"خلف الباب مصليه من فضلك لا تتبول " كانت هذه العبارات مكتوبة علي لافته علي باب جراج في شارع "رمسيس", أحد أهم شوارع القاهرة و أكثرها حيوية ، فلم يجد صاحب الجراج إلا أن يترجى الناس كي لا يتبولوا علي حائطه .
انتشرت ظاهرة " التبول الإرادي واللاإرادي " في شوارع القاهرة وعلي حوائطها وتحت كباريها بشكل يستفز كل المارة من سوء " المنظر" أو من سوء " الرائحة " فالكل يشمئز والكل يعلق .
فلقد أصبح الأمر مألوفا بين الناس أولاد وشباب وشيوخ فالكل يقول " رايح مشوار وجاي " ليقضي حاجته تحت الكوبري أو علي اقرب حائط ليعود ليكمل حديثه .
فهذه الظاهرة الكل يستاء منها ولكن ربما من " يعملها " له العذر قد يكون مريضا بالسكر أو مريض بأمراض الكلي والبعض يرجع أسباب هذه الظاهرة لعدم توافر حمامات عمومية كافيه وبشكل أدمي فمنطقة ميدان التحرير وباب اللوق وشارع 26 يوليو لا يوجد فيها سوي 3 دورات مياه عمومية فقط وهذا معناه أنك لو اكتشفت أن إحداهن لا تصلح للاستخدام الآدمي أو معطلة أو حتى مزدحمة، فعليك أن تمشي مسافة تصل لكيلومتر على الأقل لكي تقضي حاجتك، وهي مسافة كبيرة لا تناسب الكثير من أصحاب الحالات الخاصة والأمراض التي لا تسمح لصحابها بالصبر كل هذه الفترة.
والبعض يفضل أن يتوجه إلي حمامات الكافيهات الراقية أو حمامات محلات التيك أواي وآخرون قد يطرقون الأبواب لتلبيه نداء الطبيعة بينما الكثير منهم يفضلون التبول في الهواء الطلق .
ولعل هذه المناظر تذكرنا جمعيا بأشهر لقطات " التبول " في الأفلام السينمائية والتي جاءت في فيلم " الإرهاب والكباب " الذي حمل مشهد بحث عادل إمام عن موظف اسمه مدحت يفضل أن " يعملها " في المباني الراقية المحيطة بمجمع التحرير نظرا لسوء المراحيض في المجمع ، وأخذ يردد كلما دخل مرحاضاً: "يا أستاذ مدحت شفاكم الله وعافاكم".
أخيرا ..الحمامات الذكية
وأخيرا فكرت محافظة القاهرة في نشر دورات مياه عمومية تعمل آليا، وانتهت بالفعل من إنشاء 36 منها تعمل بأحدث النظم الأسبانية تم تصنعيها بالهيئة العربية للتصنيع ، وسيصل عددها مع منتصف العام الحالى إلى نحو 100 دورة تتوزع في الميادين العامة والأماكن المزدحمة مثل ميادين أحمد حلمى ورمسيس وعبد المنعم رياض والنزهة ومدينة نصر وحى مصر القديمة ، وغيرها من الشوارع والميادين.
هذه الحمامات يتم التعامل معها مباشرة حيث يضع الشخص 50 قرش معدنيا فى المكان المخصص لذلك، فيفتح الباب أوتوماتيكيا لمدة 20 ثانية حتى يدخل الشخص إلى الحمام ثم يغلق مباشرة، ولا يستطيع أحد فتحه من الخارج، وبعد أن ينتهى استخدام الحمام يقوم الشخص بفتحه من الداخل، ويبدأ الحمام فى مرحلة تنظيف أتوماتيكى لنفسه، حيث يتم تنظيف القاعدة ثم حوض المياه والأرضية عن طريق صنابير منتشرة بالمكان ثم بعد ذلك تبدأ عملية التجفيف الذاتي للحمام أتوماتيكيا.
وقال المهندس علاء محمد، مشرف الشركة المنفذة لمشروع الحمامات الذكية ، لجريدة "المصري اليوم" إن دورة مياه مجمع التحرير سبقها 12 حماما أخري منتشرة في مصر الجديدة والنزهة ومدينة نصر، موضحا أن تكلفة إنشاء الحمام الواحد تبلغ 50 ألف جنيه.
وأضاف: صاحب هذه الفكرة هو الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة رغبته منه في إزالة معاناة البعض خاصة السائحين والأجانب، والتخلص من شكاوى عدم وجود حمامات عامة ونظيفة ولائقة بالقاهرة.
ويتكون الحمام من دورتين ملتصقتين، وتذهب حصيلة الرسوم إلى الشركة التي تتولى الإدارة لتقوم بأعمال الصيانة، وعند دخول الحمام تبدأ الإضاءة في العمل ثم يستخدم يدويا "الشفاطات" الموجودة في الداخل، وبمجرد خروج الشخص يغلق الباب أتوماتيكيا ويقوم الحمام بعملية التنظيف الذاتي ثم التجفيف في دقيقتين فقط .
يتحكم في تشغيل الحمام برنامج الكتروني يشغل 3 شفاطات على القاعدة والحوض والأرضية بقوة اندفاع ضخمة للمياه مع وجود سائل تنظيف، وعملية التجفيف تتم الكترونيا أيضا.
وتتنوع أماكن وجود هذه الحمامات الذكية فيوجد واحد خلف مجمع التحرير، وبدأ تشغيله فى أكتوبر الماضي، وأول دفعة من الحمامات الذكية بدأ تركيبها في مناطق النزهة ومدينة نصر وحى مصر القديمة وحى غرب القاهرة، حتى وصل عددها إلى نحو 36 حمام منتشر في شوارع وميادين القاهرة، وسيتم زيادة العدد إلى 100 حمام في منتصف هذا العام.
غرامات مالية لمنع " التبول " في الهواء !
ففي السويد قد يصبح التبول علي الملأ شيئا مكلفا جدا ، فالشرطة السويدية تقوم حاليا بالتضييق على الرجال الذين يتبولون تحت مصابيح الشوارع أو الأشجار أو الشجيرات أو على جانب أسوار الأكشاك.
وقال المتحدث باسم الشرطة أولف كارلسون في مدينة كالمار الواقعة على بحر البلطيق مفسرا سبب هذه الغرامات "لا شيء آخر جاء بفائدة".
ووفقا لصحيفة "ميترو اليومية" فإن 2500سويدي تقريبا دفعوا الغرامة البالغ قيمتها " 115دولارا" لمندوبي الحكومة منذ بداية العام بعد اتهامهم "بالتسبب في إزعاج الجمهور.
وقال كارلسون " مع انتشار محال بيع الجعة والمقاهي في الشارع" وبعد الشرب حتى الثمالة يتجه الناس إلى أقرب عامود أو ما يماثله".
وقال إن أكثر من 90% من كل المخالفين كانوا سكارى. واعترف كارلسون أنه "بالطبع نحن نتفهم لو كان شخص ما لديه سبب مقنع مثل مشاكل البروستاتا". ويدفع معظم المخالفين دون أن يغمض لهم جفن ولكنهم عادة ما يسألون إذا لم يكن لدى رجال الشرطة شيئا أفضل ليفعلوه.
وفي مدينه كولونيا الالمانيه أصبح "التبول في الهواء الطلق" خلال الكرنفالات مصدرا للسلطات للحصول على النقود.
فقد ضبطت السلطات خلال أيام الكرنفالات المميزة في الربيع وفي الحادي عشر من نوفمبر 2007 نحو 1150 شخصا من محبي الاحتفالات وهم "يتبولون" في الأماكن المفتوحة.
وقال متحدث باسم هيئة حفظ النظام الألمانية إن خزانة الهيئة دخلها نحو 40 ألف يورو العام الماضي نتيجة فرض غرامة مالية تقدر بنحو 35 يورو على كل شخص ضبط وهو يقوم بهذه الفعلة.
وسيضطر كل شخص يقضى حاجته خلال "كرنفال الشوارع" هذا العام خارج المراحيض التي تم تركيبها خصيصا لهذا الغرض لدفع نحو 35 يورو غرامه تبول !
أما في تركيا فرضت بلدية أنطاليا "جنوب تركيا" غرامة مالية على النائب بحزب الشعب الجمهوري التركي المعارض بسبب تبوله في الشارع.
وذكرت صحيفة "حريت" أن الواقعة حدثت عقب الانتخابات البرلمانية في 22يوليو الماضي بيومين وأن النائب حاول إنكارها إلا أن البلدية طبقت عليه العقوبة بعد مناقشتها في اجتماع لمجلسها.
وفي مصر الوضع يختلف تماما فالحكومة لا تريد أن تكبت حرية المواطن ، لتترك له مجال في "التبول" في شوارعها وتحت كباريها وفي الصحراء أيضا علها " تبقي خضراء الأرض اللي في الصحراء "عندما يتم روي هذه الأراضي الصحراوية بمياه المتبولين .
وانتشر خبر تناولته بعض المواقع الالكترونية عن حكاية أحد المواطنين كان "بيعملها" على حائط من حوائط القاهرة، لكنه فوجئ بمباحث البيئة تقبض عليه.
حيث قررت الداخلية فجأة محاربة عادة التبول في شوارع القاهرة!
وظن المواطن أنه تم الشروع في إنشاء جهاز لمكافحة التبول، فاستسلم طواعية وتدرجت الإجراءات القانونية حتى قام بدفع غرامة تبول 100 جنيه مصري!
ولعل الأمر يتطور بنا لنفاجأ بمظاهرة شعبية يطالب فيها أبناء الشعب بخفض غرامة التبول أو المطالبة بحرية " التبول " في الهواء الطلق وبكامل حريتهم .