يحتفل العالم فى السبت الأخير من شهر أبريل باليوم العالمى للطبيب البيطرى، والطب البيطرى فرع من فروع العلوم الطبية التى تُعنى بالوقاية والعلاج أو تخفيف الألم من أمراض وإصابات الحيوانات، كما يساعد الأطباء البيطريون على حماية الإنسان من أكثر من 200 مرض يمكن أن تنتقل من الحيوان للإنسان. «العبد»: نعاني من توقف التعيينات منذ 20 عاما و10 آلاف معين من إجمالي 85 ألفاً يقول الدكتور يوسف العبد، عضو النقابة العامة للأطباء البيطريين ورئيس لجنة الأدوية البيطرية باتحاد الغرف التجارية، إن من أهم مهام الطبيب البيطرى التفتيش على أماكن تداول الغذاء والمطاعم للتأكد من سلامة وجودة الغذاء. كما أنه يشرف على عملية الذبح وفحص اللحوم والدواجن فى المجازر، ومسئول عن علاج الأمراض التى تصيب الحيوانات والدواجن والأسماك، التى هى الغذاء الأساسى للإنسان، والإشراف على عملية الذبح وفحص اللحوم والدواجن فى المجازر لضمان صحة المستهلك، لذلك يُعتبر الطبيب البيطرى هو بحق خط الدفاع الأول لحماية الإنسان قبل الحيوان من الأمراض والحفاظ على الصحة العامة وضمان سلامة وجودة الغذاء. وأوضح «العبد» أنه رغم أهمية دور الطبيب البيطرى فإنه يواجه العديد من التحديات، أهمها عدم تمكينه من ممارسة دوره فى خدمة المجتمع نظراً لتوقف التعيينات الحكومية منذ 20 عاماً، و10 آلاف معين من إجمالى 85 ألفاً، مما أدى إلى قلة الكوادر البيطرية فى الجهاز التنفيذى، بالإضافة إلى ممارسات تهميش دورهم إعلامياً، مطالباً بزيادة الوعى المجتمعى وتحديث التشريعات والقوانين المتعلقة بمهنة الطب البيطرى لمواكبة المستجدات والنهوض بهذه المهنة وما تقوم به من دور فى الحفاظ على الأمن الغذائى والاستدامة البيئية والوقاية من الأمراض المنتقلة من الحيوان إلى الإنسان، بالإضافة إلى الانفلات والتجاوزات الكبيرة فى تصنيع وبيع الدواء البيطرى لعدم تمكين الأطباء البيطريين من ممارسة حقهم الرئيسى داخل الهيئة العليا للدواء وإنشاء قسم منفصل تحت إدارة وإشراف الأطباء البيطريين لأنهم عالمياً المنوط بهم فقط التسجيل والتفتيش والرقابة والتتبع للحفاظ وتطوير صناعة الدواء البيطرى. وأوضح أن عدم تفعيل القرار الوزارى 220 لسنة 2020 بإشراف الأطباء البيطريين على المزارع السمكية يؤثر على منظومة الاستزراع السمكى ومشروعات التنمية المستدامة. «مصباح»: تحسين جودة الإنتاج الحيواني والارتقاء بمنظومة البحث العلمي بينما قال الدكتور محمد مصباح الدياسطى، المدير الفنى لمعهد بحوث الصحة الحيوانية بالمنصورة، إنهم يسعون دائماً إلى تطوير المنظومة الخدمية لخدمة المواطنين بما يعود بالتأثير المباشر على المساهمة فى التنمية المستدامة للثروة الحيوانية التى تمثل عصب الاقتصاد المصرى، وتتمثل رؤية معهد بحوث الصحة الحيوانية فى حماية الثروة الحيوانية، وتحسين جودة الإنتاج الحيوانى، والتأكد من سلامة الأغذية، والارتقاء بمنظومة البحث العلمى، وتحقيق متطلبات واحتياجات العميل، مؤكداً أنهم يحرصون على تأهيل وإعداد كوادر متخصصة لإجراء بحوث علمية متميزة فى مجال الثروة الحيوانية على المستويين المحلى والعالمى، وتتمثل أهداف معهد البحوث الحيوانية فى إجراء البحوث والدراسات العلمية والتطبيقية والتشخيصية والمعملية لأمراض الحيوان والدواجن والأسماك، والكشف عن الأمراض الوافدة وهى الأمراض التى لم يسبق تسجيلها من قبل داخل مصر وإيجاد طرق تشخيصية سريعة وحديثة تتفق مع المعايير الدولية التى حددتها المنظمة العالمية للصحة العالمية بباريس، بالإضافة لتطوير وسائل التشخيص المعملى، وعمل الاستبيانات عن مدى انتشار الأمراض البكتيرية والفيروسية والطفيلية والميكوبلازما وغيرها، وحماية الثروة الحيوانية من الأمراض الوبائية والمعدية الوافدة، وحماية الصحة العامة وصحة الإنسان من مخاطر الأمراض المشتركة، والتأكد من سلامة الأغذية ذات الأصل الحيوانى، وحماية البيئة من التلوث بمسببات الأمراض، وإجراء البحوث والدراسات الخاصة بتطوير وتحسين لقاحات الأمراض الفيروسية والبكتيرية والمواد المشخصة للأمراض لرفع الكفاءة بما يمكّن من زيادة قوة وفاعلية هذه المستحضرات واستخدام ما يلزم من لقاحات، والقيام بتدريب العاملين فى مجال تنمية الثروة الحيوانية، والإرشاد والتوعية للحفاظ على الثروة الحيوانية وصحة المواطنين، والتعاون مع الجهات البيطرية داخل الجمهورية لوضع خطط لتقصِّى بعض الأمراض المؤثرة على الاقتصاد القومى. «المر»: نسعى لضمان سلامة الغذاء وأوضح الدكتور عبدالحكيم المر، أستاذ أمراض الأسماك ورعايتها ومدير وحدة المتابعة والتوظيف، كلية الطب البيطرى بجامعة الزقازيق، أن دور الطبيب البيطرى هو العمل على الحفاظ على صحة وسلامة الحيوانات، وبالتالى يسهم فى الحفاظ على صحة وسلامة الإنسان، فالحيوانات هى مصدر للعديد من المنتجات التى يتناولها البشر، مثل اللحوم والألبان والأعلاف والأدوية، ولذلك يلعب الطبيب البيطرى دوراً حاسماً فى ضمان سلامة هذه المنتجات، حيث يقوم بعدة مهام لتحقيق هذا الهدف، مثل تولى مسئولية الوقاية من الأمراض المشتركة التى تصيب الحيوانات والإنسان، والتحقق من سلامة اللحوم والألبان والمنتجات الأخرى التى تأتى من الحيوانات. وعندما يكتشف الطبيب البيطرى وجود أى أمراض أو مشكلات صحية، يعمل على معالجتها وتوفير العلاج اللازم للحيوانات. بالإضافة إلى ذلك، يقوم بتوفير النصائح والإرشادات لأصحاب الحيوانات بشأن الرعاية الصحية الأساسية التى تحتاجها حيواناتهم، مثل التغذية السليمة والتطعيمات والعناية بالصحة العامة. وعندما يتعلق الأمر بالأمراض المعدية، يعمل على تعزيز الوعى والتثقيف لدى الجمهور حول كيفية الوقاية من هذه الأمراض وتجنب انتقالها من الحيوان للإنسان. وبالإضافة إلى دوره فى الوقاية من الأمراض والحفاظ على سلامة المنتجات الحيوانية، يساعد الطبيب البيطرى فى الحفاظ على صحة الحيوانات البرية، بالإضافة إلى الدور المحورى فى الرقابة على المزارع والمصانع والمطاعم وحتى وجبات خطوط الطيران. «توفيق»: الطبيب البيطري خط الدفاع الأول لحماية الإنسان قبل الحيوان.. و200 مرض مشترك بينهما ويقول الدكتور محمد توفيق، عضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الدواب فى مصر، إن العالم يحتفل فى السبت الأخير من شهر أبريل من كل عام بيوم الطبيب العالمى، حسب قرار الاتحاد العالمى للأطباء البيطريين (WVA) ومنظمة صحة الحيوان (OIE)، حيث يظهر دور الأطباء البيطريين فى حماية الإنسان والبيئة والخدمات التى يقدمونها فى مجال القطاع الحيوانى ومسئولية الطبيب عن صحة وسلامة اللحوم والذبائح فى المسالخ للتأكد من أنها صالحة للاستخدام الآدمى. وكشف «توفيق» عن أهمية دور الطبيب البيطرى فى المحاجر البيطرية فى منافذ الدولة الجوية والبحرية والبرية، ودوره الكبير فى منع دخول الأوبئة والأمراض والكشف على الحيوانات والأغذية القادمة عبر هذه المحاجر، ومنع دخول الحيوانات المصابة أو المشتبه بها، من خلال عمل المحاجر البيطرية (تدقيق، حجر بيطرى، معامل مراقبة الأمراض العابرة للحدود، منع دخول أو تطهير، تحصين، متابعة اللحوم والأغذية)، كذلك متابعة الحالة الوبائية عالمياً من خلال متابعة الأمراض والتحصين واتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة، لافتاً إلى أن دوره لا يتوقف عند حدّ معالجة ومراقبة الحيوانات الأليفة بمختلف أنواعها، بل يتجاوزها إلى الحيوانات غير الأليفة من الحيوانات البرية والمتوحشة فى حدائق الحيوانات أو البيئة البرية وحمايتها ومنع الصيد الجائر ووقف التجارة غير المشروعة لمنع انقراضها، والأهم تثقيف الناس وتوعيتهم بالأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، والتى يجهلها كثير من الناس، وقد يصابون بهذه الأمراض بسبب عدم وجود الوعى الكافى لديهم، حيث هناك ما يزيد على 200 مرض تنتقل من الحيوان للإنسان. ويُعد الطبيب البيطرى خط الدفاع الأول ضد الأمراض الوبائية المشتركة بين الإنسان والحيوانات المستأنسة أو البرية؛ منها الفيروسى مثل فيروس كورونا المستجد Covid-19 الذى يسبب اعتلال الجهاز التنفسى والوفاة للإنسان، وحمى الوادى المتصدع التى تسبب العمى للإنسان، والحمى القلاعية التى تتسبب فى التهابات وبثور حول الفم والتهابات بالقصبة الهوائية ولم تسجل إلا 50 حالة وفيات بسببها فقط فى العالم، ومرض جنون البقر ويسبب أعراضاً عصبية فى الإنسان، ومنها البكتيرى، وأشهرها السل المنتشر بكثرة، البروسيلا، الليستريا، والكيميائى مثل السموم بكافة أنواعها والتى تتراكم فى لحم الحيوان من طعامه والتى تنشأ من التربة بسبب المبيدات الحشرية أو المواد الكيميائية من التربة، والطفيلى مثل الدودة الكبدية، الشريطية، دودة الخنزير، دودة الهتروفيس التى تنتقل من الأسماك للإنسان.