رويدًا رويدًا باتت القرية المنكوبة سنويًا بالسيول "مقبرة كبيرة" تضم سكانها، لا يبرحون منازلهم خوفًا من الغرق المحيط بهم، يحرمون أبناءهم المدارس والجامعات؛ بسبب الحظر مساءً وغرق الشوارع صباحًا، يتكاسلون عن التوجه إلى مقر أعمالهم؛ بسبب ارتفاع المياه الناتجة عن صرف مصانع معاصر الزيتون، ويتمنون أن يرحمهم المسؤولون بشفط المياه التي كادت تبتلع البيوت معها، بحسب "عباس"، مضيفًا: "شهر على الحال ده، مفيش مدارس ولا جامعة، لأن الطريق كله غرقان، ومفيش أي طرق بديلة للتحول عن الشوارع الغرقانة". قرية عاطف السادات تعيش على أمل إنهاء كابوس غرق الشوارع وإنقاذ السيارات الملاكي والأجرة، التي غرق معظمها بمياه الصرف، بحسب الرجل الخمسيني: "نتصل بالحي وتواصلنا مع المحافظة يمدونا بعربات الشفط، المصانع استغلت أحوال البلد المضطربة بسبب الحظر، واخترقت القانون". الأوبئة وحوادث الطرق وانهيار المنازل ومخاطر أخرى تنذر القاطنين والعابرين من شوارع قرية عاطف السادات، بحسب "عباس" الذي عبَّر عن غضب الأهالي المحبوسين داخل بيوتهم ليل نهار، قائلًا: "يرضي مين العيشة دي، إحنا عايشين في كابوس، مش عارفين نمشي، والأولاد معرضين للموت، وأهاليهم مش بيخرجوا من البيوت، وكمان المرضى والعجائز مش عارفين ينقلوهم للمستشفيات حال الطوارئ".