«هو إنت ليه مش زى زميلى اللى معايا فى الشغل؟».. سؤال جوه كل زوجة.. سؤال ممنوع إن الزوجة تطرحه نظراً لأن حقوق المرأة «عورة»! حقوقها فى زوج، مش «ماكيت زوج».. قبل أى حاجة إنت عارف يعنى إيه تبقى جوزها؟ يعنى تبقى خايفة ومتحسش بالأمان غير لما إنت تبقى جنبها.. يعنى تحبها.. يعنى متقلبش وشك عليها لمجرد إن الست والدتك قالت لك كلمتين فى ودانك.. يعنى لما تخرج معاها تسيب موبايلك وتتكلم معاها.. يعنى لما تيجى تقول لك إنها زعلانة منك متردش عليها ب«إنت فاضية وغاوية نكد». يعنى ترد عليها بكلام ليه علاقة باللى كانت بتحكيه.. يعنى أول لما تصحى الصبح تبتسم وتقول لها «صباح الخير» ومش لازم يا سيدى أول ما تصحى تقلب وشك وتسأل عن «فردة الشراب الكحلى» اللى ضايعة!.. وعلى فكرة إنت لو معرفتش تعمل كل ده عادى مش مشكلة هى هتعدى.. بس فيه حاجة واحدة هى مش هتقدر تعديها هى إنك متبقاش أمانها وحمايتها. أزواج كتير وجودهم فى حياة زوجاتهم بيقتصر على صورة الفرح اللى فى البرواز وبس.. تفتكروا ساعتها الزوجة بتقدر تكمل حياتها؟ إجابتى «لأ».. لأ مبتكملش.. بس مبتكملش فى خيالها لكن فى الواقع بتفضل مكملة.. الزوجة بتفضل تحاول تقنع جوزها إنه يكون موجود فى حياتها، ولأنه راجل مصرى فبيكون رده «والنبى إنتِ فاضية وشكلك عايزة تتخانقى»، ورزعة باب لطيفة وطيران عالقهوة.. وهى برضو لسه بتدوّر على نفسها.. بتبتدى تلجأ لعالم خيالى مثالى بتخلقه فى ضلمة عينيها وفعلاً بتغمّض عينيها وبتروحه، بتشوف زميلها اللى كان معاها فى الجامعة وقد إيه كان معجب بيها فبتبتسم.. بتشوف حبيبها القديم وإنه كان حنين عليها فبتبسم.. بتنام وابتسامتها مفارقتهاش.. ابتسامتها اللى كان السبب فيها «خيال». تصحى مبتسمة وتروح الشغل وفى اليوم ده اتأخرت جامد فى شغلها فزميلها رفض إنها تروّح بتاكسى لوحدها فتكلمك فترد تقولها «اتصرفى أنا مش فاضى! النهارده ماتش برشلونة» فتعيّط.. فإنت تأوووف وتقولها «يخرب بيت النكد» فتقفل معاك صعبان عليها نفسها.. فتلاقى زميلها بيقول لها «والنبى متعيطيش» فتزعل أوى وتتوجع لأنها فى ثانية قارنتك بيه ولقت إن الشخص الغريب خايف عليها حتى من دموعها.. زميلها خاف عليها ووصلها وكمان ممشيش غير لما طلعت واطمن عليها.. وساعتها هى حست إن زميلها ضهرها وحمايتها.. وابتسمت لأنها لقت الأمان اللى مش لاقياه معاك.. فهمت يعنى إيه تبقى زى زميلها؟ زميلها بياخد باله منها لو غيرت حاجة فى شكلها.. بيضحّكها لما تبكى.. بيخاف عليها.. وفوق ده كله بيسيب ماتش «برشلونة» عادى جداً عشانها! عشان تبقى جوزها لازم تعمل حاجات كتير.. ولو معملتهاش هتبقى جوزها برضو.. بس جوزها فى البطاقة.. على كمبيوتر كووك دور لما يسألوها (الأوردر باسم «مدام الدكتور شريف»؟).. فإنت اختار مكانك ولو عايزه افتراضى وقشطة قابل يبقى متسألهاش عن سبب ابتسامتها لأنها أكيد هتبقى افتكرت كلمة حلوة من حبيبها القديم.. أو افتكرت موقف حلو من زميلها.. ها استغربتنى؟ وصفتنى بإنى بأدعو للفساد؟ ميهمنيش؛ لأن ده بيحصل بس إنت رافض تشوفه. احجز مكانك عند مراتك بحبك ليها، خليك أمانها وحمايتها.. اتغير عشان محدش ياخد مكانك.. وماقصدش أبداً إنه ياخد مكانك فى السرير.. لأ اللى أقصده إنه ياخد مكانك فى قلبها.. فى تفكيرها.. فى حمايتها.. وده اللى يوجع.. إنها تبقى معاك ككتلة بس دماغها وقلبها مع غيرك.. اتغير قبل ما مشاعر مراتك تصدر قرار بإخلاء المكان وبالقوة. ضلمة قفلة العين أحلى بكتير من ميت ألف نور يبعدك عن خيال تشوف فيه حد مبقاش موجود.. حد سابك.. حد نفسك تبقى جنبه.. حد واحشك.. ضلمة قفلة العين أحلى بكتير من ميت ألف نور بتشوف فيه واقع بيؤلمك.