"للمرة الثالثة.. طبول الحرب تدق على أبواب لبنان وإسرائيل".. عنوان تداولته الصحف الإلكترونية، صباح اليوم، بعد أن قام تنظيم "حزب الله" اللبناني بقصف مركبة عسكرية إسرائيلية، ما أدى إلى مقتل جندي وضابط من صفوف الجيش. تعود بداية تاريخ العداء الإسرائيلي اللبناني إلى عام 1982، حيث غزو لبنان أو ما يطلق عليها عملية "السلام الجليل"، حيث تحوَّلت الأراضي اللبنانية إلى ساحة قتال بين منظمة التحرير الفلسطينية وسوريا وإسرائيل، والتي تعود أسبابها إلى بعض من الأحداث التي سبقتها، وبدأت الحرب عندما قررت إسرائيل شن عملية عسكرية ضد منظمة التحرير الفلسطينية بعد محاولة اغتيال سفير إسرائيل في بريطانيا "شلومو أرجوف"، حيث قامت إسرائيل باحتلال الجنوباللبناني، وهاجمت المنظمة، والقوات السورية، والميليشيات اللبنانية. وحاصر الاحتلال الإسرائيلي أثناء الحرب الأولى، منظمة التحرير وبعضًا من قوات الجيش السوري في بيروت، ما أدى إلى انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية بعد تعرضها لقصف، تحت حماية قوات حفظ السلام، إلى أن انتهت الحرب عام 1985، إلا أن الجيش الإسرائيلي لم ينسحب فعليًا من جنوبلبنان إلا عام 2000. أما المحطة الثانية، فهي حرب لبنان الثانية، أو كما يسمونها في لبنان "حرب تموز"، وهي العمليات القتالية بين حزب الله اللبناني، والقوات الإسرائيلية، في 12 يوليو 2006، واستمرت لمدة 34 يومًا، كما شهدت هذه الحرب مفاجأة من حزب الله، حيث أشار الدكتور منصور عبدالوهاب، المترجم العبري السابق للرئاسة، إلى أن إسرائيل أدركت في هذه الحرب أن "اللعبة" مع إيران، عندما كشف التنظيم عن امتلاكه لصواريخ وأسلحة متطورة فاجأت تل أبيب. ويبدو بعد أحداث اليوم، أن إسرائيل ولبنان، تدخلان في محطة ثالثة من الصراع، بعد المناوشات التي بدأت بقصف إسرائيل في القنيطرة ل6 من أعضاء حزب الله، ورد التنظيم اليوم بعملية منظمة قصمت ظهر الاستخبارات الإسرائيلية، حيث وصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الحدث ب"الفشل الاستخباري الإسرائيلي"، فيما استبعد عبدالوهاب اندلاع حرب مثل الأولى أو الثانية، ولكنه توقَّع في تصريحات خاصة ل"الوطن"، أنها ستكون على شكل عمليات نوعية بين الطرفين وستستمر فترة قليلة ثم تنتهي، مبررًا ذلك بأن سبب اندلاع الحرب "سياسي" من الدرجة الأولى، حيث يسعى رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى الإثبات للمواطن الإسرائيلي، أن اليمين المتطرف هو من سيحميه من الخطر الخارجي. فيما يرى الدكتور خالد سعيد، الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن الاستعدادات الإسرائيلية في المنطقة الشمالية الآن تدل على استعداد إسرائيلي للدخول إلى حرب مع لبنان، مشيرًا إلى توقف الدراسة، إلى إجلاء المواطنين إلى الملاجئ. وأضاف سعيد، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، أن الحرب ستبدأ إذا كانت إسرائيل تريد ذلك، مشيرًا إلى أن الأمر يتعلق أيضًا بالرد من حزب الله.