مع اقتراب موسم امتحانات الفصل الدراسي الأول، والتي تم تحديدها من قبل المجلس الأعلى للجامعات في 9 يناير 2023، يبدأ الكثير من الطلبة والطالبات الاستعداد بوضع جداول مذاكرة لمواجهة هذا الماراثون بكل قوة واجتهاد، تمكنهم من الحصول على أعلى الدرجات. ولكن بعض الطلبة، لا يكتفون بوضع جداول تنظيم المذاكرة بل العمل أيضا بعد أن اختاروه بجانب الدراسة، محاولين تحقيق التوازن، فالعمل بالنسبة لهم ليس رفاهية فهناك من يعمل لحاجته للمال لعدم تيسر حالته المادية فيريد مساعدة أسرته، وتخفيف العبء عليهم، وهناك من يعملون بسبب حبهم للعمل وعدم الرغبة في قضاء الوقت في المنزل، ووجود شغف تجاه العمل. مريم وبيع «البان كيك» اختارت بيع «البان كيك»، بجانب دراستها، لمساعدة نفسها وتوفير نفاقت جامعتها، هي مريم محمد، 20 عاما، طالبة بالفرقة الثالثة في كلية الإعلام جامعة القاهرة، أنها بدأت هذا العام تبنى «مشروع عجلة البان كيك» كوسيلة لجني المال، والذي استمدت فكرته من مبادرة «دراجتك دخلك» التابع لوزارة الشباب والرياضة، حيث حصلت على دراجة من هذه المبادرة، وثم فكرت في استثمار تلك الدراجة في البدء بمشروع بيع وشراء من خلال الدراجة على الطرق العامة: خبرة ومساعدة للأهل. ونظرا لتفوق شقيقة «مريم» في عمل «البان كيك» خلال فترة الدراسة لتخفيف العبء على أسرتي، جاءت لها فكرة إقامة مشروع «عجلة البان كيك»، وفقا لها: «بعد فترة تعلمت من شقيقتي كيفية عمل البان كيك، وكذلك إعداد الصوصات التي تكسبه المزيد من الحلي، وحاليا بدأت أقف بالعجلة على كورنيش النيل لكثرة من يتواجدون عليه». تحقيق التوازن بين العمل والدراسة نجحت «مريم»، في تحقيق التوازن بين العمل والدراسة، ففي فترة الإمتحانات تذهب لأداء الامتحان، وبعد انتهائه تذهب إلى العمل لبيع «البان كيك»، وفي نهاية اليوم تعود إلى المنزل لتذاكر للإمتحان القادم، وأحيانا تدرس أثناء العمل حتى لا تؤثر على دراستها. تشعر مريم بالسعادة وهى تقدم «البان كيك» لجمهورها قائلة ل«الوطن»: «هناك أشياء تهون علي مثل ابتسامة الناس في وجهي، ودعمهم لى، بالإضافة إلى مشاهدة غروب الشمس، وهذا يجعلني أشعر أننى قمت بالترفيه عن نفسي فلا احتاج إلى إجازة، وفي حالة عدم الذهاب إلى العمل اقضى الوقت مع أسرتي». «سناء» والعمل كمندوب مبيعات أما «سناء محمد»، 20 عاما، طالبة في كلية الإعلام جامعة القاهرة، بالفرقة الثالثة، فاختارت العمل ك«مندوب مبيعات»، في مكتب عقارات، ومشيرة إلى أن سبب اختيارها للعمل خلال فترة الدراسة هو اكتساب خبرة وفهم طبيعة التعاملات في أجواء العمل: «أحيانا لا استطيع الموازنة بين العمل والدراسة، ولكني احاول القيام بذلك قدر الإمكان». ولكثرة أيام العمل وهي 6 أيام في الأسبوع، تذهب إلى الكلية يوما واحدا فقط ولا تذهب ال3 أيام الباقية، توضح «سناء»: «اختار هذا اليوم لأن يوجد به أهم المحاضرات التي يجب أن أحضرها، ولكنى أيضا أحاول أن أقسم الوقت بعد ساعات العمل بين المذاكرة والراحة قليلا». «ريم» ممرضة ومحفظة قرآن اختارت أن تعمل ممرضة ومحفظة قرآن كريم، من أجل الإنفاق على أسرتها، هي «ريم حسين»، 20 عاما، طالبة في كلية الإعلام جامعة القاهرة، الفرقة الثالثة، فقد اختارت العمل في مهنتين مختلفتين من أجل الإنفاق على أسرتها، فهي تعمل ممرضة في عيادة أسنان وفي أيام الإجازات تعمل ك«محفظة قرآن» تقول ل«الوطن»: «لجأت إلى العمل نظرا لاعتماد أسرتي علي في الدخل، فوالدي كبير في السن ولا يقدر على العمل»، تنشغل «ريم» في المهنتين اللاتي اختارتهما مما يجعلها تقصر تجاه المذاكرة، وتضطر إلى عدم ارتياد الكلية أحيانا، فهي تذهب إلى عيادة الأسنان 3 أيام في الأسبوع من الساعة الواحدة حتى العاشرة مساء، وبالنسبة لعمل المحفظة تذهب يومان من العاشرة صباحا حتى الثانية عشر ظهرا: «للأسف أحيانا أساتذة الكلية لا تدرك أن الغياب وراءه أسباب قهرية، ويخصمون من درجات الحضور والغياب». يؤثر في «ريم»، الإرهاق النفسي أكثر مقارنة بالإرهاق البداني، فالتكليفات التي تطلبها الكلية تضطرها للسهر عليها ليلا بعد الإنتهاء من العمل حتى تكملها، وفي نفس الوقت لا تستطيع أن تدرس أثناء ساعات العمل وذلك لعدم توافر الوقت: «في يومان الإجازة وهما الجمعة والسبت أقسمهما بين الراحة قليلا من إجهاد الأسبوع وبين المذاكرة المتراكمة علي، والحقيقة أن الإنشغال الكبير في العمل والضغوطات من جانب الكلية يرهقنى نفسيا كثيرا».