"أن تمثل للشفاء لا يعني أن تخرج من المستشفى".. مقولة تنطبق على أكثر من 700 حالة في مستشفى العباسية للصحة النفسية، والذين تحسَّنت حالتهم بما يسمح لهم بالخروج من المستشفى وممارسة حياتهم بطريقة طبيعية، إلا أن إدارة المستشفى لا تسمح لهم بالخروج، وذلك بسبب عدم وجود مأوى لهم، بعد أن فقدوا أهلهم أو ذويهم. مشكلة عدم وجود مأوى للمريض، هي مشكلة يعاني منها المستشفى منذ عقود، ما يؤدي إلى تراكم المرضى، وعدم إتاحة الفرصة لإستقبال المرضى الجدد، كما يقول الدكتور سامح حجاج نائب مدير مستشفى العباسية ل"الوطن"، والذي يشير إلى أن المريض الذي ليس له أقارب يسألون عنه عندما تتحسَّن صحته، بشكل يسمح بخروجه من المستشفى، يكون في حاجة إلى رعاية طبية أيضًا، خاصة لو كان يعاني من بعض الأمراض المزمنة مثل السكر أو الضغط، وفي هذه الحالة تقوم المستشفى بإبقائه ورعايته ربما حتى وفاته". يضيف حجاج قائلا "منذ عدة أعوام ماتت سيدة يهودية بعد أن بقيت في المستشفى أكثر من 52 عامًا، وكان والدها تركها وسافر إلى إسرائيل، وتسلَّمت الجالية اليهودية جثتها ودفنتها بمعرفة الجالية، ويضيف حجاج أنه قبل عام 2004 تحديدًا، كان يتم توثيق وتسجيل المرضى بدون إثبات شخصية أو التحقق من هوية ذويهم، لكن الوضع اختلف كثيرًا اليوم. شعاع أمل ينبثق لحل المشكلة عندما أخطرت وزارة التضامن الاجتماعي، إدارة المستشفى أن لديها 300 سرير في عدد من الدور الخيرية، التي تتبع جمعية التجمع الوطني للمرأة المصرية، وبالفعل تم نقل حالتين من المستشفى من المرضى الذين تحسَّنت حالتهم الصحية، بعد توقيع بروتوكول تعاون مع جمعية التجمع الوطني للمرأة المصرية (جمعية أم كلثوم) لإيواء بعض المرضى المتحسنين الذين حالت ظروفهم الاجتماعية دون خروجهم من المستشفى، ونُقل أول نزيل و نزيلة من المستشفى إلى دار "عقيلة السماع" التابعة للجمعية، و ستتكفل وحدة طب المجتمع بمستشفى العباسية للصحة النفسيه، بمتابعتهم دوريا و توفير خدمة علاجية متكاملة لهم في مقر إقامتهم، وهي خدمة رائدة تنفرد بتقديمها مستشفى العباسية ". وتابع نائب مدير مستشفى العباسية قائلا "خلال الأيام و الأسابيع القادمة، سنرسل المزيد من النزلاء الى الدار بالتدريج لضمان الحفاظ على مستوى الخدمة المقدمة لهم". موضحا أن هناك مشكلة واجهتهم أثناء نقل المرضى إلى الدور الخيرية، وهي أنه ليس هناك ما يثبت شخصيتهم، أو هوياتهم، إلا أنه تم الاتفاق مع وزارة التضامن على حل هذه المشكلة، وعمل قائمة بأسماء وبيانات الأشخاص".