لفظ شاب مقيم بقرية الفنت الشرقية التابعة لمركز الفشن جنوب محافظة بني سويف، اليوم الثلاثاء، أنفاسه الأخيرة متأثراً بإصابته بأزمة قلبية مفاجئة، وشيعت جنازته في مشهد جنائزي مهيب إلى مثواه الأخير بمقابر أسرته، وسط حالة من الحُزن الشديد لدى أهالي قريته وأصدقاءه، وخاصة بعد كتابته لمنشور على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» حاملًا عنوان «وصيتي» منذ قرابة 90 يوما. محمد لحق بوالده بعد سنوات قليلة وقال محمد جمال، أحد أهالي قرية الفنت الشرقية ببني سويف، إن الشاب المتوفى يدعى محمد مسلم، في بداية العقد الثالث من العمر، توفي والده منذ سنوات، وهو الابن الوحيد لوالدته على فتاتين هو أكبرهم، وأصيب بأزمه قلبية مفاجئة توفي على إثرها، وسادت حالة من الحُزن الشديد لدى أهالي القرية حزناً على وفاة «محمد»، حيث إنه كان قريباً من الكبير والصغير. وأضاف: «إنا لله وانا إليه راجعون، محمد عليه رحمة الله كان مثالاً يحتذى به في الأدب والأخلاق، وكانت جنازته خير شاهد على ذلك، حيث صلى عليه وشارك في تشييعه عدد كبير، فكانت جنازته حاشدة بالمئات وسط دعوات المشاركين له بالرحمة والمغفرة، كما نعاه العديد من مستخدمي فيسبوك». وصية الشاب المتوفى وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، منشور الشاب المتوفى على صفحته الشخصية قبل وفاته بحوالي 90 يوما، وجاء فيه «الحقيقة اللي كلنا عارفينها ومتأكدين منها، إننا كلنا ربنا كتبلنا إننا نموت في ميعاد محدد غير معروف، وعشان كده كتبت الكلام ده لأني محتاج حاجات معينة تتعمل، وحاجات خايف تتعمل، وأنا مش عايز حد يعملها لمجرد إنها معروفة، ووقتها طبعاً مش هعرف أقولها لحد». وتابع الشاب المتوفى: «دي الوصية الخاصة بي: صلاة الجنازة أهم من العزاء، وبفلوس العزاء طلعولي صدقة جارية، وادعولي وتصدقوا علي، وسيبوهم يعيطوا لحد ما يطلعوا كل الشعور اللي عندهم، ومن فضلكم تكثفوا الدعاء وقت نزول القبر وتتصدقوا بأي حاجة بنية إن ربنا يجعل قبري روضة من رياض الجنة ويثبتني عند السؤال، وياريت كمان بعد ما تدفنوني تقعدوا معايا شوية، ومتستعجلوش تمشوا عشان تونسوني في ليلة زي دي». كما تضمنت الوصية: «الموت علينا كلنا حق وإحنا كلنا أمانات ربنا وهيردنا تاني، فالحزن على الفراق هونوه على نفسكم بالدعاء ليا عشان أبقى في سعادة لحد ما أقابلكم تاني، وأسألوا على حبايبي علطول وخليكوا قريبين منهم وشيروا بوستات دينية كتير من صفحتي». واختتم وصيته قائلا: «اللهم إن كثر موت الفجأة من حولي وكثر موت الشباب غفلة، ف يارب إن كنت أنا القادم فأحسن خاتمتي ويسّر طلوع روحي وهوّن عليّ سكراتي فإني أحب أن أرحل في هدوء وسكينة وطمأنينة، ولا تقبض روحي إلا وأنت راضٍ عني لكي أكون عبداً مقبولاً لك وعندك حتى أليق بلقائك العظيم، وإن كان لي من العمر باقي فأغفر لي ذنوبي ومعاصي نفسي الأمّارة بالسوء وأعفو عني وأمحو لي كل ما يعرقل طريقي إليك وردّني إليك ردّاً جميلاً يارب العالمين».