بل أصبحت ضرورة ملحة نظراً للظروف الصعبة التى تمر بها هذه القطعة الغالية علينا جميعاً.. فلم يعد الحل الأمنى هو الحل الوحيد المقبول حالياً لمواجهة الإرهاب. بل هو أحد الحلول المطروحة والواجبة حالياً لمواجهة جماعات التطرف والإرهاب فى سيناء، التى تكونت واستشرت فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى الذى أفرج عن كثير من الإرهابيين من السجون وسمح للكثير ممن عليهم علامات استفهام كثيرة للوصول لمصر والجلوس فى سيناء وتكوين ما يشبه الميليشيات المسلحة وتقوم القوات المسلحة بجهد كبير فى هذه المنظومة لتطهير سيناء والقضاء على الإرهاب. تتمتع سيناء بأهمية استراتيجية منحها لها الموقع والمكان، فهى بوابة مصر الشرقية وجناحها الآسيوى، وقد تبنت مصر على مدار عدة عقود العديد من الاستراتيجيات لتنمية وتعمير هذا الإقليم، إلا أنها لم تحقق الآثار المرجوة منها على الرغم مما تتمتع به سيناء من مقومات اقتصادية متنوعة، وذلك نتيجة لعدة عوامل حاكمة خاصة من الناحية البيئية والسياسية، ولعل ما يشهده الوضع الراهن دليل على ذلك. فقد أثبتت التجربة فشل نماذج التنمية المتبعة سابقاً، كما ساعدت السياسات الحكومية غير المتوازنة والعزلة غير المنطقية المفروضة على سيناء، على اضطراب العلاقة بين مواطنيها والسلطات الرسمية والأجهزة الأمنية، وبالتالى كانت وراء تأثر وتخلف معظم مشروعات التنمية. وفى ظل تدهور الأوضاع حالياً فى سيناء يجب العمل على تبنى نماذج تنموية أكثر حداثةً وتفهماً للمتطلبات والأولويات الملائمة لطبيعة هذه المنطقة، وعدم الاقتصار على الاعتبارات الاستراتيجية والعسكرية بل يجب مراعاة مختلف الاعتبارات، خاصة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مع الإسراع فى التعامل مع ما يفرضه الواقع من تحديات وأزمات كأزمة الهوية والاندماج القومى والتوزيع والتغلغل. ويعتبر الاهتمام بسيناء وتنميتها حقاً دستورياً؛ فالدستور المصرى ألزم الدولة (الحكومة) بتخطيط وتنفيذ برامج تنموية للمحافظات الحدودية، حيث حظيت تنمية المناطق الحدودية والنائية باهتمام من قبل المشرع الدستورى المصرى فى مناحٍ متعددة، منها التزام الدولة بتحسين القدرات الاقتصادية للإقليم وتوفير المرافق الأساسية مع مراعاة الخصوصية البيئية. ولاستبيان وإيضاح تجاهل سيناء، نجد على سبيل المثال: - عدم وجود دور سينما أو مسرح فى شمال سيناء حتى إن السينمات الموجودة فى جنوبسيناء هى شاشات عرض داخل القرى السياحية فقط. - عدم وجود قصر ثقافة أو مكتبات عامة فى شمال سيناء. - عدم وجود مجالس دينية تربوية تابعة للأزهر الشريف. - عدم وجود جامعات حكومية داخل شمال سيناء أو جنوبسيناء. ومن ثم وجد الإرهاب والتطرف بيئة صالحة للنمو فى ظل غياب الثقافة والمعرفة والعلم.