لم تنشئ الدولة دورة مياه عمومية (مرحاض) لعم سعيد، وهو تقصير من حكومات لم تراعِ حق الناس فى التبول الإرادى الذى تحول إلى تبول لا إرادى، خاصة لدى مرضى السكر! هل تعلم أن أحد أهم أسباب صفر المونديال أن اللجنة التى أعدت تقريرها عن حالة البلد، فى ذلك الوقت، أول ما لفت نظرها عدم وجود مراحيض عمومية لا مؤاخذة، وحتى دورات المياه العمومية التى وجدوها كانت بحالة سيئة لا تسمح بالاستخدام الحيوانى.. نحن نستورد بعشرة ملايين دولار سنوياً رملة معالجة كيميائياً لزوم تحويل نواتج إخراج القطط والكلاب إلى نواتج معدومة الرائحة ليحق لنا أن نقول إن القطط والكلاب (بيعملوا زى الناس) بينما الناس بتعمل كما (...)، رقم العشرة ملايين دولار كفيل بإنشاء مئات المراحيض العامة. ربما نحن الشعب الوحيد الذى يُنشئ النوافير التجميلية فى الميادين العامة وعلى مقربة منها نوافير أخرى آدمية تنبعث منها روائح شبه كريهة، وللحق أقول ربما يندر أن تشم رائحة كاملة الكراهة (أقصد الثقيلة) ولعل أحد أهم أسباب (كَوْبَرت) البلد وإنشاء كوبرى يمر من تحت كوبرى آخر أن الكبارى لها استخدام يعرفه مرضى السكر الذين يضطرون لقضاء حاجتهم فى أى مكان. فيا أخى الأكبر رئيس الوزراء.. أرجوك وجّه عناية السادة (الرصفنجية)، متخصصى تغيير الأرصفة كل شهر تقريباً، أن يوجهوا هذه المخصصات الضخمة لإنشاء مراحيض عمومية يعهد لمتعطل بتنظيفها والعناية بها فى مقابل حصوله على أجر من المترددين على دورة المياه. مشروع قومى كمشروع مكافحة الحفاء قبل ثورة يوليو يمكن أن مشروعاً قومياً يعالج مشكلة الانبعاثات البولية الحرارية. ومن حكاية زنقة بول عم سعيد غير السعيد إلى حكاية أخرى فقد ثار جدال (سفسطائى عقيم) فى غرزة عم سعيد حول الأحزاب التى تحتاج إلى تشكيل حزب موحد يسمونه «حزبنا الله ونعم الوكيل». وقد يكون «حزب وداد قلبى» الذى ترأسه عبدالحليم حافظ أنسب الأحزاب التى يمكن أن يتزعمها أولئك.. حدثنى عم سعيد غير السعيد أمين عام الغرزة ومنسق تحالف المقهورين متعاطى الترامادول للهروب من نكسة الأحزاب والنخبة، عن أن معظم أعضاء التحالف الغلابة يرفضون وجود البرلمان وأن نسبة قليلة منهم من يرغبون فى إجراء الانتخابات البرلمانية لحاجة فى بطونهم وأفواههم. شربت معهم كوباً من الشاى قبل أيام فى غرزة عم سعيد وتحدثوا بغضب عن الحكومة (والناس اللى فوق اللى مش عارفين حاجة عن الناس اللى تحت). ماذا قدم لنا مجلس الشعب غير الزيت والسكر، وفى السنوات الأخيرة غير أقراص الفياجرا التى تحفز الناخبين على دخول اللجان الانتخابية لأداء الواجب المقدس.. ثم إن عدم وجود البرلمان لم يحدث فراغاً، وقد كان سيد قراره يفعل فينا الأفاعيل، ويشرع على نفسه ضد الناس ويتقاعس عن محاسبة الوزراء ويتغيب النواب عن حضور جلساته لانشغالهم بمصالحهم الشخصية، مستغلين الحصانة زوجة الحصان.. حتى حينما سيطر الإخوان على البرلمان كنا نظن أنهم (سيعدلون المايلة)، فإذ بهم ينشغلون بحق الزوجة الثانية فى أنبوبة بوتاجاز وهو قرار يدعو لتعدد الزوجات وليس فقط تعدد (الأنبوبات) فضلاً عن فتنة سن زواج البنت عند التاسعة، واتجهوا إلى ما يمكن تسميته بتشريعات النصف التحتانى. خرجت من غرزة عم سعيد إلى مقهى المثقفين فى محاولة لنقل ما جرى، فوجدتهم يتبولون فكرياً، منفصلين عن واقع الناس يثرثرون وينتخب كل واحد منهم أروع الكلمات وأبلغها فى مباريات كلامية لا تعالج حتى مشكلة تبول المصريين تحت الكبارى كمداً ومرضاً!!