بخُطى واثقة، خرج «على قنديل»، ممثل «ستاند أب كوميدى» على خشبة مسرح الفردوس بالدرّاسة، المغلق منذ سنوات لدواعٍ أمنية -حسب قوله- الذى يطول الهدم أجزاءً منه، وزخات المياه المتساقطة فى أرضيته تستمع إليها بمجرد دخولك من بوابته، ورائحة العطب والأتربة تفوح من كراسيها. قرر «قنديل» وفريق حملته «عايز مسرح» اقتحام تلك المسارح المهجورة، وتصويرها من الداخل، لكشف تلك الإمكانية المهدرة، بين جدران «عشّشت» فيها العناكب، ولطختها الأتربة، وعفا عليها الزمن، يقف على خشبة المسرح، وسط ظلام دامس، يطلق ضوءاً كاشفاً، يصمت ملياً، وربما خيّل إليه فى تلك اللحظة أن الدولة استجابت لمبادرته، التى يطالب فيها بمنحه وفريقه أحد مسارح الدولة المغلقة لإعادة إحيائه والاستفادة منه. «مسرح الفردوس»، كان البداية التى قرر «قنديل» وفريق حملته، اختراقه، مطالباً بإتاحة الفرصة لشباب الفريق للعمل على إحيائه، ويؤكد فى حديثه ل«الوطن»، بكل حماس أن الفريق أعد ميزانية مناسبة لإعادة إحياء المسرح، فضلاً عن الأفكار التى من شأنها أن تعيد المسرح للعمل من جديد رغم الحالة التى عليها بعد 24 ساعة فقط من منحه لمجموعة الشباب. «نداء متبادل»، هكذا وصف «قنديل» الحملة، وذلك بعد مطالبة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، الشباب بتقديم أفكار مختلفة والعمل على مساعدة الحكومة فى دورها: «إحنا بنتكلم عن مسرح مقفول متهالك»، متسائلاً «إزاى المسرح مقفول لدواعى أمنية، وأنا والفريق دخلنا وقعدنا فيه ومحدش اعترضنا»، مؤكداً أن توقف المسرح منذ سنوات، نظراً لبعض المؤسسات الشرطية المهمة الموجودة فى محيطه، وهو ما اعتبرته وزارة الداخلية إغلاقه لدواعٍ أمنية. «قنديل» بشعره الطويل، ولحيته الكثة، يقول بحماس بالغ، إن الفريق منذ اللحظة الأول لموافقة الجهات المعنية على ترك المسرح له، سيقوم نهاراً بأعمال الصيانة، وليلاً بتقديم المسرحيات «ومش هناخد من الدولة مليم واحد، والناس هتبقى بتمثل، وفى نفس الوقت بتدهن بوية وتروق المسرح وهى بتمثل، وعظمة الفكرة تكمن فى أن ده كله داخل النص الدرامى».