أصبحت رئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة، ليز تراس، صاحبة أقصر فترة زمنية في تاريخ بريطانيا، بعد أن أعلنت استقالتها اليوم الخميس، حيث بقيت في منصبها منذ انتخابها على رأس الحكومة البريطانية لمدة 44 يوما لتنتزع «لقب الأقصر بقاء بالمنصب من رئيس الوزراء الأسبق جورج كانينج»، الذي توفي بعد توليه مهامه ب5 أشهر وذلك في عام 1827، عن عمر يناهز 57 عامًا فقط. واختيرت «تراس» كزعيمة لحزب المحافظين في 5 سبتمبر الماضي، بعد منافسة على القيادة استمرت 6 أسابيع، إثر استقالة بوريس جونسون، الذي لم يقض فترة ولايته الكاملة. ومع استقالة «تراس«من منصبها قبل ساعات قليلة، تحركت أسهم بورصة المرشحين لخلافتها، في حين اختلفت التقديرات حول هوية أوفر المرشحين حظوظا لخلافتها، اتفق المراقبون على 4 شخصيات أساسية لا يخرج عنها السباق : ريشي سوناك منافس سابق ل«تراس» على زعامة المحافظين، وكان يتولى حقيبة المالية في حكومة بوريس جونسون المستقيلة في يوليو الماضي. و جاء «سوناك» بالمركز الثاني بعد «تراس» في سباق قيادة حزب المحافظين، حيث سبق وحذر من أن خططها لتخفيض الضرائب ستدفع الاقتصاد إلى الانهيار، متهمًا إياها باتباع «اقتصاديات القصص الخيالية»، حيث وعدت بتخفيضات ضريبية غير ممولة. وفي أعقاب تداعيات الميزانية المصغرة، يعتقد أنصار «سوناك» أنه قد تمت تبرئة ساحته، فيما قال أحد النواب الذي أيده في السباق على القيادة لصحيفة التلجراف إن «كل ما قاله تحقق». بوريس جونسون أثار بوريس جونسون التكهنات بشأن عودته للسياسة مرة أخرى في خطاب الوداع الذي ألقاه كرئيس للوزراء، حيث قارن نفسه برجل الدولة الروماني سينسيناتوس، الذي حارب الغزو قبل أن يعود إلى مزرعته، لكن وفقًا للتراث، عاد سينسيناتوس لاحقًا ليخدم فترة ولاية ثانية. ويقال إن بعض نواب حزب المحافظين يقترحون علنا أن يطلب الحزب من «جونسون» العودة إلى داونينج ستريت، رغم الإطاحة به قبل 3 أشهر فقط. ووزيرة الثقافة السابقة وحليفة رئيس الوزراء السابق، نادين دوريس، هي واحدة من أولئك الذين يطالبون علانية بعودة «جونسون»، حيث كتبت على مواقع التواصل الاجتماعي: «نائب واحد فقط لديه تفويض من أعضاء الحزب ومن الجمهور البريطاني- تفويض بأغلبية 80 مقعدًا، بوريس جونسون». جيرمي هانت ينظر في الوقت الحالي على نطاق واسع ل«هانت» الذي تم تعيينه ليحل محل وزير المالية المقال، كواسي كوارتنج، باعتباره أقوى شخصية في الحكومة. ويرى الكثيرون في حزبه أنه رجل آمن، وقد حاول «هانت» مرتين أن يصبح زعيمًا لحزب المحافظين وشغل سابقًا منصب وزير الخارجية ووزير الصحة ووزير الثقافة. وفي سباق القيادة هذا العام، دعم «هانت» ريشي سوناك بعد انسحابه من المنافسة في الجولة الأولى من التصويت، كما كان في المتنافسين الأخيرين على زعامة حزب المحافظين في عام 2019، لكنه خسر أمام بوريس جونسون بنسبة 66٪ إلى 34٪ في تصويت الأعضاء. وقال النائب المحافظ كريسبين بلانت، إن «هانت» يجب أن يكون الزعيم القادم للحزب. بيني موردنت يتفق المراقبون أيضا على حظوظ «موردنت» في احتمال خلافة «تراس»؛ إذ كانت الثالثة التي حظيت بأصوات في سباق الحزب لاختيار زعيمه. لكن وزيرة الدفاع السابقة أثارت ضجة أيضا في مؤتمر حزب المحافظين في وقت سابق من أكتوبر الجاري، عندما أعربت عن اعتقادها أن «تراس» ستبقى في منصبها لعامين على الأقل. وكانت «موردنت» تتحدث إلى مجلس العموم نيابة عن «تراس» للإجابة على سؤال عاجل بشأن إقالة المستشار السابق، كواسي كوارتنج، الإثنين الماضي، حيث نفت محاولة «تراس» الاختباء من مواجهة النواب. وفي رسائل تمت مشاركتها في مجموعات واتساب التابعة لحزب المحافظين، والتي تم تسريبها إلى شبكة سكاي نيوز البريطانية، دعا نائب بحزب المحافظين، كريسبن بلنت، سوناك وموردنت لتولي المسؤولية، وكتب: «تقدم ريشي وبيني إلى الأمام، بدعمنا وتشجيعنا لمصلحتنا جميعًا».