الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويسمح بالتدخل الخارجى فى أفريقيا. وقال الدكتور مختار غباشى، رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن خطوة الاتحاد الأفريقى «جيدة ومهمة»، لوقف تمدد «بوكو حرام»، وهناك قوة مشتركة موجودة بالفعل لمواجهة الجماعة، تابعة للدول المتضررة، وهى نيجيريا والنيجر وكاميرون وتشاد، ووضع هذه القوة تحت آلية الاتحاد الأفريقى مسألة مهمة، وتمنحها حرية أكبر للتحرك، وتشجع كثيراً من الدول على المساهمة فيها. وأضاف «غباشى»: «القضية ليست هذه الوحدة العسكرية التى أعلن عن تشكيلها، وهو أمر جيد، لكن الأمر الصعب هو آليات تدعيم القوة الجديدة وتثبيتها فى مواجهة الإرهاب، ومدى قدرة منظمة الوحدة الأفريقية على إدارتها وتوفير مصادر تمويل أخرى وغطاء إقليمى ودولى واسع». وفى المقابل، قال الدكتور سعيد اللاوندى، رئيس وحدة الشئون الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: «الاتحاد الأفريقى مثل أغلبية الدول الأفريقية يحصل على معونات اقتصادية من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعالم السياسة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن أمريكا لا تعطى شيئاً بالمجان وتتحكم فى أفريقيا، ومن ثم الاتحاد الأفريقى يُنفذ تعليمات أمريكا وهذه القوة العسكرية التى تم الإعلان عنها مجرد بروباجندا إعلامية». وأضاف اللاوندى: «الاتحاد الأفريقى أعجز ما يكون عن تشكيل أى وحدات عسكرية، فضلاً عن أن كل الجماعات المتشددة خاصة داعش صناعة أمريكية، ومن ثم أمريكا تريد استمرار التهديد الذى تمارسه بوكو حرام، بل وتدعمها مادياً ولوجيستياً، فأصبحت الجماعة مدينة بالفضل والولاء للأمريكان، لاسيما أن الأسلحة فى أيدى هؤلاء صناعة أمريكا لعدم وجود مصانع أسلحة بأفريقيا، وخطر بوكو حرام لن ينتهى مثل داعش وباقى التنظيمات الإرهابية، وهو ما تريده الولاياتالمتحدة للضغط على الدول الأفريقية والعربية». وقال الدكتور حلمى شعراوى، مدير مركز الدراسات العربية والأفريقية: «تشكيل قوى عسكرية أفريقية بمساعدات غربية، يفتح الباب أمام الدول الكبرى مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وهما الدولتان الطامحتان للتدخل فى دول غرب أفريقيا مثل نيجيريا وتشاد ومالى، ومن ثم يُعد فرصة للتدخل فى الدول الأفريقية بشكل غير مباشر، ونيجيريا كان أمامها فرصة للتنسيق مع الدول المجاورة دون أن تخضع لفكرة تحالف باسم الاتحاد الأفريقى وقوات دولية، لأن هذا القرار يسمح بتدخلات أكبر لأمريكا وفرنسا».