بدموع منهمرة بدأ والدا «يوسف إيهاب» ضحية الغدر والخيانة، الحديث عن كواليس مصرعه، ل«الوطن»، ذلك الشاب العشريني المقيم برفقة والديه وشقيقته الصغرى في شارع الجمهورية بميدان رمسيس والذي توفي نتيجة ما اقترفته يدا صديقه المقرب، والذي اقتاده لحتفه، حيث أقنعه بالذهاب برفقته مستقلين سيارة نصف نقل كان يعمل عليها المجني عليه لتساعده على الإنفاق على نفسه، راغباً في تخفيف العبء على والده. استيقظ الشاب يوم الحادث في الخامسة صباحاً مداعباً والده الذي كان يتجهز للذهاب لعمله وحمل عنه حقيبته، وأوصله إلى سيارته، ليركب هو الآخر سيارته النصف نقل ويذهب لانقضاء أجله برفقة صديقه «مايكل» الذي قرر التخلص منه والاستيلاء على سيارته وهاتفه الجوال ومبلغ مالي كان برفته، ليقوم بتخدير بعد أن قدم إليه المجني عليه جالباً له إفطاراً ليضع المتهم له مخدرا في مشروب وطلب من المجني عليه تناوله، وعندما أحس المتهم أن الشاب ما زال متيقظاً عاجله بإعطائه حبة مخدرة وطلب منه تناولها بعد أن أخبره يوسف أنه يشعر بصداع ويغلب عليه النوم. وبعد أن قام المتهم بتخدير الشاب حمله إلى سيارته من منطقة الخطاطبة وتوجه إلى وادي النطرون وجرد المجني عليه من ملابسه، الأمر الذي تسبب في استيقاظ يوسف ليعاجله المتهم بحجر أصابه في رأسه، ما جعل المجني عليه يفقد الوعي ويسقط على الأرض، ليفر المتهم سارقًا سيارة المجني عليه ومتعلقاته الشخصية إلى محافظة أسيوط تاركاً الشاب غارقاً في دمائه. أفاق بعد 16 ساعة لتصدمه سيارة مسرعة ليفيق يوسف بعد مرور 16 ساعة من إصابته ويجد نفسه مجرداً من ثيابه في الكيلو 70 وفي حالة من عدم الاتزان وتصدمه سيارة مسرعة على الطريق، وجرى نقله لمستشفى الشيخ زايد ولكن كانت قد وافته المنية متأثراً بإصابته، وحُرر عن ذلك المحضر اللازم الذي حمل رقم 2365 لسنة 2022 جنح الشيخ زايد. ضبط المتهم وبتتبع سيارة المجني عليه وهاتفه أمكن العثور عليهما بمركز الفتح بمحافظة أسيوط، وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية هناك أمكن ضبط المتهم وسيارة المجني عليه حال محاولته بيع هاتف المجني عليه بأحد المحال هناك، وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات أنكر رؤيته للمجني عليه في بادئ الأمر، وبتضييق الخناق عليه أقر بفعلته مقرراً أنها أصابه بعجز وتركه على الطريق الصحراوي بعد أن خدره لسرقه سيارته، وحُرر عن ذلك المحضر اللازم برقم 8934 لسنة 2022 جنح الفتح، وأخطرت النيابة العامة بتفاصيل الحادث والتي صرحت بالدفن. محفوظ: الضحية صمد لآخر نفس.. والسرقة اقترنت بالشروع في القتل وحول الموقف القانوني، والعقوبة المتوقعة على المتهم الأول، (صديق المجني عليه)، يقول أيمن محفوظ، المحامي بالنقض والخبيرالقانوني، إن العقوبة تكون وفقا لنص مادة السرقة بالإكراه 314 من قانون العقوبات المصري والتي تنص على الآتي: «يعاقب بالأشغال الشاقة المؤبدة، كل من ارتكب سرقة بإلاكراه وإن قصد إزهاق الروح كان متوفرا لدى الجاني ولكن القتل لم يحدث نتيجة لهذا القصد وخاب أثر جريمة القتل لسبب لا دخل لإرادة المجرم فيه وهو قدرة الضحية على الصمود في وجه هذا الاعتداء فإننا نكون أمام جريمة الشروع في القتل طبقا لنص المادة 46 عقوبات يعاقب على الشروع في الجناية بالعقوبات الآتية إلا إذا نص قانوناً على خلاف ذلك: بالسجن المؤبد إذا كانت عقوبة الجناية الإعدام. قانوني: البراءة تنتظر الفتاة التي تقود السيارة ويضيف «محفوظ» في تصريحات ل«الوطن»، أن اقتران جناية السرقة بالإكراه بالشروع في القتل تستوجب عقاب المجرم بالسجن المؤبد، وعن دور الفتاة في هذه القضية، التي كانت تقود سيارتها فاصطدمت بالمجني عليه الذي كان يترنح من فعل المخدر والاعتداء عليه، فإن الفتاة تحاكم طبقا لنص المادة 238 عقوبات بتهمة القتل الخطأ ولكن كان استغراق خطأ الضحية لخطأ الفتاة واضحا وجليا، خاصة أنها كانت تسير بسيارتها غير مخالفة أصول القيادة أو القوانين واللوائح وظهر عرضا الضحية أمامها فإن البراءة تنتظرها أمام محكمة الجنح.