مر أسبوع الآلام فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالكثير من التطورات عبر التاريخ، إذ كانت الكنيسة تحتفل به فى القرون الأولى مرة واحدة كل 33 سنة، وكان مكرّساً للصلاة والعبادة فقط إذ كان يعطى الملوك الموظفين إجازة فى هذا الأسبوع، وكانوا أيضاً يُفرجون عن المسجونين ليشتركوا فى العبادة مع باقى الكنيسة، وكان السادة يمنحون عبيدهم أيضاً عطلة طوال هذا الأسبوع للمشاركة فى الصلوات. القمص يوسف الحومي: قوانين الآباء منعت العمل في هذا الأسبوع ويقول القمص يوسف تادرس الحومى، أستاذ تاريخ الكنيسة وعلم المخطوطات وعضو لجنة التاريخ القبطى، ل«الوطن»، إن «أسبوع الآلام» أو «البصخة المقدّسة» أخذت فى التطور على خمس مراحل من القرن الأول إلى القرن الثالث الميلادى، حيث حدّد الآباء الرسل قراءات معينة لهذا الأسبوع، حيث كانت تقرأ الكنيسة الناموس، أى الأسفار الخمسة لموسى النبى وأسفار الأنبياء والمزامير التى تحتوى على الكثير من الأحداث عن السيد المسيح، ولا تقرأ الكنيسة خلال أسبوع الآلام من الأجبية، فأمر الرسل بصوم الجمعة العظيمة وسبت النور انقطاعى حتى فجر الأحد، والزهد الشديد فى الأكل، موضحاً أن سبت النور هو السبت الوحيد فى السنة الذى يُصام «انقطاعى». وتابع القمص يوسف الحومى أن قوانين الآباء منعت العمل فى هذا الأسبوع وشددت على أن يأخذ العبيد إجازة لمدة أسبوعين، وعقب انعقاد مجمع نيقية أصدر الملك قسطنطين أمراً بعدم العمل خلال أسبوع البصخة فى الدولة كلها، وفى عهد الملك ثيؤدثيوس كان يعفى عن المسجونين فى أسبوع الآلام، كما شدّد الآباء الرسل على عدم الاحتفال بأسبوع الآلام مع فصح اليهود لاختلاف الاحتفالين عن بعضهما. وأوضح عضو لجنة التاريخ القبطى أن أسبوع البصخة شهد تطوراً آخر فى عهد البابا ديمتريوس الكرام، حيث ضم الصوم الأربعينى إلى أسبوع البصخة فى القرن الثانى الميلادى بعدما كانت الكنيسة تصوم الصوم الأربعينى منفصلاً عن أسبوع الآلام، متابعاً: كما أبطل مجمع «اللاذقية فريجيا» فطر يوم خميس العهد، لأن البعض كان يفطر يوم خميس العهد، باعتباره «عيد سيدى». وأضاف أستاذ التاريخ الكنسى، أنه فى القرن الرابع الميلادى نظم البابا أثناسيوس الرسولى كثيراً من الألحان ووضع تصوراً لأيام أسبوع الآلام، ثم بدء يتطور طقس أسبوع البصخة فى أورشليم، ثم انعكس ذلك على طقس الكنيسة القبطية. واستكمل القمص يوسف تادرس، أنه فى القرن الثانى عشر وتحديداً فى عهد البابا غبريال بن تريك، البطريرك ال70 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وجد الأقباط منهمكين فى الأعمال ولا تسمح ظروف حياتهم بقراءة جميع قراءات أسبوع الآلام، فجمع العلماء والرهبان من دير أبومقار ورتبوا كتاباً لصلاة البصخة فى ساعات توازى ساعات الصلاة من الأجبية، وكانت طفرة فى طقس أسبوع الآلام، ثم بدأت بعد ذلك تظهر التسابيح المأخوذة من الإنجيل. وتابع «تادرس»، أنه بعد البابا غبريال ب50 سنة جاء الأنبا بطرس، أسقف مدينة البهنسا فى ملوى بالمنيا، وأدخل طقس صلاة اللقان فى عيد الرسل.