بيبرس كان صديق قطز وقتله، بدران كان صديق أدهم الشرقاوى وقتله، يا ترى لو قطز وأدهم الشرقاوى رجعوا للحياة تانى ممكن يسامحوا أصدقاء عمرهم على قتلهم؟ وماذا عنك أنت؟ هل يمكنك مسامحة صديقك إذا غشك؟ أم تتخذه عدوا؟ هل تؤيد أم تعارض مقولة «إذا غشك صديقك فاجعله مع عدوك»؟ قالت نادية أحمد، الطالبة بكلية العلوم جامعة القاهرة، إنها تتفق مع هذه المقولة لأنها ترى أن الصديق الحقيقى لا يغش صديقه، والغشاش يكوّن صداقات من أجل المصلحة فقط لكنه لا يعرف معنى الصديق المخلص. واتفقت معها علا عادل، كلية الحاسبات والمعلومات جامعة القاهرة، وبررت تأييدها بأن الصديق الذى يغش صديقه يسهل عليه أن يضره بعد ذلك كثيرا حتى لو ندم على ما فعل فقد انعدم لديه مفهوم الإخلاص للصديق. واختلف أحمد أسامة، الطالب بكلية الآداب جامعة القاهرة، وقال إن كل إنسان ممكن «يغلط» دون قصد، وأنا كصديق يجب أن أمنح صديقى فرصة أخرى لكى يصحح خطأه، واتفقت معه نورهان محسن، الطالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة، حيث عارضت تلك المقولة وأكدت أن العداوة لا يمكن أن تُبنى على خطأ واحد فقط وأنها بمجرد أن تعاتب صديقتها فسوف تنسى ما فعلته، إلا إذا كررت خطأها مرة ثانية فإنها سوف تتجنبها تماما. وتقول رانيا عبد المنعم، خريجة خدمة اجتماعية جامعة حلوان، إنها تسامح من يغشها ولكن لا تنسى أبدا، وأكدت مروة سامى، الطالبة بكلية العلوم جامعة القاهرة، أن الصديق يجب أن يكون فى مكانة الأخ ولا يمكن لها أن تسامح من يغشها، وتبرر ذلك قائلة «أنا بطبعى لا أعرف أن أسامح وصعب جدا أنسى». وترى رانيا رجب، خريجة خدمة اجتماعية جامعة حلوان، أنها تسامح الصديق إذا أخطأ بسبب ظروف أجبرته على الوقوع فى الخطأ، وأضافت أنها إذا ابتعدت عنه لفترة فسوف تنسى بسهولة ما حدث منه ولا تتذكر إلا المواقف الجميلة والذكريات. ويعارض مصطفى عبد الظاهر، الطالب بكلية التجارة جامعة حلوان، هذه المقولة بشدة مبررا بأنه لا يرضى أبدا أن يكون لديه أعداء، ويقول: «لو صاحبى غشنى هاحرجه لكن مش هانتقم منه»، وأيضا أميرة سيف النصر، الطالبة بكلية العلوم جامعة القاهرة، تقول إن أكبر رد فعل على صديقتها لو غشتها أن تخاصمها وتتجنبها وهذا من أكثر الأشياء التى تزعج البنات وتضايقهم، لكنها لن تكون عدوة لها أبدا. وتقول هدير محمد، الطالبة بكلية الصيدلة جامعة المستقبل: «اللى يغشنى الله يسهله»، وأكدت أنه من الصعب عليها أن تستمر فى صداقتها مع شخص غشاش لأن مبدأها «اعرف صاحبك وعلم عليه». وفى هذا الصدد يقول عبد المحسن دايم، أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة المنيا، إن الصديق لا يمكن أن يغش أو يخادع صديقه، وإذا حدث ذلك من شخص فلا يمكن أن يكون صديقا حقيقيا. فمعايير الصداقة هى الإخلاص والود والنصح والمشورة والمشاركة الوجدانية، وإن لم تتوفر هذه المعايير لدرجة الخداع بين الأصدقاء فإن الشخص المخادع لا يمكن أن يكون صديقا حقيقيا، وفى الوقت ذاته لا يكون عدوا؛ لأن العداوة تجعل الشخص منشغلا طوال الوقت بالتفكير فى كيفية الانتقام، وهذا خطأ كبير، لأنه مهما حدث يجب مراعاة العلاقة التى كانت قائمة ويمكن الاكتفاء بوقف التعامل مع ذلك الشخص المخادع.