«الشهيد الواحد يساوى عشرة من رقاب هؤلاء الفسقة الفجرة».. هذه العبارة لم يقلها جندى مقاتل، أو أب يتوعد الإرهابيين بالثأر لنجله، بل قالها الدكتور «على جمعة»، مفتى الجمهورية السابق، بعد أن وصف مرتكبى حادث تفجير الشيخ «زويد» الذى وقع بمنطقة «كرم القواديس» جنوب غرب مدينة الشيخ زويد، بأنهم «خوارج وعشاق دم ومفسدون فى الأرض». لقد أصبحنا فى حرب لنصرة الإسلام، قبل أن تكون حرباً للدفاع عن الوطن والشعب.. لكننا -بكل براءة- نتخلى عن أسلحتنا، ونختبئ خلف ملابس الحداد، ونغرق فى دموعنا لنعيش فى جنازة موصولة على شهداء الواجب. آن الأوان -سيادة الرئيس- أن نسألك لماذا لا تطبق الدستور الذى وافقنا عليه بشبه إجماع، والذى ينص على أن: (القضاء العسكرى جهة قضائية مستقلة، يختص دون غيره بالفصل فى كافة الجرائم المتعلقة بالقوات المسلحة وضباطها وأفرادها ومن فى حكمهم، والجرائم المرتكبة من أفراد المخابرات العامة أثناء وبسبب الخدمة، ولا يجوز محاكمة مدنى أمام القضاء العسكرى إلا فى الجرائم التى تمثل اعتداءً مباشراً على منشآت القوات المسلحة أو معسكراتها أو ما فى حكمها، أو المناطق العسكرية أو الحدودية المقررة كذلك أو معداتها أو مركباتها أو أسلحتها أو ذخائرها أو وثائقها أو أسرارها العسكرية أو أموالها العامة أو المصانع الحربية أو الجرائم المتعلقة بالتجنيد أو الجرائم التى تمثل اعتداءً مباشراً على ضباطها أو أفرادها بسبب تأدية أعمالهم الوظيفية ويحدد القانون تلك الجرائم، ويبين اختصاصات القضاء العسكرى)؟! لو أن هناك حكماً واحداً بإعدام القتلة الإرهابيين تم تنفيذه، لما تجرأت تلك الجماعات الكافرة على العبث بأرواح المصريين، والمتاجرة بسيادتنا الوطنية. آن الأوان أن نسألك عن تفويض بمواجهة الإرهاب، وقعناه بإجماع شعبى ونحن نكسر صيامنا بكسرة خبز فى الشوارع، يقتسمها المسلم والمسيحى، دون أن نعرف كيف ستواجه الإرهاب.. وكأنما وقعنا على بياض ل«محارب» صلب لا يلين أمام المؤامرات الخارجية ولا يحنى هامته لعملاء يحملون «رخصة حقوق الإنسان»! «الحق فى الحياة» أهم بند فى حقوق الإنسان، (آاااااه يا بلد أجمل ما فيك اندفن).. هذه آخر جملة كتبها الشهيد «محمد خالد محمد» قبل أن يستشهد فى «كرم القواديس».. فلتدرك -سيدى- أرواحنا التى تتأرجح بين السماء والأرض مهددة بالموت، قبل أن يقتلوا كل ما فينا من إرادة وعشق للحياة. إن لم يكن القانون «الطبيعى» كافياً، فلتذهب عصابة «الإخوان الإرهابية» إلى محاكمات عسكرية.. قبل أن نصبح شعباً من الأرامل واليتامى والثكالى. إنها الحرب، وما نحن إلا جبهتك الداخلية الصلبة، المؤمنة بربها وقدرها، لكننا مللنا لون الدم وتوابيت الشهداء المغلفة بعلم مصر.. فلا تسمح للخونة بتنكيس الأعلام. أعلم -سيدى- أن المعركة صعبة، وأن حدود مصر مفتوحة على كافة أشكال الدعم اللوجيستى للإرهاب، وأن البلاد مخترقة بالعملاء المأجورين.. لكن متى كانت الحرب نزهة فى ربوع خضراء؟ لقد أصبح الجيش المصرى هدفاً لعالم يأبى إلا أن تركع مصر، عالم يدعم الأعداء، ويخترع كلاب «داعش»، ويمول الصهاينة.. حتى لا يبقى جيشاً قوياً فى الوطن العربى.. وقد اخترنا أن نكون «درع العرب» وأبداً لن يسقط الدرع ولن تركع مصر. نحن راضون بثمن اختيارنا، مهما قدمنا من شهداء أو عانينا من تدهور الاقتصاد.. فلا حرية دون ثمن. من يحزن لإخلاء بعض المناطق السكنية فى سيناء عليه أن يتذكر أن «عصابة مرسى» كانت تهجر الأقباط من منازلهم.. من يضيق صدره بالإجراءات الأمنية عليه أن يتذكر أيام اللجان الشعبية والانفلات الأمنى. أما من يتجرأ على جيش بلادى فليطلب فوراً اللجوء السياسى إلى ليبيا، ويقدم نساءه سبايا لتنظيم «داعش» ويحمل السلاح ضد أخيه لينال رغيف خبز!! سيادة الرئيس «عبدالفتاح السيسى».. عفواً، لن أقدم التعزية فى مصابنا ولن أتقبلها قبل أن نثأر لأبنائنا.