أثارت جثة الوراق الممزقة إلى نصفين، الرأس والذراعين، فى ترعة إمبابة، والخصر والساقين في نهر النيل أعلى كوبري الوراق، حالة من الذعر والفزع، حتى اتضح أن زوجة القتيل بعقد عرفى هى من قتلته بعد أن خدرته بغرض السرقة. وتبين أن المتهمة استدرجت المجني عليه إلى حضانة تعمل بها، بعد أن باع سيارة تاكسي يعمل عليها بحجة الذهاب معًا لشراء شقة لهما، لكنها دست له مخدرًا فى "نسكافيه" وقتلته بمساعدة عاملة لديها، مقابل منحها جزءا من المبلغ، واشترت بباقى الأموال مصوغات لها. وتأتى تلك الجريمة فى سياق وقائع عدة يتم خلالها تخدير الضحايا سواء بحيل الغرباء فى الشارع ووسائل المواصلات، أو من قبل المعارف والخادمات فى المنازل، بما يدفعنا لتسليط الضوء على تلك الحوادث وأساليب مرتكبيها، حتى نتخذ الحيطة والحذر منها. وفى ذلك السياق أشار اللواء مجدي البسيوني الخبير الأمني، إلى أن أسلوب تخدير الضحايا لسرقتهم، ليس مستحدثًا، لكن ما زال الكثير من الضحايا يقعون فيه بسبب قلة الحيطة والحذر. وشرح أنه حين كان رئيسًا لمباحث دكرنس بالدقهلية، كان هناك مجموعة من الغجر، وهم وافدون على تلك البلدة لهم لغة خاصة بهم، لكن كثيرا منهم كانوا متخصصين فى النشل، ويتحينون فى الأسواق والأماكن المزدحة فرصًا لارتكاب جرائمهم، مثلما يحدث هذه الأيام، لكن أساليب تخديرهم الضحايا كانت قديمة، عن طريق وضع المخدر على طرحة كبيرة ترتديها المرأة وتلقى بها كأنها تضبطها على رأسها على رجل يحمل أموالا أو سيدة ترتدي مصوغات ويزعمون أنه مريض أو أنها مصابة بإغماء ويسرقونهم. وأضاف: كذلك أنه من أساليب التخدير للسرقة بيع العطور الرخيصة بالشارع، إذ يعرضون على المار عطورا سواء غالية الثمن أو حتى رخيصة أو بحجة الهدايا، ولذلك ينصح بعدم استنشاق شيء من البالعة فى الشارع، علاوة كذلك على إمكانية عرض من لا نعرفهم علينا مناديل بزعم المساعدة، فيما قد تكون ممزوجة بمادة مخدرة. وحذر الخبير الأمني كذلك من تناول مشروبات من غرباء، حتى لو كانت مغلفة، سواء فى أماكن تجمع، أو فى المواصلات العامة، قائلًا إن عبوات العصير المغلقة لم تعد مدعاة للاطمئنان، إذ إنه يمكن حقنها بمادة مخدرة بإبرة رفيعة، من مكان لا يجعلها تسكب حين نمسكها. وأشار الخبير الأمني إلى ضرورة التنويه بجرائم السرقة التى تقع بتلك الطريقة، لتوعية الناس بطبيعتها حتى يتم الحذر منها، علاوة على وجوب عدم التحرك بمبالغ كبيرة نحملها بحوزتنا. وبشأن مجيء وقائع التخدير والسرقة من أشخاص يدخلون منازلنا كالخادمات أو معارف، قال الخبير الأمني إن كثرة الحديث فى أمورنا تجعل الآخرين يعلمون تفاصيل حياتنا وماذا ندخر، بما يجعل الشخص مطمعا للسرقة، ومن يفكر ويخطط للسرقة يتحين الفرص لذلك، سواء بالمغافلة أو استغلال الغياب عن المنزل، أو حتى بالتخدير للسرقة. ومن ناحية أخرى أشار علاء الجنايني، المحامي، إلى أن استخدام التخدير فى جرائم السرقة يفرض على مرتكبها ظرفا مشددا، فإذا كانت السرقة جنحة عقوبتها لا تزيد على ثلاث سنوات، فإن استخدام مخدر فى الإيقاع بالضحايا يحولها إلى جناية ترتفع عقوبتها من السجن 7 سنوات إلى السجن المؤبد، وتصل بجرائم القتل بغرض السرقة من المؤبد إلى الإعدام. وأوضح أن المشرع اعتبر استخدام المخدر فى شل الضحايا، بمثابة إكراه، إذ يستخدم الجاني المخدر لشل حركة المجني عليه وإعدام مقاومته بخلاف السرقة المعتادة كالنشل والمغافلة. وشهد الأسبوع الماضى، تجديد حبس خادمة 15 يوما على ذمة التحقيقات، لاتهامها بسرقة مبالغ مالية ومشغولات ذهبية، ومتعلقات من شقة ربة منزل بمنطقة المقطم، عقب وضع المخدر لها فى العصير. تخدير المرضى لسرقتهم فى أول شهر إبريل الماضى، استيقظ بعض المرضى، فى مستشفى الأقصر العام، ليجدوا أنفسهم فى حالة صحية تشبه التخدير، اكتشفوا بعدها سرقة هواتفهم المحمولة، والعبث بحافظاتهم. وحرر المواطنون، محمد محمود أحمد عبد العال، ومحمود أحمد عبد العال، وأحمد محمد عبده، المحتجزون بقسم العظام، بالمستشفى، محضرًا بنقطة شرطة المستشفى بتعرضهم للسرقة، مشيرين إلى أنهم ربما تعرضوا لعملية تخدير، واشتكوا لمدير عام المستشفى، لكنه أكد لهم أنه غير مسئول عن تلك الوقائع التى تزامنت الشكوى منها مع زيارة لجنة الصحة بالبرلمان لمستشفيات الأقصر. وفى أغسطس لعام 2016 شهد مستشفى التأمين الصحي "المبرة" بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية واقعة مماثلة، وسرقت متهمة مصوغات مريضة بالمستشفى، عن طريق تخديرها. وشرحت المجني عليها وليفة محمد إسماعيل، 69 سنة، أنه أثناء قيامها بإنهاء أوراق بمستشفى المبرة، حاولت سيدة مساعدتها وقامت بإخراج منديل مبلل من حقيبتها وحاولت مسح العرق من على وجهها، وبعدها، وجدت مقدمة البلاغ نفسها بالشارع تستفيق من حالة إغماء وبيدها آثار خدوش وتم سرقة 3 قطع غوايش منها تقدر ب82 جراما، ولاذت المتهمة بالفرار وتحرر عن ذلك المحضر رقم 12283 جنح قسم ثاني الزقازيق لسنة 2016. سرقة التوك توك بالعصير فى محافظة أسيوط سقط متهم اعتاد سرقة مركبات "التوك توك" عن طريق وضع مادة تخدير داخل معلبات العصير، ويقوم بإعطائها للسائق حتى الإغماء، إذ ارتكب 5 جرائم بذات الطريقة، إذ يقوم بتخدير السائق بالعصير ثم يلقى به على جانب الطريق ويسرق التوك توك ويهرب، وتم ضبط المتهم بعد تحريات مضنية، وأرشد عن مكان وجود الخمس تكاتك بمحافظة سوهاج، قبل تغيير معالمها.