كان من المفترض أن أستمر فى سلسلة مقالاتى «إخوان 6 أبريل». لكن ظهر ما لا يمكن أن ينتظر التعليق عليه، لأستمر فى الأسابيع المقبلة إن شاء الله فى كشف إخوان 6 أبريل. فقد نُشر مقال منذ عدة أيام فى صحيفة ال«Newsweek» الأمريكية ل«جوليان أسانج»، رئيس موقع ويكيليكس، تحت عنوان Google Is Not What It Seems أى «جوجل ليست كما تبدو»، ليثير هذا المقال عاصفة من الجدل فى دوائر السياسة والإعلام الغربى، فى حين أن الإعلام العربى لم يتناوله أو حتى لم ينتبه إليه. تناول المقال علاقة شركة جوجل بالبيت الأبيض وCIA والخارجية الأمريكية والبنتاجون والدور الذى يلعبه كبار موظفيها فى التخديم على السياسة الأمريكية القذرة فى الشرق الأوسط وأماكن الإضرابات فى العالم، حيث توجد المصالح الأمريكية، بجانب دور جوجل فى المساعدة فى إطلاق أقمار التجسس التابعة لأجهزة الاستخبارات الأمريكية. ويتطرق المقال إلى علاقة مدير قسم أفكار «جوجل»، جاريد كوهين، اليهودى الأمريكى، بوائل غنيم، وكيف تم زرعه فى مصر خلال ثورة 25 يناير، ليلتقى بغنيم «موظف جوجل» الذى أُلقى القبض عليه فى القاهرة، ليستطيع بعد ساعات قليلة من سجنه، بحملة علاقات عامة، أن يجعل من وائل غنيم رمزاً للثورة فى الصحافة الغربية. يصف «أسانج» منظمات المجتمع المدنى فى الدول النامية والمضطربة بأنها تتخفى تحت حشو كلامى زائف، وتنحصر أهدافها فى تنفيذ أجندات سياسية بالوكالة، لينعت «فريدم هوس» ب«المنظمة الأهلية الخرقاء». فمن خلالها يتم، بخبث، توظيف السذج من الموظفين وتكبيلهم بالتمويل، ليُدينوا انتهاكات حقوق الإنسان فى الدول غير الغربية، بينما يغضون الطرف، وبالأمر، عن انتهاكات حقوق الإنسان فى أمريكا وإسرائيل. ويتناول «أسانج» أسباب استقالة «روبرت برنستاين»، مؤسس Human Rights Watch، من منصبه بالمنظمة على أثر رفضه أن تغطى المنظمة انتهاكات حقوق الإنسان التى تحدث فى إسرائيل أو أمريكا، وأن تركز أعمال المنظمة على الانتهاكات التى تقع فى الدول التى فيها تطلعات وأطماع أمريكية. ويختم «أسانج» مقاله الطويل بتساؤلات عن المغزى من وراء ملايين الدولارات التى تنفقها الولاياتالمتحدةالأمريكية على مصاريف سفر واستضافة نشطاء ومدونى الدول النامية فى مؤاتمرات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى المقامة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. قد يسبب مقال «جوليان أسانج» صدمة للبعض، ولكنه بالنسبة لى تأكيد لقناعاتى منذ أبريل 2011م، عندما انفصلت عن أحمد ماهر بسبب سفره هو وبعض المتصدرين إعلامياً باسم الثورة إلى مؤتمرات ال«social media» بأمريكا وعدد من الدول الأوروبية. لكن هذا لا يهز عقيدتى للحظة فى أن «25 يناير» ثورة شعبية على نظام مبارك الذى فتح الطريق للخارجية الأمريكية بتمويل عدد من المنظمات السياسية والحقوقية داخل مصر، فلا أدرى إذا ما كان يدرك حينها أنه يمهد لأجهزة المخابرات المعادية للعبث داخل الدولة المصرية. فعلى أطراف ثورة 25 يناير تجمعت ثلاتة أنواع من الطفيليات الخبيثة: الأول، المتصدرون باسمها، عملاء الأمريكان والمتآمرون على الوطن، وهم قلة قليلة، لم يكونوا أصحاب تأثير ميدانى فى حشد ملايين المتظاهرين، وإنما تصدروا إعلامياً فى ظل سخط عام من المتظاهرين الرافضين تمثيل هؤلاء لهم إعلامياً، والثانى، الإخوان الطامعون فى جنى ثمار الثورة، حيث لحقوا بها متأخرين ليقفزوا على الحكم، حتى خرجنا جميعاً للإطاحة بهم فى 30 يونيو. أما الثالث فهم شبكة المصالح المباركية التى تكوّنت وتغذّت على خيرات نظام فساد مبارك، حيث أخذت على عاتقها شيطنة ثورة 25 يناير، متخذين من الخائنين سبباً وسبيلاً لضرب سمعة الثورة فى مقتل، على أمل عودة ما كان، وتصوير «25 يناير» أمام الرأى العام على أنها ثورة ال«CIA».