أعلنت الشرطة الألمانية، مساء أمس ، تعرض صحيفة ألمانية تصدر فى مدينة «هامبورج» إلى هجوم بعبوات حارقة لم يسفر عن وقوع إصابات، بعد أن أعادت نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للإسلام التى نشرتها مجلة «شارلى إيبدو» الفرنسية فى وقت سابق. وقالت الشرطة الألمانية «إن حجارة ثم عبوة حارقة أُلقيت عبر نافذة لصحيفة (هامبرجر مورجنبوست)، ما أدى إلى بداية حريق»، وأضافت: «غرفتان تضررتا لكن النيران أُخمدت على الفور»، مشيرة إلى أن اثنين اعتقلا وتم التحقيق معهما للاشتباه بهما فى ارتكاب الحادث. وقال المتحدث باسم الشرطة الألمانية «إنه من المبكر جداً تأكيد أن الهجوم على الصحيفة مرتبط بنشر الرسوم»، مؤكداً أنه «سؤال حاسم سيرد عليه التحقيق». وكان ما يقرب من 35 ألف شخص شاركوا مساء أمس فى مظاهرة حاشدة بشوارع مدينة «درسدن» الألمانية، للتعبير عن رفضهم لتصرفات «حركة أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب»، المعروفة باسم «بيجيدا»، التى تنظم مسيرات ضد الأجانب والمسلمين منذ عدة أشهر. وتجمع المتظاهرون فى وسط «درسدن» ووقفوا دقيقة صمت حداداً على ضحايا اعتداءات باريس، وحمل غالبية المتظاهرين لافتات كُتب عليها: «نعم لمساعدة اللاجئين»، و«ألمانيا للجميع»، و«كلنا نضحك بلغة واحدة». من جانبها، قالت «هيلما أوروسز»، رئيسة بلدية «درسدن»، المنتمية لحزب «الاتحاد المسيحى الديمقراطى»: «مشاعر الكراهية لا يمكن أن تفرق بين مواطنى درسدن وأنا لم آتِ إلى هنا لأننى ضد الأشخاص الذين يشاركون فى تظاهرة بيجيدا، بل لأننى لا أخاف من الأشخاص الذين يختلف لونهم عن لونى أو لديهم عادات مختلفة». وأعلن مصدر قضائى أن رجلاً ألمانياً يبلغ من العمر 24 عاماً يشتبه فى أنه انضم إلى صفوف تنظيم «داعش» اعتُقل أمس فى ألمانيا، وأوضح بيان للمحكمة الفيدرالية الألمانية أن الرجل ليس له أى علاقة بالاعتداءات التى وقعت فى باريس. وأضاف البيان أن أى اتهام لم يوجه إليه حتى الآن بالتخطيط لشن اعتداء. وفى فرنسا، حضر قادة نحو 50 دولة المسيرة التى نُظمت فى باريس، احتجاجاً على الاعتداءات التى وقعت فى فرنسا خلال الأيام الماضية. ومن بين المشاركين فى المسيرة الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند ورئيس وزرائه مانويل فالس وعدد من وزراء الحكومة الفرنسية، إضافة إلى الرئيس السابق نيكولا ساركوزى. ومن الدول الأخرى، شاركت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورؤساء الحكومات البريطانية ديفيد كاميرون والإيطالية ماثيو رينزى والإسبانية ماريانو راخوى، إلى جانب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس البرلمان الأوروبى مارتن شولتز ورئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك والرئيس الرومانى كلاوس يوهانيس، بالإضافة إلى رؤساء الحكومات الدنماركى والبلجيكى والهولندى واليونانى والبرتغالى والأيرلندى والتشيكى والسلوفاكى والبلغارى. وشارك رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيجدور ليبرمان، والرئيس الفلسطينى محمود عباس والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى وزوجته الملكة رانيا، ورئيسة الاتحاد السويسرى سيمونيتا سوماروجو ووزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف ورئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو. وقال مسئول أمريكى إن الرئيس باراك أوباما لم يشارك، فى المظاهرة. وقال المصدر إن «أوباما» الذى أدلى بعدة تصريحات أكد فيها دعمه لفرنسا، اكتفى بتمثيل وزير العدل إريك هولدر لبلاده. من جانبه، مثل وزير الخارجية المصرى سامح شكرى، مصر فى المسيرة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبدالعاطى، فى بيان: «إن تمثيل شكرى لمصر فى المسيرة يعكس وقوف مصر إلى جانب فرنسا فى هذا الظرف الدقيق، وإدانتها الكاملة للحادث الإرهابى الآثم الذى لا يمت للدين الإسلامى بصلة»، فيما قال «شكرى» إن ما حدث من أفعال إرهابية لا يتصل بالدين بأى شكل، إنما يعبر عن توجه أيديولوجى مرتبط بالمظاهر الإرهابية الموجودة فى العراق وسوريا وليبيا ومالى ونيجيريا. وأدانت منظمات أرمنية فى فرنسا مشاركة رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو فى المسيرة، وقال المكتب الوطنى لمجلس تنسيق المنظمات الأرمنية فى فرنسا، فى بيان: «إن مشاركة ممثلى دولة تملك الرقم القياسى لعدد الصحفيين المسجونين فى هذه التظاهرة عار وإهانة لروح شارلى إيبدو». وفى الوقت ذاته، قالت المتحدثة باسم المدعى العام الفرنسى أجنيس تيبو ليكويفر «إن 5 أشخاص كانوا احتجزوا على خلفية الأحداث الدامية التى شهدتها فرنسا، تم إطلاق سراحهم فى وقت متأخر من أمس بعد التحقيق معهم»، فيما التقى وزير الداخلية الفرنسى برنار كازنوف، نظراءه الأوروبيين والأمريكى لبحث جهود مكافحة الإرهاب وظاهرة الجهاد بعد الهجمات الإرهابية التى شهدتها فرنسا. وقال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى: «إن أى عمل إرهابى لن يوقف أبداً مسيرة الحرية»، وأضاف: «نحن متضامنون مع الفرنسيين ونقف إلى جانبهم ليس بالتعبير عن الغضب والاستياء فقط، بل بالتضامن والتصميم على التصدى للمتطرفين». وتناقلت مواقع وحسابات تابعة لجهاديين، شريط فيديو يظهر فيه أحد منفذى عمليتى احتجاز الرهائن فى باريس حمدى كوليبالى، وهو يبايع زعيم تنظيم «داعش» أبوبكر البغدادى، فيما أدانت والدة وشقيقات الجهادى «كوليبالى» الاعتداءات التى وقعت فى باريس وقدمت «تعازيها الحارة» لعائلات الضحايا. وعلى صعيد آخر، ذكرت وسائل إعلام فرنسية أن شاباً مسلماً من مالى، يعمل فى المتجر اليهودى الذى اُحتجز فيه رهائن شرق العاصمة باريس الجمعة الماضية، أنقذ 15 زبوناً بإخفائهم فى غرفة تبريد فى الطابق السفلى من المتجر. من ناحية أخرى، استبعد خبراء سياحيون حدوث تأثيرات سلبية كبيرة لحادث الاعتداء الإرهابى الذى استهدف مجلة «شارلى إيبدو» الفرنسية على الحركة السياحية الوافدة من فرنسا خصوصاً أو الدول الأوروبية عموماً إلى مصر خلال الفترة المقبلة. وقال ناجى عريان، نائب رئيس غرفة الفنادق: «أعتقد أن هذا الحادث لن يؤثر كثيراً على الحركة السياحية الوافدة إلى مصر من أوروبا خلال عام 2015 نظراً لعدم وجود مصريين بين منفذى هذه العملية الإرهابية الغاشمة». وأضاف «عريان» ل«الوطن» أن التعاقدات الأوروبية تسير بمعدلاتها الطبيعية ولا توجد أى إلغاءات فى الحجوزات الفندقية الوافدة من أوروبا، خصوصاً أن الحادث على الرغم من بشاعته فإنه كشف عن أنه لا توجد دولة فى العالم بمنأى عن الإرهاب، وأن مصر كانت سباقة فى مواجهة هذا الخطر وحققت نجاحات كبيرة فى هذا الشأن، علماً بأن الأعداد القادمة من السوق الفرنسية إلى مصر حالياً ليست بالكبيرة أصلاً. من جهته، قال ثروت عجمى، رئيس غرفة شركات السياحة بالصعيد، إن «الأقصر وأسوان لن تتأثرا بالسلب نتيجة الحادث»، مشيراً إلى أن السياح الأوروبيين يقضون إجازاتهم فى مصر بكل حرية، والجميع متيقن من أن كل المقاصد السياحية آمنة تماماً، وأعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد زيادة فى أعداد السياح الوافدين من بريطانياوألمانيا إلى مدن الصعيد السياحية. من جانبه، أعرب أحمد شكرى، رئيس قطاع السياحة الدولية بوزارة السياحة، عن «تخوفه من التداعيات السلبية المستقبلية لحادث الاعتداء الدموى على مجلة (شارلى إيبدو) الفرنسية، الذى أثار ضجة كبرى فى العالم أجمع، على الحركة السياحية الوافدة من السوق الفرنسية والأوروبية إلى دول الشرق الأوسط بصفة عامة ومصر بصفة خاصة». وأوضح «شكرى» أن «ردود الفعل التى تم رصدها حتى الآن فى العديد من وسائل الإعلام الغربية تشير إلى أن هناك توجهاً عاماً مضاداً للسفر إلى البلدان العربية والإسلامية بعد هذا الحادث الدامى، مع العلم أن الحركة السياحية الوافدة من السوق الفرنسية إلى مصر متراجعة بشكل كبير منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن». ولفت رئيس قطاع السياحة الدولية إلى أن «السوق الأوروبية تمثل 76% من الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، ومشاركة سامح شكرى وزير الخارجية فى الوقفة العالمية ضد الإرهاب التى أقيمت فى فرنسا كانت خطوة مهمة لتوضيح أن مصر حكومة وشعباً تخوض حرباً مستمرة ضد الإرهاب».