الحياة دائما ما يكون بها قصص صعبة، لكن أصعبها على الإطلاق ما يرتبط بجحود الأبناء عندما يتجردون من كل المشاعر الإنسانية، ويقتلون بداخلهم الضمير والمحبة والرحمة في سبيل تحقيق مصالحم الشخصية، فيبتعدون عن الإنسانية لكي يرثون والدتهم بالحياة، بدلا من أن يكونوا «عكازا» لها في آخر أيامها، لكنهم غلاظ القلب والضمير والإحساس. أولادي طردوني ومخلونيش أخد هدومي حكاية مؤلمة ترويها «الحاجة فرج الله»، التي عانت من القسوة من أقرب الناس إليها، خلال لقاء ببرنامج «واحد من الناس»، المذاع على شاشة قناة «الحياة»، ويقدمه الإعلامي عمرو الليثي، قائلة إن زوجها توفى منذ 9 سنوات، ولديها 6 أبناء، منهم 2 أخذوا منها أرض ملكها ورفضا إعطاءها لها أو حتى المنزل لتعيش فيها، كما أنهمل رفضا إعطاءها مال. وأضافت السيدة السبعينية، التي تعيش في مدينة شربين بمحافظة الدقهلية: «قولت لهم إدولي فلوس، فقالولي لا مفيش، إحنا عاوزين نربي عيالنا، واللي هيقرب للأرض هنقطع رقبته، طلعوني من بيتي وكسروا السلالم عشان معرفش أطلعها، وقطعوا عني المياه والكهرباء». وأشارت إلى أنها اضطرت للعيش مع أقاربها: «أولادي مخلونيش أخد هدومي، وأخدت معايا غيارين بس، حسبي الله ونعمة الوكيل فيهم، مش راضيين يدولي أرضي ولا فلوسي ولا أي حاجة». أخويا هدد أمي بالذبح ورفع عليها سلاح من جانبه قال أحد أبناء السيدة «فرج الله»، خلال لقاء بالبرنامج، إنه لا يعيش في مصر، وأولاده مطرودون كذلك من المنزل، «تركة والدي لما توفى اتقسمت بشرع الله، كل واحد أخد حقه من الصبيان والبنات، ووالدي تارك لوالدتي فدان ونصف ومنزل باسمها، واخواتي الاتنين قاعدين معاها». وتابع: «اخواتي الاتنين استولوا على الأرض والبيت، وطردوا أولادي وأنا مسافر مش موجود، وبعدين طردوا والدتي هي كمان، وابنها الصغير مسك سلاح ورفعه عليها، وقالها هقتلك، والتاني يرن عليها في التليفون ويقولها هدبحك».
