حذرت مصادر أمنية، فى تصريحات ل«الوطن»، من أن تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، المعروف ب«داعش»، يخطط حالياً لاستهداف المنشآت السياحية والأمنية وسفارات عربية وأجنبية فى القاهرة، منها السفارة الأمريكية والبريطانية والسعودية والإماراتية، ما دفع الأجهزة الأمنية لرفع درجة الاستعداد والتأمين. وكان «داعش» حرّض الجماعات الإرهابية، على نقل عملياتها من سيناء إلى القاهرة، واستهداف مؤسسات الجيش، والمؤسسات الاقتصادية، وقناة السويس، وتنفيذ عمليات انتحارية ضد الأقباط والقضاة. وأشارت المصادر إلى أن عناصر جهادية مصرية انتقلت من سوريا إلى ليبيا، خلال الفترة الماضية، بصحبة عناصر تابعة لتنظيم «داعش»، وعناصر أخرى تابعة لمجموعة «أبوإسلام المروجى»، القيادى الجهادى وأحد العناصر العائدة من سوريا، وتخطط لدعم جماعة «أنصار بيت المقدس» فى مصر، ومجموعات جهادية تنتشر فى عدة محافظات، منها المنصورة، والشرقية، والقاهرة، ويكثف الأمن عمليات البحث لإلقاء القبض على تلك المجموعات. وأوضحت المصادر أن بعض العناصر الإرهابية العائدة من سوريا، التى ألقت أجهزة الأمن القبض عليها، كشفت فى التحقيقات أن قيادات فى الخارج طلبوا من تلك العناصر تأجير شقق فى المدن الجديدة لإدارة العمليات، بعيداً عن أعين الأمن، تحديداً فى مناطق بدر، والشروق، والقاهرة الجديدة، ما دفع الأمن لمداهمة عدة وحدات سكنية خلال اليومين الماضيين، يشتبه فيها. من جهة أخرى، أكد أبوالبراء المصرى، أحد الجهاديين المصريين فى سوريا، ل«الوطن»، أن بيان مبايعة جماعة أنصار بيت المقدس، لتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، المعروف ب«داعش»، وزعيمه أبوبكر البغدادى، الذى نفته الجماعة أمس، صدر بمعرفتها لإحداث حالة من العشوائية المنظمة، وخداع أجهزة الأمن وإرباكها، فى ظل تصاعد الأوضاع فى سيناء، ومكافحة الجيش للعمليات الإرهابية، مشيراً إلى أن الجماعة بايعت التنظيم سراً منذ عام. وكان نشطاء على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، تداولوا مساء أمس الأول، بياناً منسوباً لجماعة أنصار بيت المقدس، يعلن مبايعتها لتنظيم داعش، وقال البيان: «بعد أن توكلنا على الله تعالى واستخرناه قررنا مبايعة أمير المؤمنين أبى بكر القرشى الحسينى البغدادى خليفة للمسلمين عامة فى العراق والشام وسائر بلاد المسلمين»، ونفت الجماعة بعد ساعات، صحة البيان، وكتبت على صفحتها الرسمية: «البيان المتداول إعلامياً المنسوب لنا بخصوص إعلان البيعة لخليفة المسلمين لا يخصنا، وعلى الجميع تحرى الدقة والنقل عن مصادرنا الرسمية». وقال «أبوالبراء»، الذى يعمل قاضياً شرعياً لدى مختلف الفصائل الجهادية فى سوريا: «جماعة بيت المقدس نفت إصدار البيان، إلا أنها لم تنف مبايعة البغدادى، ما يعد دليلاً على مبايعتها لأمير داعش فى وقت سابق، والبيان صدر بمعرفة الجماعة وقياداتها، وفى مساء الاثنين الماضى نَشرت أنصار بيت المقدس، رابط على صفحتها على تويتر، بجميع بياناتها القديمة، بعد توقفها عن إصدار أى بيان منذ عيد الأضحى الأخير، وبعدها بدقائق خرج البيان الجديد المنسوب لأنصار بيت المقدس، بعد إجراء تعديلات عليه». وأضاف: «لغة البيان لم تخرج بنفس ثقل البيانات الماضية بشكل مقصود، لإيهام البعض أن البيان لا يخص الجماعة، وأنصار بيت المقدس بايعت تنظيم الدولة الإسلامية منذ عام كامل، والأمر معروف بين كل الفصائل الجهادية، وكان هناك اتفاق بين الطرفين على إخفاء المبايعة عن الرأى العام، بل إن عناصر من أنصار بيت المقدس سافروا للانضمام للجماعات الجهادية فى سورياوالعراق، لعدم وجود أماكن للتدريب فى سيناء». من جانبه، قال العميد خالد عكاشة، الخبير الأمنى، إن «داعش يحاول البحث عن وكلاء حصريين له فى المنطقة، وجماعة أنصار بيت المقدس تحاول تقديم نفسها كوكيل حصرى للتنظيم فى سيناء، ونفيها لبيان المبايعة مجرد محاولة لإرباك الأجهزة الأمنية، والإعلام، لتصوير أن الأمر ما زال معلقاً ولم يتم بشكل رسمى، لكن الارتباطات الفكرية حاضرة ومتطابقة بين الطرفين، والضغط العسكرى والملاحقة الأمنية ومحاصرة عناصر بيت المقدس فى سيناء، أدى إلى إعلان المبايعة من أجل ارتباط حركى وتنظيمى مع التنظيم الأكبر فى العراق والشام، وعدم الاكتفاء بالرابط الفكرى».