جاء من الإسكندرية إلى الجيزة بحثا عن مكان يبيع فيه ال"فريسكا"، ليصرف منها على زوجته وأولاده الثلاثة، وقف "أحمد حمو"، في أماكن عدة، حتى استقر به الحال أمام ترعة المنصورية، تحديدا بالقرب من شارع "مشعل" المزدحم دائما، ما بين شارعي فيصل والهرم، يرتدي نظارة شمسية، قبعة إسكندراني، يمسك في يده "فريسكا"، وامامه صندوق زجاجي بداخله جميع انواعها. "يا بندق يا بندق، فريسكا إسكندراني يا باشا، صباح الفل يا باشا، فريسكا، بوليكاتا، فريسا اسكندراني يا باشا"، يقولها "أحمد" بلهجة إسكندرانية، وهو يتراقص ويتمايل ويضحك أمام السيارات، حيث يتجاوب معه بعض المارة ويشترون منه. "واخدين منابنا صبر يا باشا، وربك مابينساش حد، هنعمل إيه الناس أهم حاجة الشغل الحلال، فيه ناس بتستغرب لأنهم واخدين على الفريسكا عند البحر، بقولهم لقمة العيش عايزين ناكلها بالحلال"، يقولها "حمو"، مؤكدا أن بيع الفريسكا في الإسكندرية قل كثيرا عن ذي قبل، حتى في فصل الصيف، وكان الحل الوحيد الذي وجده هو الخروج منها لبيع الفريسكا في منطقة مشعل. "خدناها من أبوقير شرق وغرب، وماكنتش بشتغل، واخدين منابنا صبر، صبرنا عشان لقمة العيش، لأن الشغل هناك وقع، جيت هنا لفيت الجيزة برضه شرق وغرب عشان أكل عيالي حسن وحسين ومحمد"، قالها "حمو"، الذي ورث تلك المهنة أبا عن جد، وعمل بها منذ أن كان صغيرا بشوارع الإسكندرية. "زمان كنا بنعرف نسترزق من القاهري اللي بيروح إسكندرية، دلوقتي جيناله إحنا لحد عنده، دراعي وجعتني من الشيل، الفاترينة دي تقيلة، لكن الحمدلله" يقولها "حمو"، مؤكدا أنه عمل أيضا بائع سمك في شوارع الإسكندرية، وعمل صيادا، ويحن ويتمنى أن يرجع للإسكندرية مرة أخرى. "إسكندرية جميلة فوق ما أي حد يتخيل، لكن اعمل إيه، كنت ساعات بروح من غير جنيه، وكل اللي يهمني عشا الولاد"، قالها "حمو"، مؤكدا أن باعة الفريسكا في الإسكندرية قل عددهم كثيرا، بسبب ركود العمل.