شدد محمد فائق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، ورئيس الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، على أنه لا يجوز أبدًا أن نضع أنفسنا في وضع الاختيار بين القمع والقهر، وبين التدخل الخارجي، فنحن ضد الاثنين وبكل قوة. وأضاف أن الثورة لها تكلفتها، ولابد للثوار أن يكونوا قادرين على دفع هذه التكلفة وطنيًا، وهذا ما حدث في تونس ومصر، ومن أجل ذلك نجحت الثورتين رغم التكلفة العالية. جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية في الندوة الإقليمية حول "دولة الحقوق" التي عقدتها المنظمة العربية، بحضور ممثلين عن 13 دولة عربية. وأضاف فائق، أن العقبة في وجه دولة الحقوق والحريات هي الإرهاب والعنف الممنهج، الذي يقوم به تنظيم "الإخوان" في مصر، وعلينا أن ندرك أن الاٍرهاب عندما يضرب دولة عربية معينة فهو لا يقصدها وحدها، وإنما يقصد الأمة العربية كلها، كما أنه يخطط لخلق بؤر عالمية ينطلق منها في منطقتنا وفي القارة الإفريقية. وأكد أن ما استهدفه الاٍرهاب في سيناء، له مثيله في شمال مالي وجنوب الجزائر، و"بوكو حرام" في شمال نيجيريا، والتنظيم الشبابي في الصومال، وكل هذه التنظيمات ليست بعيدة عن تنظيم القاعدة، وتنظيمات عديدة أخرى تعمل كلها في مخطط واحد للسيطرة على هذه المنطقة، مستخدمة الدين بغير ما جاء به صحيح الإسلام، كما تستغل الأمية والفقر والجهل الذي تغرق فيه نسبة كبيرة من شعوبنا. وأوضح أن من يساعدون هذه التنظيمات بهدف إبعادها عن بلادهم، عليهم أن يدركوا أنهم واهمون، وأن الاٍرهاب سيرتد إليهم لا محالة، كما حدث مع تنظيم القاعدة، الذي أنشيء لمحاربة الاتحاد السوفيتي، فارتد إليهم يوم 11 سبتمبر 2011 الشهير. ودعا فايق العرب جميعًا، أن يتوحدوا لمحاربة الاٍرهاب، كما دعا المجتمع الدولي ممثلًا في الأممالمتحدة، أن تكون هناك خطة عالمية لمحاربة الاٍرهاب أينما كان، فالإرهاب ضد السلم والأمن الدوليين، وضد الإنسانية كلها. وأكد أننا نحارب الاٍرهاب لتحقيق الأمن، ولابد أن ندرك أن الأمن وحقوق الإنسان قيمتان متكاملتان ولا تتعارضان، فلا أمن بدون حقوق إنسان والعكس صحيح، والأمن لا يكتمل إلا بأمن الدولة والأمن الإنساني.