قال الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا، إن المؤتمر العلمي الثالث لجامعة الأزهر يبرهن على جدية الدولة المصرية في التعامل مع ملف المناخ، وما توليه القيادة السياسية من أهمية بالغة لهذه القضية؛ وفي ضوء رؤية مصر 2030 لمواجهة الآثار المترتبة على التغيرات المناخية من خلال وجود نظام بيئي متكامل ومستدام يعزز المرونة والقدرة على مواجهة المخاطر الطبيعية، فإن المؤتمر سيناقش قضايا التغير المناخي على مختلف أنواعها وتأثيراتها على مناحي الحياة الإنسانية على كوكب الأرض، وكيفية التقليل من آثارها في مختلف القطاعات والنشاطات الإنسانية. تغير المناخ أصبح أزمة تضرب كل صغيرة وكبيرة وأوضح الدكتور صديق، اليوم السبت، خلال كلمته بالمؤتمر العلمي الثالث لجامعة الأزهر «تغير المُناخ.. التحديات والمواجهة» الذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، أن كوكب الأرض يشهد تأثيرات مفزعة بسبب التغيرات المناخية، مبينًا أن تغير المناخ أصبح أزمة تضرب كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالإنسان والحيوان والنبات والمياه والجماد، ويمتد أثرها إلى الاقتصاد، والمؤسسات الصحية، والتخطيط، مؤكدًا أن آثار هذه الأزمة أصبحت واضحة وجرس إنذار يدق ناقوس الخطر كل يوم. العالم يسعى لإيجاد حلول للحد من آثار تغير المناخ وبيّن نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا، خلال كلمته بالمؤتمر الذي يعقد بمركز المنارة للمؤتمرات، أن العالم يسعى لإيجاد حلول للحد من الآثار المدمرة لتغير المناخ، فالحفاظ على البيئة والحد من أزمة تغير المناخ في الأساس قضية بقاء، والاستهانة بها يهدد بتفاقم معدلات الفقر ويضرب النمو الاقتصادي، وفي الوقت ذاته، فإن كيفية نمو البلدان المختلفة وما تضخه من استثمارات لتلبية احتياجات مواطنيها من الطاقة والغذاء والمياه يمكن أن تكون سببا في تفاقم أزمة تغير المناخ وزيادة المخاطر المحتملة منها، أو تكون سببا في احتواء هذه الأزمة وإيجاد حلول ناجحة بشأنها. واختتم الدكتور صديق، أن هناك وسائل وأساليب يجب اتباعها للحفاظ على البيئة والحد من تفاقم أزمة تغير المناخ كتسعير الكربون، واستخدام الطاقة المتجددة، والتشجير، موضحًا أن جامعة الأزهر لديها نموذجا تطبيقيا في هذا المجال، حيث قامت الجامعة من خلال معمل الأزهر لأبحاث الخلايا الشمسية؛ بتطوير الخلايا الشمسية العضوية الواعدة واستخدمها لإنتاج طاقة نظيفة صديقة للبيئة، كما شجعت الجامعة طلابها على القيام بمبادرات ومشروعات ريادية لخدمة البيئة وحمايتها وتعزيز قدرتها على تنمية استدامة مواردها، ما أثمر حصول فريق «إيناكتس» وهم طلاب بجامعة الأزهر في عام 2020 على المركز الأول عالميا في كأس العالم لريادة الأعمال. مصر ضمن أكثر الدول تأثرا بالتغير المناخي من جانبه، قال الدكتور علي أبو سنة، رئيس جهاز شؤون البيئة، إنه على الرغم من انبعاثات مصر لا تتعدى 0.6 من الانبعاثات في العالم، إلا أن سكانها هم الأكثر عرضة لتغير المناخ، وهي من الدول الأكثر تضررا. وأضاف أبوسنة، أن مصر تشارك في المؤتمرات الدولية لبحث ظاهرة التغيرات المناخية من أجل الوصول إلى حلول مناسبة، وتم اتخاذ عدة اجراءات لمواجهة تلك الأزمة، وصدقت على الإجراءات الدولية التي تسعى إلى حل هذه الأزمة. وأشار أبوسنة، إلى أن مصر تسعى لتحقيق خطوات جادة وفاعلة لمواجهة التغير المناخي، والعالم عليه تمويل المشروعات التي تساعد على مواجهة الاحتباس الحراري وبناء القدرات لتحقيق التنمية المستدامة، موضحا أن مصر لعبت دورا مهما لضمان حقوق الشعوب، وتشارك بصفة دورية في المؤتمرات وتنفذ التوصيات الصادرة عنها، مؤكدا أن مصر تحلم بعدم توريث تلك القضايا للأجيال المقبلة، وتشارك وزارة البيئة في المشروعات لحماية الشواطئ وتتعاون مع وزارات أخرى لإنشاء خارطة لمواجهة المخاطر وترصد التغيرات المحتملة على مصر، وتوعي الشباب والمراة والمجتمع لمواجهة الأزمة. ولفت رئيس جهاز شؤون البيئة، إلى أن الحكومة المصرية، اتخذت إجراءت لاستضافة مؤتمر التغير المناخي في شرم الشيخ وشكلت لجنة لضمان التنظيم الجيد لأكبر مؤتمر في تاريخها بمشاركة دولية واسعة.