قال ياسر السري، القيادي الجهادي ومدير المرصد الإسلامي في لندن، إن "انطلاقًا من واجب النصح كنت قد كتبت رسالة إلى أمير الدولة الإسلامية، حسبة لله تعالى ودفاعًا عن الإسلام وعدم تشويه صورة الإسلام، ونصحًا لإخواني من عدم الظلم والجور، ولنعلم أن الحسبة بنيان شامخ في الأمة، ولها دور لا يمكن إنكاره في حماية الشريعة". وأضاف السري، في بيان له اليوم: "فقد تم ذبح المحتجز آلن هيننج الأسير البريطانى لدى (داعش) ردًا على قرار البرلمان البريطاني بمشاركة لندن في التحالف الدولي لضرب التنظيم، ولا تزر وازرة وزر أخرى، وهذا لا يعني أن الحكومة البريطانية أو البرلمان البريطاني ارتكب جريمة أن يتحمل أحد الناس المسؤولية وأن يدفع الثمن". وتابع القيادي الجهادي: "فقد ثبت عندي أن آلن هيننج، كان يعمل بالإغاثة، وأن هناك من الدولة من شهدوا أنه لم تثبت تهمة الجاسوسية بحقه، وكان يجب الإفراج عنه لأنه دخل بآمان وعندي من الشهادات المكتوبة التي تؤكد أن (آلن) دخل بآمان وأنه لم يثبت ضده تهمة التجسس". وواصل السري قائلاً: "من هذا المنطلق أرسلت رسالة ل(البغدادي) ولم أعلن عنها، لأني كنت أبتغي وجه الله بالنصيحة والشفاعة وليس إرضاء أحد، والليلة وصلني رابط فيديو ذبح آلن هيننج، كما علمت أن الرسالة وصلت إليهم، لكن لم تصل للقيادة في الدولة نظرًا للأوضاع الأمنية بعد بدء قصف التحالف". وكشف القيادي الجهادي أنه قال في رسالته ل"البغدادي" الخاصة بتدخله للشفاعة لدى "آلن هيننج" ومحاولة الإفراج عنه : "إن ما أخطه هنا يجب أن يعرض على الشرع وعلى مصلحة المجاهدين، فإن الشفاعة كما تعلمون لا تجوز في الحدود ولا في إسقاط حقوق العباد ولا في إسقاط حقوق الله تعالى، كما أن رسالتي لا ينبغي أن تعطل أي شيء من أهدافكم وبرامجكم الشرعية، ثم إني أؤكد لإخواني أنه ليس لكلماتي هذه من قصد سوى النصح وتحقيق الخير للمسلمين ولا أرجو منها أي منفعة دنيوية، وأؤكد لإخواني أني مقيم في بريطانيا في ظل مضايقات شديدة لا يعلمها إلا الله، ولست حاصلاً على الجنسية البريطانية، ولا يشرِّفني ذلك، كما أؤكد لإخواني أنها برغبة صادقة دون ضغط أو إكراه ولوجه الله". وتابع السري، في رسالته ل"البغدادي": "والذي يدفعني لهذه الشفاعة هو ما علمته من ثقاة وتواتر أن البريطاني آلن هيننج لا علاقة له بحكومته التي أجرمت في حق بلاد المسلمين وما زالت، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي وضعفي وذنبي". واستكمل قائلاً: "فقد دخل آلن هينن سوريا متطوعًا، ضمن قافلة تابعة لجمعية الفاتحة الخيرية، وأمَّنه المسلمون الذين جاء معهم وأمَّنه المسلمون في بلاد الشام، حيث دخل برضاهم ورحبوا به، وهو في الأصل سائق سيارة تاكسي متزوج ولديه بنتان، سافر عدة مرات إلى سوريا بغرض الإغاثة. وأوضح السري: "أن آلن هيننج شارك مع الإخوة الذين شاركوا في قوافل الإغاثة لسوريا، والذين سافروا من بريطانيا لإيصال المساعدة الطبية والمواد الإغاثية كالأغطية والمواد الغذائية وسيارات الإسعاف لإخواننا وإخواننا في سوريا، وفي كل مرة كان مرافقًا مع إخوانكم في الإسلام بالسفر في أمانهم ورعايتهم، كان يشعر بالسرور والأمان والاطمئنان بأنه لن يتعرض لمكروه ما دام مرافقاً لمسلمين لإيصال الإغاثة للذين هم بأمس الحاجة إليها". وأكد السري، في رسالته التي أرسلها ل"البغدادي"، أن آلن هيننج تأثر بحالة الشعب السوري المأساوية وطغيان "بشار"، فخصص أوقات فراغه لمساعدتهم إنسانيًا بجمع الأموال وتوعية الناس بالقضية السورية والانتهاكات الصارخة بحق الشعب السوري، فقام بالعمل في غسيل السيارات لتوفير بعض المال وجمع المواد الإغاثية بشتى أنواعها، كما قام بتوعية الناس من بني جلدته عن الجرائم التي يرتكبها الطاغية النصيري بشار ضد المسلمين في سوريا. وواصل القيادي الجهادي قائلاً: "هذا البريطاني كان يعمل سائقًا متطوعًا في قافلة إنسانية بعثتها جمعية خيرية في بريطانيا اسمها جمعية (الفاتحة) كانت أُرسلت إلى سوريا من قبل عدة قوافل إنسانية محملة بالأدوية وغيرها من المواد الإغاثية للشعب السوري". وتابع السري: "في شهر ديسمبر 2013م، ترك آلن احتفالات عيد الميلاد مع عائلته ليتفرغ ويشارك في تقديم المساعدات الإنسانية لأهلنا في سوريا في الوقت الذي يتقاعس فيه بني جلدتنا ويقصرون في نصرة أبناء الشعب السوري والمستضعفين من المسلمين في كل مكان". واستكمل قائلاً: "لقد كان آلن هيننج متعاطفًا مع قضايا العرب والمسلمين، على النقيض من حكومته، التي تشارك في جرائم حرب ضد المسلمين في أفغانستان والصومال والعراق وغيرها، كان حزينًا ومتأثرًا لجرائم الصهاينة بحق أهلنا في غزة، كان حزينًا لما يتعرض له المسلمون من اضطهاد وانتهاكات في شتى أنحاء العالم، على سبيل المثال قضية الأخت الدكتورة عافية صديقي السجينة في أمريكا، وعن إخواننا في معتقل جوانتنامو". وجاء في ختام رسالة السري للبغدادي: "وفي النهاية أكرر النداء لكم وأناشدكم الله أن تطلقوا سراح آلن هيننج، حيث دخل بأمان من المسلمين، كما لا تزر وازرة وزر أخرى، فهو لا يتحمل جرائم مجرم الحرب بلير ولا جرائم كاميرون، وهو بريء من إجرامهم في حق الشعوب المسلمة، ودخل بلاد الشام من أجل إعانة ومساعدة ضحايا المجرم بشار".