اتجهت أنظار العالم إلى المملكة المتحدة أمس الخميس حيث أعلنت ليز تراس رئيسة وزراء بريطانيا استقالتها بعد أقصر فترة وأكثرها فوضوية لأي رئيس وزراء بريطاني، بعد أن أدى برنامجها الاقتصادي إلى تحطيم سمعة البلاد فيما يتعلق بالاستقرار المالي وترك كثير من الناس أفقر، بحسب وكالة أنباء رويترز، لكن السؤال الأهم الآن حول من سيخلفها ويحمل تركتها. وسينتخب حزب المحافظين، الذي يتمتع بأغلبية كبيرة في البرلمان -لا يحتاج إلى الدعوة إلى انتخابات مبكرة على مستوى البلاد لمدة عامين آخرين- زعيمًا جديدًا بحلول 28 أكتوبر، وسيكون خامس رئيس وزراء لبريطانيا خلال 6 سنوات. منافسة شرسة لخلافة ليز تراس رئيسة وزراء بريطانيا ومن المرجح بعد استقالة ليز تراس رئيسة وزراء بريطانيا أن تكون هناك منافسة مثيرة بين وزير المالية السابق ريشي سوناك ضد وزيرة الدفاع السابقة بيني موردونت، لكن المنافسة ربما تشهد أيضًا عودة بوريس جونسون، الذي أطيح به من منصبه كرئيس للوزراء في يوليو عندما استقال وزرائه بشكل جماعي لإجباره على ترك منصبه. وتقول وكالة أنباء رويترز إن مشهد وجود رئيس وزراء آخر لا يحظى بشعبية وهو يلقي خطاب استقالته في داونينج ستريت، وبداية سباق قيادة جديد، يؤكد مدى تقلب السياسة البريطانية منذ تصويت عام 2016 على مغادرة الاتحاد الأوروبي. عودة بوريس جونسون غير مستبعدة وتقول وسائل الإعلام البريطانية إن عودة بوريس جونسون لقيادة حزب المحافظين مجددا خلفا لليز تراس، ومن ثم رئاسة وزراء بريطانيا سيناريو محتمل، حتى أن جونسون نفسه حين استقال لمح إلى أنه ربما يعود في أي وقت. وذهبت استطلاعات رأي إلى أن هناك توقعات بعودة جونسون، إلا أنه وفق ما نقلت قناة العربية فإن أمام وزير المالية السابق ريشي سوناك فرصه كبيرة، حتى مقارنة بوزيرة الدفاع السابقة بيني موردونت. تراس والسقوط السريع تم انتخاب تراس في سبتمبر لقيادة حزب المحافظين من قبل أعضائه، خلفا لبوريس جونسون، وليس جمهور الناخبين الأوسع، وبدعم من حوالي ثلث نواب الحزب فقط. ووعدت بتخفيضات ضريبية ممولة بالاقتراض، لكن في غضون أسابيع، أُجبرت على إقالة وزير ماليتها وأقرب حليف سياسي لها، كواسي كوارتنج، والتخلي عن كل برنامجها الاقتصادي تقريبًا بعد أن أدت خططهم للتخفيضات الضريبية الكبيرة غير الممولة إلى انهيار الجنيه الإسترليني وأدت إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض البريطاني ومعدلات الرهن العقاري. ويوم الأربعاء كان شاهدا على خسارة تراس أكبر أربعة وزراء في الحكومة على رأسهم وزيرة الداخلية، وواجهت الضحك وهي تحاول الدفاع عن سجلها أمام البرلمان، ورأت نواب حزبها يتشاجرون علانية، مما أدى إلى تعميق الشعور بالفوضى في وستمنستر. ويتسابق وزير المالية الجديد جيريمي هانت، الذي كانت عينته تراس، الآن لإيجاد عشرات المليارات من الجنيهات الإسترلينية من المدخرات في محاولة لطمأنة المستثمرين وإعادة بناء سمعة بريطانيا المالية.