قال الدكتور جهاد الحرازين، القيادى بحركة فتح وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن اجتماع الفصائل فى مصر وضع الجميع أمام مسئولية إعلاء المصلحة الوطنية. صور السيسي وأعلام مصر رُفعت في غزة بعد التدخلات المصرية الحاسمة لإنقاذ الشعب الفلسطيني وأضاف «الحرازين»، فى حوار ل«الوطن»، أن الرئيس أبومازن وجه الدعوة ل14 فصيلاً، و4 فصائل اعتذرت لأنها رهنت حضورها بشروط، مشيراً إلى أن صور «السيسى» وعلم مصر رُفعا فى غزة بعد التدخلات المصرية الحاسمة لإنقاذ الشعب الفلسطينى من آلة البطش الإسرائيلية. وأكد أن الفلسطينيين يحتاجون إلى رؤية واحدة تتعلق بعملية المقاومة فى مواجهة المخططات الإسرائيلية من خلال قرارات تحظى بإجماع وطنى فلسطينى.. وإلى نص الحوار: ما رأيك فى اجتماع الأمناء العامين بالفصائل الذى استضافته القاهرة اليوم؟ - اجتماع الفصائل جاء على اعتبار أن مصر هى المكلفة بملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، والتى خاضت جولات طويلة فى محاولة تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، ويأتى انعقاد هذا الاجتماع فى وقت غاية فى الحساسية، حيث يتعرض الشعب الفلسطينى لمخططات من قبل حكومة اليمين المتطرف التى لا ترى فى نفسها إلا المزيد من الاستيطان وعمليات القتل والتهويد للأرض الفلسطينية والتدنيس للمقدسات وهدم حل الدولتين. واستدعى هذا الأمر أن يكون هناك موقف وطنى واحد فلسطينياً، ورؤية استراتيجية موحدة نستطيع من خلالها مواجهة تلك المخططات التى يقودها وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن جفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، فى ظل حكومة نتنياهو التى تعمل المستحيل من أجل تنفيذ المخطط الذى أتت به، وهو السيطرة على القدس والضفة الغربية. ما أهم المحاور التى تم طرحها على طاولة النقاش؟ - وضع اجتماع الفصائل الفلسطينية، الذى عُقد أمس بحضور الرئيس محمود عباس، الجميع أمام مسئوليات حقيقية تستوجب إعلاء المصلحة الوطنية، وتقديم مصلحة الوطن ومواجهة المخططات، وتجنيب أى مصالح خاصة أو حزبية أو فئوية قد تعطل مسيرة المصالحة الوطنية، ومن أهم ما تمت مناقشته فى الاجتماع، إيجاد برنامج سياسى موحد نستطيع العمل من خلاله فى ظل التطورات التى نشهدها على الصعيد الإقليمى والدولى والمسار الدبلوماسى والقانونى الذى تقوده القيادة الفلسطينية فى الأروقة الدولية، وخاصة أمام محكمة العدل الدولية وأمام المحكمة الجنائية الدولية. وتمت مناقشة مسار تشكيل حكومة وحدة وطنية، أو حكومة وفاق تستطيع توحيد المؤسسة الوطنية الفلسطينية وإعادة النظام السياسى بشكل واحد ما بين الضفة والقطاع، بالإضافة إلى ضرورة وجود خط واحد أو رؤية واحدة تتعلق بعملية المقاومة فى مواجهة المخططات الإسرائيلية، حيث يجب أن يتم اتباع نهج معين من المقاومة وعدم الانفراد بحالة أو بأساليب معينة، فى ظل نهج المقاومة السلمية التى أجدت وبيّنت ضرورتها، علاوة على تحديد آليات المواجهة مع الاحتلال، من خلال قرارات تحظى بإجماع وطنى فلسطينى متكامل، مع ضرورة أن ينضوى الجميع تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية. كم عدد الفصائل التى تمت دعوتها للاجتماع؟ - وجّه الرئيس الفلسطينى محمود عباس لحوالى 14 فصيلاً، وبدأت الفصائل بإجراء لقاءات ثنائية، ومن أبرز الفصائل المدعوة للاجتماع حركة فتح والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية، وحزب الشعب الفلسطينى، وحركة حماس، وحركة الجهاد، وحضر غالبية الفصائل بالفعل وشاركت فى اللقاء، إلا أن نحو 3 أو 4 فصائل اعتذرت لأنها رهنت حضورها ببعض الشروط، رغم أن الحوار وطنى فى ظل التعرض للكثير من الهجمات، وهنا نؤكد أن القضية الفلسطينية تتطلب من الجميع حالياً أن يكونوا صفاً واحداً، وألا نخضع لتحقيقات ومطالب حزبية تنتهى بشكل لا يوافق عليه الفلسطينيون. كيف ترى جهود مصر فى تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية؟ - بذلت مصر كل جهد على مدار التاريخ، فمنذ بداية القضية وهى تلعب دوراً مهماً لصالح الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة، فلم تتخلَّ مصر يوماً عن دورها القومى ودورها العروبى تجاه القضية الفلسطينية، وعندما اضطلعت مصر بملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، سادت حالة من الثقة لدى كل فلسطينى. وشاهدنا من قبل عندما رُفعت صور الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قطاع غزة وفى الضفة الغربية، ورُفعت الأعلام المصرية بعد التدخلات المصرية الحاسمة، فى كل مرة يتعرض لها الشعب الفلسطينى إلى آلة البطش الإسرائيلية التى تستهدف كل ما هو فلسطينى، ويكون هناك تحرك مصرى فاعل وعاجل باتجاه وقف العدوان على الشعب الفلسطينى، لأن مصر لديها استراتيجية فى التعامل مع القضية الفلسطينية، فى عدة مسارات منها المسار السياسى، فإن جميع اللقاءات الخارجية سواء الإقليمية أو الدولية للرئيس عبدالفتاح السيسى أو وزير الخارجية أو المؤسسات المصرية، لا تخلو من ذكر القضية الفلسطينية. الإغاثة الإنسانية هناك مسار الدعم والإغاثة الإنسانية الذى تقوم به مصر، من خلال تقديم المساعدات العينية، والطبية والإغاثية للشعب الفلسطينى على مدار التاريخ، حيث لم تتأخر مصر فى دعم القضية وشعب فلسطين، حتى خلال انتشار جائحة كورونا عندما تبرعت مصر بالأمصال لصالح الشعب الفلسطينى وهذا الشىء ليس بالجديد على القيادة المصرية.