قال حمادة العادلي، رئيس غرفة الصناعات اليدوية باتحاد الصناعات، إن معرض «تراثنا» فرصة لأصحاب الحرف والصناعات اليدوية لعرض منتجاتهم، حيث تشارك الغرفة بجناح تبلغ مساحته 24 مترا مربعا. وأضاف «العادلي»، في حواره ل«الوطن»، أن معرض تراثنا يخدم فئات عدة من الحرفيين، سواء العاملين بالنسيج اليدوي أو المصنوعات المعدنية من النحاس وغيرهم.
ما رأيك في معرض تراثنا؟ - معرض تراثنا هو المعرض الأول المتخصص في الحرف اليدوية والتراثية في مصر، ويخدم المعرض قطاع الحرف اليدوية حيث إنه المتنفس الأول للحرفيين في تسويق منتجاتهم كل عام. كما أن المشترين ينتظرون المعرض كل عام نظراً لأن المعرض يلبي احتياجات المواطنين من التحف الفنية والتراثية الموجودة داخل أروقة المعرض. هل شاركتم.. وبكم عارض تقريباً؟ - الغرفة شاركت بجناح 24 مترا في المعرض يخدم عددا كبيرا من قطاع الحرف منها السجاد اليدوي، والمصنوعات من الأخشاب، والصدف، ومن خامات طبيعية مثل ورق البردي، وكذلك العديد من المنسوجات، والرسم بالرمال، ومنتجات الجريد والخوص، ومشغولات النحاس، والزجاج أيضاً، ومنتجات أخرى. ما هي مكاسب هذا المعرض؟ - تعد مكاسب المعرض كبيرة سنوياً، وخاصة هذا العام، حيث نتوقع إقبالاً جماهيريا كبيراً، فالمعرض يعتبر المتنفس الأول في تسويق وبيع منتجات قطاع الحرف اليدوية، وينتظره كل من الحرفيين والمشترين، وذلك لجودة المنتجات والأسعار التنافسية والتي لا تزيد عن سعر التكلفة مع هامش ربح بسيط. كما يمكن للحرفي التعاقد على توريد كميات كبيرة مع التجار الذين يزورون المعرض، وكذلك معرفة الحرفيين ببعض والتنسيق فيما بينهم على اكتساب المهارات والخبرات، وكذلك الخامات المستخدمة في الحرفة. ومن أكبر مكاسب الحرفيين من المعرض هو الالتقاء بالرئيس عبدالفتاح السيسي، الذى يُقام المعرض تحت رعايته. وكذلك الاستماع لهم، وتذليل كل العقبات التي تحتاج إلى تدخله. ما هي المجهودات التي تقدمها الدولة للحرف التراثية؟ - تبذل الدولة جهوداً كبيرة في قطاع الحرف اليدوية ومنها هذا المعرض المتخصص في الحرف اليدوية.
وكذلك، تخصيص جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة أفرع كثيرة على مستوى الجمهورية لخدمة قطاع الحرف اليدوية، بالإضافة إلى تعديل بعض القوانين لتتناسب مع طبيعة قطاع الحرف اليدوية. كما تهتم الدولة المصرية بتقديم الدعم والمساندة في المعارض الخارجية للقطاع الحرف اليدوية، حيث تساهم بحوالي 80% من تكاليف المعارض الخارجية للقطاع. كما يجري اتحاد الصناعات المصرية المعرض الأول للصناعة في أكتوبر الجاري، ومن ضمنها قطاع الحرف اليدوية المشارك بجناح في المعرض. وكذلك، تنفيذ منصة «أيادي مصر» من قبل وزارة التنمية المحلية للتسويق الإلكتروني. وتعمل وزارة التضامن الاجتماعي من خلال معرض «ديارنا» لخدمة الأسر المنتجة بقطاع الحرف اليدوية، وتخصيص وزارة السياحة والآثار بعض الأماكن السياحية لبيع منتجات القطاع، بجانب اهتمام بعض المحافظات بخدمة «الحرف اليدوية» ومنها محافظة المنوفية والفيوم. كم حجم صادرات القطاع؟ - بلغ حجم صادرات القطاع حوالي 230 مليون دولار تقريباً، ولكن ليس هناك رقم محدد حيث إن ما تم تسجيله مؤخراً قابل للزيادة عند اختراق المنتج المصري ونجاحه في غزو الأسواق العالمية. هل معنى ذلك أننا قادرون على النفاذ إلى الأسواق العالمية.. وهل هناك طلب عالمي على الصناعات اليدوية؟ - بالطبع، ويوجد طلب عالمي كبير على الحرف اليدوية المصرية، حيث تلقى تلك المصنوعات رغبة من مختلف الجنسيات في الحصول عليها لتميزها بالطابع الشرقي أو الطراز الفرعوني الفريد. ولكن علينا أن نكون على قدر عالٍ من المسؤولية للمنافسة عالمياً، وأن نهتم بما يسمى «الفينيش» والتغليف والتسعير، وهي أهم معايير الجودة للتجارة العالمية في الوقت الحالي. كيف تخطط الغرفة لدعم القطاع؟ - تقوم الغرفة بالتخطيط في المقام الأول بتحويل الحرفيين من قطاع غير رسمي إلى قطاع رسمي عبر تقديم الدعم الفني والتدريب على التجديد. كذلك، تقدم التصميمات الجديدة لتطوير المنتجات وزيادة قوة المنافسة مع الدول الأخرى. وتقوم الغرفة بعمل بعض المشروعات في عدد من المحافظات، من بينها محافظات صعيد مصر، وذلك لتدريب بعض السيدات على صناعة الحرف، ومنها السجاد اليدوي حتى تستطيع بعد ذلك إنشاء مجتمع صناعي حرفي في هذه المناطق. وتضمن تلك المشروعات والورش للسيدات المشاركة بها تعليمهن حرفة وعمل تمكنهن فيما بعد من الاعتماد على أنفسهن وإعالة أسرتها وهي أحد أهم أهداف الدولة، ما يقدم قيمة إضافة للاقتصاد بزيادة الأيدي العاملة الماهرة وموارد الدخل، وهي إحدى صور الدعم غير المباشر للمواطنين التي تساهم في تقليل الاعتماد على الإعانات وبالتالي تخفيف أعباء الموازنة. هل هناك إحصاء أو تقدير لعدد العاملين في قطاع الحرف التراثية في مصر؟ - هناك إحصاء غير رسمي، أفاد بأن هناك حوالي ما يزيد عن 3 ملايين حرفي يعملون بقطاع الحرف اليدوية في مصر، 3% منهم فقط منضمون للاقتصاد الرسمي وهناك بيانات مفصلة عن نشاطهم الصناعي والتجاري في السجلات. وتساهم المعارض التي تنظمها الدولة من خلال الوزارات والهيئات والمنظمات، في تقنين أوضاع الصناع والحرفيين وضم أنشطتهم للاقتصاد الرسمي، مثل معرض «تراثنا». كما تسعى غرفة «الحرف اليدوية» وفقاً للخطة الاستراتيجية لها، إلى التعرف على متطلبات الحرفيين وتقديم الدعم لهم سواء الفني من خلال التدريب، وتقديم التصميمات الجديدة، بالإضافة إلى تعليمهم وتزويدهم ببعض طرق التسويق الإلكتروني والخامات، والاقتراب منهم وطمأنتهم لمحاولة تحويلهم من قطاع غير رسمي إلى قطاع رسمي، والاستفادة بالمميزات والدعم الممنوح من الدولة.
