وصلت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، إلى تايوان، في زيارة ضمن جولاتها الأسيوية، وذلك وسط حالة من الغضب الصيني على تلك الزيارة، ورغم تحذيرات صينية تزداد حدة، يترقب العالم المآلات المحتملة لهذه المواجهة المحمومة بين واشنطنوبكين. تعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي «نانسي بيلوسي»، أول زيارة لمسؤول أمريكي رفيع المستوى منذ نحو 25 عامًا، وردا عليها حذر مبعوث الصين لدى الأممالمتحدة، تشانغ جون، من أن الزيارة ستقوض العلاقات بين بكينوواشنطن، حسب «سكاي نيوز». وحذرت الصين من إقدام «بيلوسي» على زيارة تايوان، والتي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها بكين جزءا من البلاد، وقالت الخارجية الصينية أيضا إن الزيارة «ستشكل تدخلا صارخا في الشؤون الداخلية للصين»، فيما شددت واشنطن على أن رئيسة مجلس النواب الأميركي من حقها أن تجري الزيارة في حال أرادت ذلك. الولاياتالمتحدة ومبدأ «الصين الواحدة» وعن دلالات الزيارة، قال الدكتور أيمن سمير، الباحث والخبير في العلاقات الدولية، إن الصين تنظر إلى زيارة «نانسي بيلوسي»، أنها تحدٍ للموقف الصيني في مسألة تايوان، موضحا أن الولاياتالمتحدة تتبع في قضية تايوان مسألة الغموض الإستراتيجي، ولها محورين الأول: الالتزام العالمي بمبدأ «الصين الواحدة»، أي أنهما دولة واحدة دون استقلال جزء منها، والمحور الثاني هو القيام بخطوات سياسية وعسكرية لاستقلال تايوان من خلال بيع أسلحة لها، في العقود الأخيرة وصلت إلى 70 مليار دولار. وأضاف سمير ل«الوطن»، أن الولاياتالمتحدة أيضا خرقت مبدأ «الصين الواحدة»، بإرسال الوفود البرلمانية الأمريكية إلى تايوان، وكذلك استقبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تهنئة من رئيسة تايون، مشيرا إلى أن كل ذلك يعد خرقا لسياسة «الصين الواحدة»، التي كانت تنادي بها الصين دائما أمام العالم والمجتمع الدولي. هل سترد الصين عسكريا؟ وتابع الباحث والخبير في العلاقات الدولية، أن هناك معلومات متداولة عن تصعيد عسكري من جانب الصين، وأنها سترد عسكريا على تلك الزيارة، مضيفا أن ذلك مستبعد تماما لأن الصين تراعي مصالحها، فهي تتاجر مع الولاياتالمتحدة بما يقرب من 750 مليار دولار، ومع حلفاء أمريكا الأوروبين ب850 مليار دولار تقريبا، ومع حلفاء واشنطن في أسيا بنحو 500 مليار دولار، لذلك لن تدمر الصين كل مصالها التجارية من أجل زيارة مدنية. وأكد سمير، أن أي رد فعل عسكري سيكون بمثابة اقتراب بعض القطع العسكرية الصينية من جزيرة تايوان، أو في صورة تحركات جوية بالقرب من المجال الجوي لتايوان، ليس أكثر.